توقع موظف غادر العمل حديثاً من شركة تويتر، أن تنهار الخدمة في الموقع إذا تعرض لضغط كثيف أو انقطاع للعمل بمركز بياناته في أثناء كأس العالم، مشيراً إلى أن الموقع "يُحتمل بنسبة 50%" أن يتعطل، حسب ما كشفه لصحيفة The Guardian البريطانية.
الصحيفة قالت في تقرير لها السبت 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن الموظف السابق، الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر، لديه دراية بتفاصيل العمل في "مركز قيادة الطوارئ بتويتر" Twitter Command Centre.
إذ إن هذا الفريق الهام والحساس داخل شركة تويتر، هو الذي يضم مستكشفي الأعطال المسؤولين عن مراقبة الموقع بحثاً عن أي مشكلات طارئة مثل الضغط الزائد في حركة المرور وانقطاع الخدمة بمركز البيانات.
"تويتر غير مستعد لكأس العالم"
قال الموظف السابق بـ"تويتر": "لما كان الموقع يفتقر إلى الاستعداد ويعاني نقصاً في الموظفين، فإني أعتقد أن كأس العالم ستكون فعالية صعبة على تويتر"، وإنَّ تعرُّض الموقع لحادثة ما -مثل بطء استجابة الخدمة أو الأخطاء بها- يكاد يكون أمراً مؤكد الحدوث خلال منافسات كأس العالم التي تستمر 29 يوماً في قطر.
كما أضاف أن احتمال حدوث خطأ ما، يُعاينه المستخدمون بالموقع، أمر تبلغ نسبته 90 %، واحتمالية بقاء تويتر دون انقطاع عن الإنترنت خلال المسابقة ليست أحسن من ذلك.
بينما أوضح أن الموقع "من المرجح أن يعاني من جراء كثافة (حركة المرور) بالموقع عند انطلاق البطولة، وقد يتعطل. وإذا توافقت الحظوظ فإنه قد يتعافى بقدر قليل من الاضطراب بالخدمة".
يأتي ذلك في وقت ضعفت فيه قدرة الموقع على الاستجابة لأي مشكلات تتعلق ببنيته التحتية الخاصة بتكنولوجيا المعلومات، بسبب عمليات التخلي الكثيفة التي بدأها إيلون ماسك، مالك تويتر الجديد، عن الموظفين العاملين بأقسام الشركة المختلفة، ومنهم موظفون بمركز قيادة الطوارئ، حتى إن صحيفة The Observer البريطانية أوردت أن نحو ثلث فريق العمل قليل العدد ربما غادر في الأسابيع الماضية.
حيث قال الموظف السابق إن الشركة غير مستعدة للتعامل مع التدفق المحتمل لحركة المرور على المنصة في أثناء مناقشة الأحداث واللحظات المهمة خلال كأس العالم.
وأوضح قائلاً: "حركة المرور الكثيفة يسهل تحوُّلها إلى مشكلة خلال الفعاليات الكبرى، ومن ثم فإن أي مباراة كبيرة أو حدث مثير للجدل قد يؤدي إلى زيادة حادة ومباغتة في حركة المرور، ويتعيَّن على البنية التحتية وقتها استيعاب الصدمة". و"لو كان الموقع في أحواله العادية، لكان به كثير من الأشخاص المسؤولين عن مراقبة ذلك ومعالجة أي ثغرة طارئة".
غياب خطط استباقية من الشركة
رداً على سؤال بشأن الخطط الموضوعة في تويتر لمعالجة الأزمات التي يحتمل أن تطرأ خلال كأس العالم، أجاب الموظف السابق: "لا أعرف شيئاً عنها، كان يفترض أن نفعل هذه الأشياء منذ أسابيع".
في السياق ذاته، قال جون إيوانيديس، مهندس برمجياتٍ عمِل لدى تويتر في السابق، على معالجة المشكلات الناشئة خلال كأس العالم 2014: "لقد تجاوز الضجيج حدَّه مع إيلون ماسك في الأسبوعين الماضيين. فحتى لو كان لديك أفضل المعدات والأجهزة، فإن التدفق المفاجئ لحركة المرور يمكن أن يؤدي إلى مشكلات".
كما أشار إيوانيديس إلى أن الشركة كانت تراقب باستمرارٍ البنية التحتية لمنصة تويتر؛ للحيلولة دون أي انقطاع عن الإنترنت خلال كأس العالم 2014 في البرازيل.
أضاف: "من الممكن أن تتعطل الأمور لأسباب عديدة، ولا يمكنك أن تتوقعها جميعاً"، وقد تعرضت المنصة بالفعل لأعطال وفترات بطء في الخدمة خلال كأس العالم 2010، بسبب حركة المرور الكثيفة.
لم يرد إيلون ماسك فوراً على طلب للتعليق، ولم يعد لدى الشركة قسم للرد على الاتصالات؛ بعد عمليات تسريح الموظفين التي جرت المدة الماضية.
في غضون ذلك، كتب ماسك على تويتر، السبت 19 نوفمبر/تشرين الثاني: "أول مباراة في كأس العالم يوم الأحد! تابعوا تويتر للحصول على أفضل نقل للأخبار، وتعليق مباشر على الأحداث".