شنت إيران ليل الأحد 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ضربات جديدة استهدفت أماكن في إقليم كردستان العراق، وذلك بعد أسبوع من توجيه ضربات مماثلة، لمواقع تقول طهران إنها تابعة لـ"أحزاب كردية إيرانية"، فيما أدانت القيادة العسكرية الأمريكية للشرق الأوسط الهجمات.
أجهزة مكافحة الإرهاب في كردستان العراق، ذكرت أن "الحرس الثوري" الإيراني، استهدف مجدداً "أحزاباً كردية إيرانية"، من دون أن تُعطي أي حصيلة لهذه الضربات التي شُنت عند حوالي منتصف ليل الأحد -الإثنين، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
من جانبه، أكد الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وتنظيم "كومله" القومي الكردي الإيراني، أن الضربات استهدفت منشآتهما في الإقليم الواقع بشمال العراق.
أضاف الحزب في تغريدة على تويتر، الإثنين 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أن القصف الإيراني استهدف موقعين قرب أربيل عاصمة إقليم كردستان بـ"قصف صاروخي وطائرات انتحارية بلا طيار".
أشار الحزب أيضاً -وهو أقدم حزب كردي في إيران تأسس في العام 1945- إلى أن "هذه الهجمات العشوائية تأتي في وقت يعجز فيه النظام الإيراني الإرهابي عن وقف التظاهرات الجارية في كردستان"، على حد تعبيره.
من جانبها، أفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية بـ"تعرض مقار ثلاثة أحزاب إيرانية معارضة داخل إقليم كردستان لقصف بالصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية".
كذلك أكدت القيادة العسكرية الأمريكية للشرق الأوسط (سينتكوم) في بيان، أن الضربات نُفذت بـ"صواريخ وطائرات مسيرة"، وأعربت عن إدانتها للضربات، وقالت إن "هجمات عشوائية وغير قانونية كهذه تُعرّض المدنيين للخطر وتنتهك السيادة العراقية".
بدوره، قال المحلل السياسي العراقي الكندي حمزة حداد، على تويتر إنه "أياً تكن نية طهران لاستهداف كردستان العراق، فإنه لمن الفشل لكل من بغداد وأربيل أن تسمحا بأن تكون أرضهما عرضة لهجمات أجنبية".
كانت طائرات إيرانية بدون طيار قد شنت في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 ضربات إلى جانب قصف صاروخي ضد جماعات المعارضة الكردية الإيرانية، ما تسبب بسقوط قتيل وثمانية جرحى في كردستان العراق، كما وقعت ضربات مماثلة في 28 سبتمبر/أيلول 2022.
تتهم الحكومة الإيرانية هذه الجماعات المعارضة بإثارة الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ 16 سبتمبر/أيلول 2022؛ إثر وفاة الشابة مهسا أميني بعد اعتقالها من قبل "شرطة الأخلاق".
سبق للحرس الثوري الإيراني أن أعلن أنه سيُواصل شن هجمات ضد الفصائل المعارضة الموجودة في إقليم كردستان.
يُشار إلى أن أحزاباً وتنظيمات معارضة كردية إيرانية يسارية تتخذ من إقليم كردستان العراق مقراً لها، وهي أحزاب خاضت تاريخياً تمرداً مسلحاً ضد النظام في الجمهورية الإسلامية رغم تراجع أنشطتها في السنوات الأخيرة، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
إلا أن هذه التنظيمات لا تزال تنتقد بشدة الوضع في إيران على منصات التواصل، عبر مشاركة مقاطع فيديو للمظاهرات التي تشهدها البلاد.