أعربت عائلة الصحفية الفلسطينية الراحلة شيرين أبو عاقلة، الثلاثاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عن آمالها في أن يكون التحقيق الأمريكي الذي سيبحث في ملابسات مقتلها "مستقلاً وموثوقاً ويؤدي إلى العدالة"، وطالبت بمحاسبة المسؤولين.
جاءت تصريحات عائلة أبو عاقلة بعدما قرر مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، الإثنين 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، فتح تحقيق خاص به، لمعرفة ملابسات استشهاد الصحفية (التي كانت تحمل جنسية أمريكية)، في خطوة وصفتها وسائل إعلام عبرية بـ"غير المعتادة للغاية".
العائلة قالت في بيان: "لقد شجعتنا الأخبار التي تفيد بأن الولايات المتحدة فتحت تحقيقاً جنائياً في قتل عزيزتنا شيرين منذ أكثر من 6 أشهر"، مضيفةً: "طالبنا منذ البداية بإجراء تحقيق أمريكي في مقتلها، وهذا ما يجب أن تفعله الولايات المتحدة عندما يُقتل مواطن في الخارج، على يد جيش أجنبي".
كذلك عبّرت عائلة أبو عاقلة عن آمالها في "أن تستخدم الولايات المتحدة كافة أدوات التحقيق المتاحة للحصول على إجابات حول مقتل شيرين، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الفظائع".
دعت العائلة أيضاً "جميع الأطراف التي تملك أي دليل للاستجابة لطلبات التحقيق من الولايات المتحدة وعدم الوقوف في طريق العدالة"، واستكملت قائلة: "عائلتنا مستعدة لدعم هذا التحقيق بكل الطرق الممكنة".
كما أعربت عائلة الصحفية الراحلة عن أملها في أن يكون التحقيق "مستقلاً وموثوقاً وشاملاً"، وأن "يعمل على تتبع الأدلة أينما كانت، صعودًا وهبوطًا في التسلسل القيادي".
كان وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتنس، قد وصف، مساء الإثنين 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، قرار واشنطن بفتح تحقيق في مقتل أبو عاقلة بـ"الخطأ الجسيم"، مؤكداً أن بلاده "لن تتعاون مع أي تحقيق خارجي".
جاء ذلك في بيان نشره غانتس على تويتر، بعد وقت قصير من إخطار وزارة العدل الأمريكية نظيرتها الإسرائيلية أن مكتب التحقيقات الفيدرالي قرر فتح تحقيق في الحادثة.
وفي سبتمبر/أيلول 2022، نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي نتائج "تحقيق" قال إنه "مُتعمّق" أجراه في الحادث، وقال إن هناك "احتمالاً كبيراً أن تكون أبو عاقلة قد أصيبت بنيران الجيش الإسرائيلي خلال تبادل لإطلاق النار مع من تم تحديدهم على أنهم مسلحون فلسطينيون".
في التحقيق نفسه، أكد الجيش الإسرائيلي أنه "لا يزال من غير الممكن تحديد الجهة التي قتلت أبو عاقلة بشكل قاطع"، مشيراً إلى أن "هناك فرضية أخرى أقل احتمالاً، وهي أن أبو عاقلة أصيبت بنيران فلسطينية".
كانت أبو عاقلة قد استُشهدت في 11 مايو/أيار 2022، وخلصت تحقيقات مؤسسات إعلامية وحقوقية فلسطينية وإسرائيلية ودولية إلى أنها أصيبت برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال تغطيتها اقتحامه مدينة جنين.
يُذكر أن الولايات المتحدة، أصدرت في 4 يوليو/تموز 2022، بياناً قالت فيه إن أبو عاقلة أصيبت على الأرجح بنيران إسرائيلية، لكنها ادعت أنه لا يتوافر أي دليل على أن قتلها كان متعمداً، وأن الرصاصة كانت متضررة جداً بحيث لا يمكن التوصل إلى "استنتاج نهائي".
انتقدت عائلة أبو عاقلة آنذاك هذا البيان الذي ادعت واشنطن أنه استند في جزء منه إلى مراجعات أمريكية للتحقيقين المنفصلين الإسرائيلي والفلسطيني، وطالبت العائلة بالتراجع عنه.
في حين كان النائب العام الفلسطيني قد أفاد بأن الرصاصة من عيار 5.56 ملم، وأُطلقت من بندقية قنص نصف آلية من طراز "روجر ميني-14″، وهو سلاح يستخدمه جيش الاحتلال.