أقام بابا الفاتيكان فرنسيس قداساً في مملكة البحرين التي يزورها لـ4 أيام، حضره آلاف الكاثوليك المسيحيين من جميع أنحاء الخليج، السبت 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وحثهم خلال الحدث على إظهار اللطف مع مضيفيهم، حتى ولو تعرضوا "للازدراء" أحياناً، على حد تعبيره.
وبلغ عدد الحشد قرابة 30 ألفاً، امتلأ بهم استاد البحرين الوطني. وهذا هو ثاني أكبر تجمع لقداس بابوي في شبه الجزيرة العربية، بعد آخر استقطب أكثر من 100 ألف في الإمارات عام 2019.
في حين تُليت الصلوات خلال القداس بلغات يتحدث بها العمال الأجانب، ومنها التاجالوجية والسواحلية والماليالامية والتاميلية والكونكانية.
حضور من 111 جنسية
بينما نُقل مئات العمال الأجانب الكاثوليك في حافلات عبرت جسر الملك فهد، الذي يبلغ طوله 25 كيلومتراً، ويربط البحرين بالسعودية، حيث لا توجد كنائس.
في السياق، قال متحدث باسم حكومة البحرين إن 111 جنسية حضرت القداس، في البلد الذي يشكل الأجانب فيه حوالي نصف السكان، البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة.
في الوقت ذاته، كان أحد أبناء الملك حمد بن عيسى آل خليفة من جملة الحضور في القداس المسيحي الضخم، إلى جانب عدد من الوزراء، حسب رويترز.
ويشكل العمال الأجانب، وكثير منهم من آسيا، العمودَ الفقري لاقتصادات الخليج، ويعملون في قطاعات مثل البناء والضيافة والنقل وقطاع النفط والغاز.
وتقول منظمة العمل الدولية إن العمال المهاجرين في الخليج يواجهون منذ فترة طويلة مشكلات منها "استغلال" وكالات التوظيف وأرباب العمل لهم، وظروف العمل السيئة، ومحدودية الوصول إلى العدالة، وحرية التجمع المحدودة أو المنعدمة.
أول زيارة لبابا الفاتيكان إلى البحرين
كان بابا الفاتيكان وصل البحرين، الخميس 3 نوفمبر/تشرين الثاني، في زيارة هي الأولى من نوعها للمملكة الخليجية تستغرق 4 أيام، استهلها بانتقاد عقوبة الإعدام في البلد الخليجي الصغير، خلال كلمة له أمام الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
كما دعا فرنسيس البحرين إلى "الوفاء" بالالتزامات المتعلقة بالحريات الدينية الكاملة، والكرامة المتساوية للجميع، ووضع حد للتمييز وانتهاكات حقوق الإنسان.
وكان البابا يتحدث بالقصر الملكي في الصخير عقب وصوله إلى البحرين، أمام الملك حمد بن عيسى آل خليفة وكبار الشخصيات ودبلوماسيين، حيث دعا إلى عدم انتهاك "حقوق الإنسان الأساسية" والعمل على تعزيزها، حسب موقع "يورونيوز".
وتتهم جماعات معارضة وحقوقية النظام الملكي في البحرين، بالإشراف على انتهاكات لحقوق الإنسان، وهو ما تنفيه السلطات.
"ملتقى حوار الأديان"
من جانب آخر، شارك بابا الفاتيكان إلى جانب شيخ الأزهر المصري أحمد الطيب، الجمعة 4 نوفمبر/تشرين الثاني، في "ملتقى حوار الأديان" الذي أقيم ليومين بعاصمة البحرين المنامة.
خلال الملتقى، دعا شيخ الأزهر المسلمين الشيعة إلى عقد حوار، فيما طالب بابا الفاتيكان بوقف الحرب الروسية في أوكرانيا، المندلعة منذ فبراير/شباط الماضي.
بدوره، رحب ملك البحرين في كلمته ببابا الفاتيكان وشيخ الأزهر، مؤكداً أن حضورهما الملتقى "يوم مشهود وحدث بارز". ودعا إلى التوافق على "وقف الحرب الروسية الأوكرانية وبدء مفاوضات جادة"، مؤكداً أن بلاده على "أتم الاستعداد لتقديم ما يتطلبه هذا المسعى".
يُذكر أن تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين البحرين ودولة الفاتيكان يعود إلى 12 يناير/كانون الثاني 2000، وتمثل الطائفة الكاثوليكية، الطائفة المسيحية الأكبر من نسبة المسيحيين المقيمين في البحرين، وفق وكالة الأنباء البحرينية.
بحسب وزارة العمل والشؤون الاجتماعية البحرينية، فإن المملكة "تحتضن 18 كنيسة رسمية مسجلة تحت مظلتها لمختلف الطوائف المسيحية، وأكثر من 100 كنيسة مصغرة"، بحسب المصدر ذاته.