تحظى قضية الناشط المصري المسجون، علاء عبد الفتاح، باهتمام كبير من منظمات حقوقية دولية تريد تسليط الضوء على ملفه خلال مؤتمر التغير المناخي الذي تحتضنه مدينة شرم الشيخ المصرية، والضغط على قادة العالم لمطالبة القاهرة بالإفراج عنه.
تزامناً مع ذلك، وصلت سناء سيف، شقيقة علاء عبد الفتاح الذي يحمل أيضاً الجنسية البريطانية، الإثنين 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إلى شرم الشيخ، بالتزامن مع استضافة منتجع البحر الأحمر الشهير لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ.
بينما صعّد السجين السياسي، الأحد 6 نوفمبر/تشرين الثاني، إضرابه عن الطعام الذي بدأه قبل سبعة أشهر، وذلك بامتناعه عن شرب المياه، تعهد رئيس الوزراء البريطاني، ريتشي سوانك، بإثارة قضية المعتقل السياسي مع القاهرة.
شقيقة علاء عبد الفتاح في قمة المناخ
لدى وصولها مطار شرم الشيخ الدولي، قالت سيف لوكالة رويترز للأنباء، إنها موجودة "للضغط على جميع القادة القادمين، وخاصة رئيس الوزراء (البريطاني) ريتشي سوناك" من أجل الإفراج عن شقيقها علاء.
أضافت شقيقة علاء عبد الفتاح: "أنا سعيدة لأني هنا.. لقد نجحت.. آمل أن يتحقق ذلك مع علاء أيضاً. أنا هنا لأبذل قصارى جهدي لمحاولة إلقاء الضوء على قضية أخي وإنقاذه.. اليوم أخذ كوب الأخير وأنا قلقة حقاً".
إذ تخطط سيف لتنظيم فعالية مع منظمة العفو الدولية و"هيومن رايتس ووتش" وقافلة المناخ الألمانية للدفاع عن قضية شقيقها، حسبما غردت شقيقتها الأخرى منى.
كما قالت منى عبر تويتر: "نأمل أن يخرج من السجن بأمان قريباً.. كل ما نطلبه هو إنهاء هذه الحقبة وأفراد العائلة جميعها بأمان".
نائب مصري ينتقد ريتشي سوناك
لم يرد المسؤولون المصريون على مكالمات رويترز الهاتفية للتعليق على قضيته، لكنهم قالوا في وقت سابق إنه كان يتلقى وجبات الطعام وتم نقله إلى سجن بظروف أفضل خلال وقت سابق من هذا العام.
لكن الرد جاء من النائب المصري، مصطفى بكري، حيث وصف تعهد رئيس الوزراء البريطاني، ريتشي سوانك، بإثارة قضية سجن علاء عبد الفتاح، مع الحكومة المصرية بـ"البلطجة"، مشيراً إلى أن حمل المعتقل للجنسية البريطانية لا يجب أن يسمح للندن بالتدخل بشؤون "دولة مستقلة".
كما قال بكري، عبر صفحته على موقع تويتر: "رئيس الوزراء البريطاني يعد بالتدخل لدى الحكومة المصرية ويقول إن الإفراج عن المحكوم عليه علاء عبد الفتاح هو أولوية قصوى، بريطانيا تهدد بممارسة الضغوط على مصر للإفراج عنه، هذا يمثل تدخلاً سافراً في الشؤون الداخليه المصريه".
تابع النائب المصري قائلاً: "علاء عبد الفتاح حكم عليه من محكمة مصرية ووفقاً للقوانين المصرية، وإذا كانت بريطانيا منحته الجنسية، فليس معنى ذلك أن يحق لها أن تتدخل في شؤون بلد مستقل وذي سيادة، هذه بلطجة ومحاولة هدفها ليّ ذراع الدولة"، حسب قوله.
فيما كان رئيس الوزراء البريطاني، ريتشي سوناك، تعهد بالعمل على إطلاق سراح الناشط علاء عبد الفتاح من السجون المصرية، حسبما أفادت شقيقته منى سيف.
حيث قالت منى على تويتر: تلقينا رسالة من رئيس الوزراء ريشي سوناك يتعهد فيها بالدعوة للإفراج عن علاء "على أعلى المستويات" وإنهاء "معاملته غير المقبولة".
وضعية حرجة للمعتقل المصري
بينما حذرت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنييس كالامار، القاهرة في مؤتمر صحفي الأحد، من أنه "لم يعد هناك الكثير من الوقت، 72 ساعة على الأكثر لإطلاق سراحه. إذا لم تفعل (السلطات المصرية) ذلك، فإن موته سيكون في كل مناقشات مؤتمر كوب 27".
منذ ستة أشهر، لا يتناول عبد الفتاح إلا "100 سعرة حرارية في اليوم، هي عبارة عن ملعقة عسل وقليل من الحليب في الشاي"، وفق أقربائه، لكن صعد إضرابه، الأحد، بعد امتناعه عن شرب الماء.
يعتبر علاء عبد الفتاح من أبرز نشطاء ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق، حسني مبارك. وأمضى معظم العقد الماضي خلف القضبان أولاً بسبب تنظيمه مظاهرات ضد قانون يحظر التظاهر، ثم بشأن الانتهاكات المزعومة للأمن القومي.
فيما قضت محكمة في القاهرة، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بحبس عبد الفتاح الذي يحمل الجنسية البريطانية لإدانته مع شخصين آخرين بـ "نشر أخبار كاذبة".
بينما نال عبد الفتاح الجنسية البريطانية في أبريل/نيسان الماضي، وكان حينها في السجن، علماً أن والدته مولودة في بريطانيا.