قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، يوم الاثنين 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن تركيا ومصر قد تستأنفان العلاقات الدبلوماسية الكاملة وتعيدان تعيين سفيرين "في الأشهر المقبلة"، في حين التقى وفدان استخباراتيان من البلدين في مصر مطلع الأسبوع الجاري.
إذ قال تشاووش أوغلو للصحفيين في أنقرة إن البلدين قد يستأنفان المشاورات الدبلوماسية بقيادة نائبي وزيري الخارجية في إطار عملية التطبيع "قريباً".
وبعد سنوات من التوتر في العلاقات، صافح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في قطر، الأسبوع الماضي، فيما وصفته الرئاسة المصرية بأنه بداية جديدة في العلاقات الثنائية.
اللقاءات الدبلوماسية
من جانبها، نقلت وكالة رويترز عن مصدرين، إنه بعد سنوات من التوتر فتحت مصافحة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي الباب أمام موجة من اللقاءات الدبلوماسية غير المعلنة بين مسؤولي المخابرات في البلدين.
إذ قال مصدر إقليمي مطلع إن وفدين استخباراتيين من البلدين التقيا في مصر مطلع الأسبوع، فيما أوضح المصدر الثاني، وهو مسؤول تركي كبير، إن مناقشات "مهمة" بدأت بينهما.
ومن المقرر أن تبدأ تركيا ومصر محادثات حول القضايا العسكرية والسياسية والتجارية، بما في ذلك مشاريع الطاقة.
ولم يعلق مسؤولون أتراك عندما سئلوا عن الاجتماع في مصر. ولم ترد وزارة الخارجية المصرية بعد على طلب للتعليق.
بناء العلاقات مع مصر سيبدأ باجتماع وزاري
والأحد 27 نوفمبر/تشرين الأول 2022، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن عملية بناء العلاقات مع مصر ستبدأ باجتماع وزراء من البلدين، وإن المحادثات ستتطور انطلاقاً من ذلك.
وفي برنامج حواري تلفزيوني تم تسجيله في محافظة قونية التركية، يوم السبت، قال أردوغان إنه تحدث مع السيسي لنحو 30 إلى 45 دقيقة، في ذلك اللقاء على هامش بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر.
وقال أردوغان: "لقد ركزنا المحادثات مع السيد السيسي هناك، وقلنا لنتبادل الآن زيارات الوزراء على مستوى منخفض. بعد ذلك، دعونا نوسع نطاق هذه المحادثات"، وأشار أيضاً إلى إمكانية تحسين العلاقات مع سوريا.
وفي يوليو/تموز 2022، كان الرئيس التركي أردوغان قد ألمح إلى أن تطبيع العلاقات مع مصر قد يأخذ دفعة، وأنه لا يوجد ما يمنع ارتقاء اللقاءات إلى المستوى الرفيع، مشيراً إلى أنه يتعين على كل من البلدين تجنب إصدار بيانات "تؤذي الآخر".
يُذكر أنه خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2020، أعلن وزير الخارجية التركي أن بلاده ومصر "تسعيان لتحديد خارطة طريق بشأن علاقاتهما الثنائية".
سبق أن توترت علاقات أنقرة مع القاهرة منذ أن قاد السيسي، عندما كان قائداً للجيش، انقلاباً للإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي، أول رئيس مصري مدني منتخب عام 2013.
رغم الخلافات السياسية، استمرت العلاقات التجارية والاقتصادية بين تركيا ومصر بشكل طبيعي، إلا أن خلافات استجدت بينهما بسبب الحدود والموارد البحرية، فضلاً عن خلافات في ليبيا، حيث يدعم كل منهما طرفاً مختلفاً في الصراع الدائر هناك.
وكان قد بدأ البلدان مشاورات سياسية على مستوى كبار المسؤولين في وزارتي الخارجية العام الماضي، وسط محاولة تركية لتخفيف التوتر مع مصر والإمارات وإسرائيل والسعودية.