اندلعت اشتباكات عنيفة، الإثنين 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بين قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنين من "حاخامات الحريديم"، بسبب احتجاجهم على فتح محل لبيع الهواتف الذكية في مدينة بني براك بتل أبيب، التي يقطنها عدد كبير من الحريديم، بحسب ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات تظهر اشتباكات عنيفة تخللها كر وفر بين شرطة الاحتلال والمستوطنين، الذين رفضوا فتح محل للهواتف الذكية، معتبرين ذلك تهديداً للقيم "اليهودية"، وللشباب اليهود على حد قولهم.
وتجدر الإشارة إلى أنه خلال الأسبوع الماضي كانت هناك مظاهرات كل مساء في المدينة، كما قام مستوطنون بتحطيم باب المتجر ومحاولة إحراقه، إلى أن تصاعدت المظاهرة مساء الإثنين، عندما بدأت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات شرطة الاحتلال، الذين وصلوا إلى المدينة لتفريق الحشد، الذي قام بأعمال شغب وسد الشارع الرئيسي بالمدينة، وقالت شرطة الاحتلال إنها اعتقلت خلال المظاهرات 9 متظاهرين خالفوا الأمر وواجهوا الشرطة، على حد قولها.
ويشار إلى أن أتباع طائفة "اليهود الحريديم" يثيرون بشكل متكرر جدلاً واسعاً في إسرائيل يقلق تل أبيب، ففي وقت سابق احتجوا مراراً ضد تدابير مكافحة فيروس كورونا، وهو ما سبب توتراً داخلياً بالمجتمع الإسرائيلي بينهم وبين العلمانيين، الذين اتهموهم بنشر الجائحة.
طائفة الحريديم
ويشكل أبناء هذه الطائفة الذين يتميزون بلباسهم الأسود وإطالة خصال من شعورهم نحو 10% من سكان إسرائيل، البالغ عددهم نحو 9 ملايين نسمة، ويعرفون بأنهم طائفة "متشددة دينياً"، ويشهد عدد الحريديم زيادةً سريعةً بسبب كثرة المواليد في صفوفهم.
ويعتبر الحريديم جماعة من اليهود المتدينين، ويعتبرون كالأصوليين، حيث يطبقون الطقوس الدينية، ويعيشون حياتهم اليومية وفق التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية، ويحاولون تطبيق التوراة في إسرائيل، واسم حريديم جمع لكلمة حريدي، وتعني التقيّ، ويرتدون أزياء يهود شرق أوروبا، وهي المعطف الطويل الأسود والقبعة السوداء، ويُرخون لحاهم إلى صدورهم، وتتدلى على آذانهم خصلات من الشعر المقصوع، وأحياناً ترتدي النساء البرقع الذي يشبه النقاب إلى حدٍّ بعيد.
لا يتحدث الحريديم العبرية قدر استطاعتهم، باعتبارها لغة مقدَّسة، ويفضلون التحدث بلغة الإيديش، وهي لغة يهود أوروبا، التي نمت خلال القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين من لغات عدة، منها الآرامية والألمانية والإيطالية والفرنسية والعبرية.
وتتميَّز عائلات الحريديم بزيادة عددها، فهم لا يحددون النسل، وأعدادهم تتزايد، ونسبتهم في إسرائيل تقترب من 10%، ويصل عدد ولاداتهم السنوية إلى 35 ألفاً، بما يشكل 25% من مجموع ولادات إسرائيل، ويتزوج فيها سنوياً 5 آلاف زوج حريدي، ينجب أحدهم 7-9 ولادات، ينتج عنها زيادة كبيرة في أعدادهم.
وتفضل الأغلبية الساحقة من اليهود الحريديم عدم الخدمة في الجيش الإسرائيلي، ورغم أن إسرائيل توافق على إعفائهم من الخدمة العسكرية، فإن ذلك يثير الجدل في المجتمع الإسرائيلي، وفي النهاية تم إنشاء كتيبة بالجيش مخصصة للمتدينين الراغبين في الخدمة العسكرية، ويمثل الحريديم عدة أحزاب، بناءً على أصولهم الإثنية، فالأشكناز تمثلهم كتلة يهودات هتوراه، والشرقيون يمثلهم حزب شاس.