دعا تحالف من مجموعات مناصرة لحقوق الإنسان إلى إطلاق سراح الرجال الخمسة من مؤسسة الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية، وهم مجموعة من الرجال الفلسطينيين الأمريكيين الذين أدينوا بتمويل الإرهاب في قضية تقول مجموعات الحريات المدنية إنها تسلط الضوء على الاستهداف غير المتناسب للجمعيات الخيرية الإسلامية بعد 11 سبتمبر/أيلول.
موقع Middle East Eye البريطاني قال إن الحملة التي أطلقتها جماعة "في حياتنا"، وتحالف الحريات المدنية، وشبكة صامدون للسجناء الفلسطينيين، يوم الخميس 24 نوفمبر/تشرين الثاني، تأتي في الوقت الذي تحيي فيه عائلات المتهمين ذكرى إدانتهم.
فيما قالت مجموعة "في حياتنا" التي يقودها الفلسطينيون، في بيان: "يصادف 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 مرور 14 عاماً على إدانة 5 رجال من مؤسسة الأرض المقدسة وسجنهم ظلماً في الولايات المتحدة لارتكابهم جريمة إرسال طعام وأدوية إلى أيتام في فلسطين". وأضافت المجموعة أن "3 منهم ما زالوا مسجونين اليوم، وحان وقت إعادتهم إلى الوطن".
وأُلقِيَ القبض على الرجال الخمسة في عام 2004 بتهمة أن مؤسسة الأرض المقدسة كانت منظمة إرهابية وتقوم بدعم المقاومة الفلسطينية.
وفي حين أسفرت المحاكمة الأولى عن عجز هيئة المحلفين عن الموافقة على حكم، أصدرت محاكمة ثانية أحكاماً طويلة بالسجن لكل منهم بتهمة "الدعم المادي للإرهاب".
وأصبح شكري أبو بكر، إلى جانب 4 أفراد أمريكيين فلسطينيين آخرين -مفيد عبد القادر وغسان العشي ومحمد مزين وعبد الرحمن عودة- يُعرفون باسم الرجال الخمسة من مؤسسة الأرض المقدسة.
نداء أبو بكر، ابنة شكري أبو بكر، قالت لموقع Middle East Eye البريطاني: "كانت السنوات الـ14 الماضية صعبة للغاية على عائلتي"، وأضافت: "كان عليه أن يقضي كل تلك الفترة بمفرده في زنزانة السجن يحاصره العجز. لقد مات أفراد من عائلته، وأنجب أفراد من الأسرة، كل ذلك دون وجوده هنا".
ويُحتجز أبو بكر حالياً في سجن بومونت، وهو سجن شديد الحراسة في تكساس، حيث تندلع معارك مميتة في كثير من الأحيان، بما في ذلك واحدة هذا العام قُتِلَ فيها العديد من السجناء.
وقبل أسابيع قليلة أُصيبَ أبو بكر بجروح بالغة بعد أن أطلق الحراس الغاز المسيل للدموع في السجن خلال مشاجرة اندلعت بين عدة نزلاء. أُصيبَت رئتا أبي بكر بأضرار؛ حيث فقد وعيه ونُقِلَ إلى المستشفى.
فيما قالت نداء أبو بكر: "كاد أن يموت، ولا أريد أن يحدث هذا مرة أخرى. أنا لا أنتظر موت والدي حتى نقف ونفعل شيئاً حيال ذلك".
وحُكِمَ على عبد القادر بالسجن 20 عاماً، وعلى مزين وعودة بالسجن 15 عاماً، وأُطلق سراحهما منذ ذلك الحين. فيما حُكم على أبي بكر وغسان العشي بالسجن 65 عاماً، وإذا قضيا المدة كاملةً، فسوف يتعيَّن على عائلتيّ أبي بكر والعشي الانتظار حتى عام 2064 قبل أن يشهدا حريتهما.
جادلت جماعات الحريات المدنية بأن القضية جزء من استهداف غير متناسب للجمعيات الخيرية الإسلامية، بالنظر إلى أن التهم تتعلق بالمساعدة المقدمة للفلسطينيين الفقراء عبر "لجان الزكاة".
قال الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية إن قضية مؤسسة الأرض المقدسة كانت جزءاً من نمط تستهدف الحكومة الأمريكية من خلاله جمعيات خيرية دينية "على أساس أدلة غير مؤكدة، ودون حتى إجراءات الحماية الأساسية".
لم تُذكَر أي من لجان الزكاة المذكورة في لائحة الاتهام على قائمة إرهابية حددتها الولايات المتحدة، وكانت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تعمل مع لجان الزكاة نفسها، واستمرت في القيام بذلك لفترة طويلة بعد إغلاق مؤسسة الأرض المقدسة.
وفي 18 ديسمبر/كانون الأول، ستُمنَح مؤسسة الأرض المقدسة جائزة ساكو فانزيتي للعدالة الاجتماعية من قبل كنيسة مجتمع بوسطن. وسُمِّيَت الجائزة على اسم نيكولا ساكو وبارتولوميو فانزيتي، وهما مهاجران إيطاليان أُعدِما في عام 1927 بتهمتي السطو المسلح والقتل، بعد محاكمة اعتُبرت تستند إلى حد كبير إلى المشاعر المعادية لإيطاليا في ذلك الوقت.
وبعد 50 عاماً، أعلن حاكم ولاية ماساتشوستس آنذاك مايكل دوكاكيس أن المحاكمة غير عادلة. ولكن بالنسبة للعائلات والمدافعين عن مؤسسة الأرض المقدسة، فإن 50 عاماً طويلة جداً بحيث لا يمكن إخبارهم بما يعرفونه بالفعل، أنهم أبرياء.