بدأ آلاف الباكستانيين، السبت 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بالتجمع للمشاركة في "المسيرة الطويلة" التي دعا رئيس الوزراء السابق عمران خان إلى استئنافها، بعد تماثله للشفاء من محاولة اغتيال مطلع الشهر الجاري، وجَّه على إثرها أصابع الاتهام لمسؤولين على رأسهم رئيس الوزراء شريف شهباز.
ونشر حزب "تحريك إنصاف" (يمين وسط)، الذي يقوده عمران خان، على حسابه في تويتر، صوراً وفيديوهات لتجمع الآلاف من أنصاره وهم في طريقهم للمشاركة في "المسيرة الطويلة" بمدينة روالبندي، التي يشارك فيها عمران خان بنفسه.
كما نشر الحزب مقطع فيديو قال إنه لموكب عمران خان وهو "يغادر منزله في حي زمان بارك" بمدينة لاهور.
وفي وقت سابق، نقل الحزب عن خان قوله في تغريدة: "حياتي في خطر، ورغم إصابتي أنا ذاهب إلى روالبندي من أجل الأمة، أمتي ستأتي إلى روالبندي من أجلي".
كان الحزب استأنف مسيرته المناهضة للحكومة نحو العاصمة إسلام آباد، في 10 نوفمبر/تشرين الثاني، من النقطة التي تعرض فيها عمران خان لمحاولة الاغتيال بمنطقة وزير آباد، شمال شرقي مقاطعة البنجاب، التي يحكمها الحزب.
وقاد المسيرة نائب رئيس الحزب، وزير الخارجية السابق شاه محمود قريشي، بدلاً من خان، الذي أصيب في ساقيه بأربع رصاصات وشظايا.
محاولة اغتيال عمران خان
يُذكر أن خان نجا من محاولة اغتيال، في 3 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، استهدفته أثناء وجوده بين أنصاره في مسيرة نظّمها بإقليم البنجاب، تعرّض خلالها لإصابات طفيفة، بينما قتل شخص وأصيب 6 آخرون، بينهم عضو مجلس الشيوخ عن حزب "تحريك إنصاف" فيصل جاويد.
وحثّ خان أنصاره على مواصلة الاحتجاجات حتى استقالة المسؤولين الذين اتهمهم بالتورط في الهجوم عليه. واعترف المهاجم في مقطع مصور، لاحقاً، بأنه أراد قتل عمران خان بسبب "تضليله الجماهير"، مؤكداً أنه تصرف بشكل منفرد ومن تلقاء نفسه.
وفي لقاء حديث، نشرته مجلة Foreign Policy الأمريكية، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني، أكد خان تطلعه للعودة إلى الحياة السياسية من جديد، كما تحدث عن قضايا عديدة، على رأسها محاولة اغتياله والعلاقة مع واشنطن.
واستهلت المجلة الأمريكية مقابلتها بسؤال خان عما حققه كرئيس للوزراء بين عامي 2018 و2022، والكيفية التي سيتعامل بها مع مشكلات البلاد المذكورة أعلاه. فأجاب عمران قائلاً إن "الاقتصاد قد تراجع في الأشهر السبعة الماضية منذ تركه للمنصب"، حيث فقدت الأسواق المالية ثقتها، كما أظهر استطلاع حديث من Gallup أن الشركات فقدت ثقتها في الحكومة.
وتطرقت المجلة الأمريكية بعدها إلى مسألة توجيه خان اللوم للولايات المتحدة على انتهاء ولايته الأولى قبل موعدها. وسألته عما إذا كان هناك أمل لإقامة علاقات ثنائية طبيعية بين البلدين أم لا، فأجاب خان قائلاً إن بلاده "ترغب بالتأكيد في إقامة علاقة كريمة قائمة على الاحترام المتبادل مع الولايات المتحدة، كما هي حال علاقة الولايات المتحدة بالهند".
ثم انتقلت المجلة إلى الاتهامات التي وجَّهها خان لرئيس الوزراء الحالي شهباز شريف، بمحاولة اغتياله في 3 نوفمبر/تشرين الثاني، وسألته عما إذا كانت لديه أدلة تدعم ذلك الاتهام.
ورد خان قائلاً إنه كان على علمٍ بالخطة، وكان يعرف بها في وقت التخطيط لها، وأوضح أن القيادة السياسية توقعت أن الشعب سيحتفل بعد إبعاده عن الحكومة، وأن حزبه سيضعف وربما يتفكك، لكن ما حدث هو أن الشعب خرج إلى الشوارع احتجاجاً للمرة الأولى في تاريخ البلاد، بحسب قوله.