نجح المطرب "مسلم" في أن يصبح أحد أشهر المطربين في وقت قليل جداً، وذلك بعدما نجحت أغنيته "اتنسيت" في تحقيق أرقام مشاهدة كبيرة على اليوتيوب وصلت إلى أكثر من 360 مليون مشاهدة، هذا غير نسب الاستماع الكبيرة على منصات الأغاني المختلفة.
يبدو أن الأمر فتح شهية "مسلم" لكي يطرح ألبوماً جديداً مكون من 10 أغاني، سيقوم بتصوير 6 أغان منها كقصة واحدة يربطها خيط معين.
الفنان الشاب بدأ في تصوير أولى تلك الأغاني منذ أيام قليلة وتحمل اسم "قلّب في الدفاتر"، والتي سيتم طرحها خلال أيام.. وعن الأغنية والألبوم وتفاصيله وقصة الـ150 أغنية التي كتبها، وحبه للأغاني الدرامية ومشروعه السينمائي يتحدث مع "عربي بوست".
في البداية حدثنا عن الأغنية التي تقوم بتصويرها حالياً..
الأغنية التي أقوم بتصويرها حالياً تحمل اسم "قلّب في الدفاتر" وهي أغنية مسربة منذ 5 سنوات، وقررت أن أطرحها كأول أغاني ألبومي الجديد، وهي أغنية درامية تشبه أغانيّ السابقة، ولكنها تدور في سياق مختلف، ويوجد بينها وبين بعض الأغاني في الألبوم ربط في القصة، وأتمنى أن تنال إعجاب الجمهور.
ما هي تفاصيل أغنية مسلم الجديدة؟
الأغنية من كلماتي وألحاني ومن توزيع إسلام الأزرق، ومن إخراج وتصوير إسلام هشام، وتدور قصة الكليب حول قصة قد تحدث لأي شخص يدخل في علاقة يشعر بعدها بأن الشخص الذي ارتبط به ليس هو الشخص المناسب، أو أنه لا يبادله نفس الشعور.
لماذا تحب الأغاني الدرامية وتركز على تقديمها؟
أشعر أن تلك النوعية من الأغاني أصدق من غيرها، وهي أكثر وسيلة يمكن أن توصل بها قصة أو حالة معينة للجمهور عكس أي لون غنائي آخر.
تقدم ألبوماً في الوقت الذي يتجه فيه المطربون لطرح أغاني سينجل فقط، لماذا؟
الألبوم سيتم طرحه على شكل أغاني سينجل، فلن يتم طرح أغانيه بشكل كامل على دفعة واحدة، بل سيتم طرحها بشكل متتالٍ كما حدث في الألبوم الأول، وطريقة وكيفية نزوله معتمدة على الأغاني وترتيبها وقصصها، وفكرة الألبوم جاءت لأن تلك المجموعة من الأغاني تشبه بعضها، وتأخذ خطاً واحداً، لذلك تم جمعها في ألبوم واحد.
كنت ستطرح أغاني فرح في الألبوم وتراجعت لتجعله كله أغاني درامية، فما السبب؟
بالفعل كانت هناك 3 أغاني "فرايحي" في الألبوم ولكن عندما اجتمعت مع فريق عملي لاختيار أغاني الألبوم شعرت بأن تلك الأغاني ليست هي المناسبة لما أريد تقديمه في هذا الألبوم، فقمت باستبعادها لأن لدى رؤية معينة في هذا الألبوم تحديداً، ووضعت مكانها 3 أغان درامية أخرى تمشي مع سياق الألبوم.
وما الدافع وراء ذلك؟
كنت أريد أن أصف من خلال هذا الألبوم حالات الحزن المختلفة، لكي يجد كل شخص حزين ما يناسبه في أغنية من أغاني الألبوم وتكون قريبة منه، على سبيل المثال ستجد أغاني لإنسان حزين في المطلق، وأخرى عن والدته وأخرى عن حبيبته، وغيرها..
الهدف كان وصف مفهوم الحزن في مختلف حالاته، وذلك لأن الحزن درجات ويختلف من شخص لآخر وله أكثر من سياق، لذلك أردت تقديم كل أنواعه، وأتمنى أن أكون موفقاً وصادقاً.
ما يهمني في تلك الصناعة، أن أقدم أغنية تنجح وأكون صادقاً فيها، ولا أقول شيئاً لا أشعر به، فأنا آخذ من عمر الشخص الذي يسمعني، وعندما أقدم له أغنية 5 دقائق فأنا آخذها من عمره، وعندما ترى نسبة مشاهدات أغنية مثل "اتنسيت" بأكثر من 350 مليون مشاهدة في 5 دقائق من أعمار كثير من البشر فتلك المدة على بعضها تعتبر سنوات.
لذلك أشعر أن هذا عبء نوعاً ما؛ لأنك تأخذ من عمر الشخص ولا بد أن تقدم له في المقابل أغنية قيمة تحترم عمره وعقله.
تركيزك على غناء الأعمال الدرامية هل سيجبرك على سلك هذا الطريق حتى النهاية؟
بالتأكيد لا، فأنا كتبت 150 أغنية لم يتم طرحها حتى الآن، وأعمل عليها منذ فترة طويلة، ومنها أغان فرح كثيرة، وفي الألبوم الماضي طرحت أغنية "كل اللي في قلبي" وهي أغنية "فرايحي" ونالت إعجاب الجمهور، ولكن في هذا الألبوم شعرت أن هذا هو ما أريد تقديمه حالياً.
تقوم بتأليف وتلحين أغانيك فهل هذا يجعلك تشعر بنجاح مضاعف؟
بصفتي الصانع الأول للأغنية فإحساسها يكون مختلفاً، فأنا الذي أكتبها وألحنها وأغنيها، وهذا على عكس أن يكتبها شخص ويعطيها لملحن يلحنها ومن ثم يعطونها لمطرب يغنيها.
فأنا هنا أغني قصتي الشخصية وأنا الصانع الأول لها، لذلك فرحتي في هذا المجال هي أنني أصنع الأغنية، شيء أنا أشعر به فأخرجه لنفسي في المقام الأول، وفرحتي تكون بصناعتي للعمل الذي سجلته وسمعته بإحساسه الأول، وليس فكرة أن الأغنية نجحت، فالنجاح والتوفيق من الله، وأن يلتمس الجمهور صدقك في الأغنية فيحبونها، ولكني أجتهد وأوصل إحساسي والنجاح ليس بيدي.
هل معنى ذلك أنك مررت بحالات أو قصص الـ150 أغنية التي كتبتها؟
تقريباً، فكل أغنية لها سياق وتوقيت معين ولها أبعاد مختلفة، حتى الناس الذين يسمعونني ويتابعونني يسألوني عما وراء الأغنية، وعندما قلت هذا الكلام ماذا كنت أقصد، وهناك أوقات أفصح فيها عن سبب الأغنية وقصتها وأوقات أخرى لا أتحدث عنها لأني لا أحب أن أتذكرها.
بعض الناس تسألني عن قصة أغنية "اتنسيت" التي كتبتها في 2014، لقد مرت سنوات كثيرة منذ ذلك التاريخ والشخصية التي كتبت عنها الأغنية لم تعد موجودة، وعلى سبيل المثال الأغنية التي نصورها حالياً عن شخص تزوج.
فهذه الأغاني تمثل لي حالة قبل أن تمثلها لأي شخص آخر، كما أني أستخدمها لتوثيق تلك القصص من عمري لأني أنسى كثيراً، وعندما أسمع أغنية أتذكر بها قصة ولحظات معينة، لذلك عندما يتم طرح الأغنية لا أسمعها لأني أكون سمعتها كثيراً بعد تسجيلها، وبمجرد نزولها فأنا أعتبر أن رسالتي انتهت هنا.
هل تتدخل في طريقة تصوير الأغاني؟
في البداية لم أكن أتدخل، ولكن في الألبوم الجديد شعرت بأني أريد أن أتناقش مع المخرج وأوصل له إحساسي بالأغنية، ففي النهاية هو الذي سيضع الإطار المناسب للأغنية وسينفذه، فأنا أعرض عليه وجهة نظري وليأخذ بها إذا كانت مناسبة له أو لا إذا كانت غير مناسبة، فأنا أوصل له شعوري وإحساسي بالأغنية وفي النهاية ينفذ ما يراه مناسباً.
ستقوم بتصوير 6 أغان من الألبوم مرتبطة بقصة واحدة؟
ليست كلها لها علاقة ببعضها، ولكن هناك خيط يربطها جميعاً، فمن الصعب أن تكون كقصة واحدة، ولكن حتى على المستوى الإخراجي نعمل على الألبوم بأن يكون هناك ترابط بين الأغاني وبعضها.
بعض الفنانين قدموا فكرة الأغاني التي تربطها قصة واحدة على أكثر من جزء، فهل أحببت تكرار الفكرة؟
بكل صراحة لم ألاحظ أن هناك من قدم تلك الفكرة من قبل أو لم يحالفني الحظ لمشاهدتها، ولكني جلست مع المخرج وقلت له أريد أن يقول الناس "شفت أغنية مسلم" لا أن يقولوا سمعتها فقط، أريد أن أجعل الموضوع دسماً أكثر، ليست فكرة سماع أغنية فقط، ولكن مشاهدة الفيديو كليب الذي يوصل الحالة والقصة.
حدثنا عن أولى تجاربك في عالم التمثيل؟
بالنسبة لتلك الخطوة كانت مهمة جداً وأعتز بها بشكل شخصي قبل أن يكون مهني، لأنني حالفني الحظ أن أتعامل خلال تلك التجربة مع الأستاذ عادل أديب، فهذا الرجل بكل صدق أي شخص يقابله يحبه.
نادراً ما تجد شخصاً على المستوى الإنساني يجعلك تقف عنده كثيراً، فأنا من سن أولاده، ولكنه بالرغم من ذلك يتعامل بقدر عالٍ من الاحترام والمهنية والتفاني والحب، وجميع فريق العمل يحبه، وهذا على المستوى الشخصي، أما على المستوى المهني، فأنا لا أستطيع تقييمه، لأني شهادتي مجروحة في المقام الأول وأقل من أني أقول رأيي في المقام الثاني
عندما ذهبنا لورشة القراءة قال لنا هناك أصول "للشغلانة" اختفت ونحن سنعيدها، الممثلون جميعهم يجتمعون حول ترابيزة عمل واحدة ولا يوجد ما يسمى أن الطعام يذهب للفنانين في أماكنهم فالكل يتجمع معاً، وغير ذلك الكثير من التفاصيل المهمة.
وما دورك في الفيلم؟
هناك تكتم كبير على أحداث الفيلم؛ لأن له فكرة مختلفة، ولكن الشخصية التي أقدمها في الفيلم نوعاً ما قريبة مني، ويشاركني الفيلم هاني الدقاق وشاهين، بالطبع نغني في أحداث الفيلم ولكن لنا أدوار تمثيلية به، وأكثر ما جذبني للعمل أنه فيلم فلسفي وهذه نقطة ضعفي، لأني أحب علم النفس والفلسفة وأغلب قراءاتي عنهما، فعندما قرأت السيناريو ووجدته يدور في ذلك الإطار أعجبني.
كيف تصنف نفسك على المستوى المهني؟
سؤال صعب جداً، ولكني سأجيب عنه بما أشعر به، فأنا كل ما يهمني في هذه المهنة أن أكون صادقاً، وألا أكون مدعياً، وأن أكون نفسي فقط، فأنا إنسان طبيعي جداً ستشاهدونه في الشارع مثل أي أحد، لا أحب التكلف، فنحن بشر عاديون، لا أحب رسم شيء أبعد من الحقيقة، فكلنا بشر مثل بعض، وكل ما في الأمر أن هذا دوري في الحياة وأنا أؤيده ولا يوجد أزيد من ذلك، فأهم شيء أن أكون متصالحاً مع نفسي ولديّ سلام داخلي وسعيداً ولا أريد أكثر من ذلك.