تتواصل المظاهرات في عدد من الجامعات الإيرانية، احتجاجاً على وفاة الشابة مهسا أميني، عقب توقيفها من قبل الشرطة في سبتمبر/أيلول الماضي، فيما أشاد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، بالمتطوعين المنضمين إلى صفوف الحرس الثوري، من أجل قمع المظاهرات في البلاد، واصفاً المتظاهرين بالجهلة والجنود المأجورين.
ونقلت مواقع التواصل الاجتماعي، السبت 26 نوفمبر/تشرين الثاني، مشاهد عن تنظيم طلاب في جامعة أمير كبير للتكنولوجيا بالعاصمة طهران، اعتصاماً في الجامعة، احتجاجاً على اعتقال السلطات عدداً من زملائهم.
الطلاب شددوا على أنهم سيواصلون الاعتصام ومقاطعة دخول قاعات الامتحانات، إلى أن تستجيب السلطات الإيرانية لمطالبهم بالإفراج عن زملائهم المعتقلين، ووقف فصل الطلاب من الجامعات.
وفي جامعة العلامة طباطبائي، بالعاصمة أيضاً، زيّن طلاب في كلية الآداب كليتهم برموز برتقالية بمناسبة "اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة" الذي يوافق 25 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام.
كما نشرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان "هرانا"، مشاهد مسيرة لمئات الطلاب في جامعة أصفهان للتكنولوجيا، وهم يرددون هتافات ضد السلطات الإيرانية.
بدوره، نشر اتحاد طلاب المنظمات الإسلامية، تدوينة على حسابه في تليغرام، أكد فيها أن طلبة جامعة العلوم والثقافة بطهران، نظموا احتجاجاً تضامنياً مع أبناء محافظة كردستان التي تتواصل فيها المظاهرات على خلفية مقتل "أميني"، مندداً بـ"قتل (قوات الأمن) للمتظاهرين" في المحافظة.
من جانبها، شهدت جامعة خوارزمي في محافظة ألبرز، مسيرة طلابية تضامناً مع أبناء محافظات إيرانية تشهد احتجاجات ضد السلطات.
وفي جامعة التقنيات الجديدة بمدينة آمل، استدعت إدارة الجامعة طلاباً إلى مجلس التأديب، بعد مقاطعتهم حضور المحاضرات والامتحانات.
خامنئي يشيد بقوات الباسيج
في المقابل، أشاد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، بالمتطوعين المنضمين إلى صفوف الحرس الثوري، من أجل قمع المظاهرات في البلاد.
ونقل التلفزيون الرسمي عن خامنئي أثناء استقباله أعضاء من قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري، اتهامه للمتظاهرين بأنهم "مجموعة من الجهلة، أو جنود مأجورون".
وأثنى على أهمية دور الباسيج في قمع المظاهرات، ودعا إلى معاقبة "المتمردين والإرهابيين".
واعتبر أنّ الأحداث التي تشهدها إيران جزء من "الضغوط الغربية".
ومنذ 16 سبتمبر/أيلول الماضي، تتواصل احتجاجات بأنحاء إيران إثر وفاة الشابة أميني (22 عاماً) بعد 3 أيام على توقيفها لدى "شرطة الأخلاق" المعنية بمراقبة قواعد لباس النساء.
وأثارت الحادثة غضباً شعبياً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية في إيران، وسط روايات متضاربة عن أسباب الوفاة.
وتقول مصادر رسمية إن مدنيين وقوات أمنية قُتلوا في المظاهرات التي اتسعت رقعتها في العديد من محافظات البلاد، لكن لم ترد معلومات دقيقة عن عدد القتلى.
وفي 22 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، أعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية (مركزها النرويج)، في بيان، أن 416 شخصاً قتلوا في المظاهرات التي تشهدها البلاد.
وبحسب الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام الإيرانية، قُتل حوالي 60 من رجال الأمن خلال المظاهرات.