اعتذر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عن انسحاب بلاده سابقاً من اتفاقية باريس للمناخ، قائلاً إن "أزمة المناخ تتعلق بحياة الكوكب"، ومتعهداً بدعم مصر وإفريقيا بملايين الدولارات لمواجهة آثار المناخ.
جاء ذلك في كلمته خلال قمة الأمم المتحدة للمناخ "كوب27" المقامة حالياً في منتجع شرم الشيخ المصري.
قال بايدن: "أعتذر لأننا انسحبنا من الاتفاقية في وقت مضى".
وأوضح أن الولايات المتحدة "عادت رائدة عالمية في مجال تغير المناخ بعد تمرير قانون خفض التضخم، الذي تضمن نحو 370 مليار دولار من حوافز الطاقة النظيفة التي تهدف إلى خفض استخدام غازات الاحتباس الحراري الضارة".
أضاف: "جئت إلى الرئاسة عازماً على إجراء تغييرات تحولية مطلوبة تحتاج أمريكا للقيام بها، وعلينا أن نفعلها لبقية العالم للتغلب على عقود من العقبات أمام التقدم في هذه القضية".
وأكد بايدن التزام الولايات المتحدة بتحقيق هدفها المتمثل في "خفض الانبعاثات بنسبة 50-52% دون مستويات عام 2005 بحلول 2030".
أشار بايدن إلى أن بلاده عازمة على تقليل انبعاثات غاز الميثان في قطاعات النفط والغاز بنسبة 87% أقل من مستويات 2005.
وقال بايدن في قاعة مزدحمة بالوفود المشاركة في القمة المنعقدة بمنتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر: "أزمة المناخ تتعلق بالأمن البشري والأمن الاقتصادي والأمن البيئي والأمن القومي وحياة الكوكب ذاتها".
دعم مالي لمصر وإفريقيا
كما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، تقديم دعم مالي لمساعدة مصر ودول إفريقيا على مواجهة آثار التغير المناخي.
وقال بايدن: "تقدم الولايات المتحدة بالتعاون مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي، 500 مليون دولار لتمويل تسهيل انتقال مصر للطاقة النظيفة".
أضاف: "كدفعة أولى، نعلن اليوم أكثر من 150 مليون دولار ضمن مبادرات لدعم جهود التأهب والتكيف في إفريقيا".
وأوضح أن المبادرات تشمل "توسيع نطاق الوصول إلى التمويل المتعلق بالمناخ، وتوفير الحماية من مخاطر الكوارث، وتعزيز الأمن الغذائي".
قبل ذلك بساعات، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الرئيس بايدن، على هامش انعقاد أعمال القمة التي انطلقت الأحد وتستمر حتى 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
أفادت الرئاسة المصرية، في بيان، بأن الرئيس المصري أكد خلال اللقاء "الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين البلدين والتطلع إلى تعزيز التنسيق والتشاور بين الجانبين بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية وقضايا المنطقة".
بدوره، أكد بايدن أن "الولايات المتحدة تعتبر مصر صديقاً وحليفاً قوياً تعول عليه في المنطقة"، وفق البيان.
شكوك حول جدية الدول
تأتي هذه التصريحات في ظل شكوك حول مدى كفاية تحركات حكومات العالم للتصدي لارتفاع درجات الحرارة.
وأظهر تقرير للأمم المتحدة صدر الأسبوع الماضي، أن الانبعاثات العالمية تتجه للارتفاع بنسبة 10.6% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2010، حتى مع تسبب الظواهر المدمرة مثل العواصف والجفاف وحرائق الغابات والفيضانات، بالفعل في إلحاق أضرار تقدر بمليارات الدولارات في جميع أنحاء العالم.
يقول العلماء إن الانبعاثات لا بد أن تنخفض في المقابل بنسبة 43% بحلول ذلك الوقت للحد من ارتفاع الحرارة عند 1.5 درجة مئوية فوق مستوى ما قبل الثورة الصناعية كما هو مستهدف في اتفاق باريس للمناخ عام 2015، وهو المستوى الذي سيترتب على تجاوزه خروج مشكلة تغير المناخ عن السيطرة.
وتدعو العديد من الدول، ومن بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، إلى زيادة المعروض من الوقود الأحفوري على المدى القريب؛ للمساعدة في خفض أسعار الطاقة للمستهلكين، والتي ارتفعت منذ الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط.
وقالت واشنطن مراراً، إن دعواتها لزيادة إنتاج النفط والغاز لا تتعارض مع طموحها على المدى الطويل بألا يتسبب اقتصادها في أي انبعاثات كربونية.
وقالت أليس هيل من المجموعة الاستشارية حول الأزمة المناخية، وهي مسؤولة سابقة في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما: "لقد أعلن عن عدد كبير من البرامج المناخية الجديدة لكنه لم يستطع تقديم أهم ما يريده العالم النامي.. الأموال الكافية للتكيف مع الظواهر المناخية المتطرفة".
وأشارت إلى أن بايدن سيحتاج لموافقة الكونغرس على التمويل، وهو ما قد يصبح أكثر صعوبة بعدما خسر حزبه الديمقراطي مقاعد في انتخابات التجديد النصفي التي جرت هذا الأسبوع.
كما انتقد هارجيت سينج، رئيس الشبكة الدولية للعمل المناخي، بايدن لأنه لم يدعم بشكل واضح اقتراحاً بأن تدفع الدول الغنية للدول الفقيرة مقابل الأضرار المناخية.
وأضاف: "صمت تام بخصوص تمويل الخسائر والأضرار"، واصفاً بايدن بأنه "ليس على دراية بحقيقة أزمة المناخ".
وبعد إلقائه كلمة بقمة المناخ، غادر بايدن مدينة شرم الشيخ بعد ساعات من وصوله إلى المدينة في أول زيارة يجريها لمصر منذ توليه منصب الرئاسة في يناير/كانون الثاني 2021.