قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية، الخميس، 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن الولايات المتحدة تعتقد أن للصين وروسيا نفوذاً يمكن استخدامه لإقناع كوريا الشمالية بعدم استئناف تجارب القنبلة النووية.
إذ ذكر المسؤول، الذي تحدّث لرويترز، شريطة عدم الكشف عن هويته، أنه بينما كانت الولايات المتحدة تقول منذ مايو إن كوريا الشمالية تستعد لاستئناف التجارب النووية لأول مرة منذ عام 2017، لم يتضح متى قد تجري مثل هذا الاختبار.
المسؤول أضاف: "لدينا ثقة كبيرة بأنهم قاموا بالاستعدادات. نعتقد أنه بإمكانهم القيام بذلك… لا أستطيع أن أخبركم 'نعتقد أنه سيكون هذا اليوم للأسباب التالية'، لأننا لا نمتلك هذا المستوى من المعرفة".
وأرادت واشنطن أن ترى روسيا والصين يبذلان ما في وسعهما لإثناء بيونغ يانغ.
درجة التقبل للآخرين
وقال المسؤول ذاته، "نعتقد أنهم (كوريا الشمالية) يجرون حسابات حول درجة التقبل للآخرين في المنطقة، على ما أعتقد، وخاصة روسيا والصين. وأعتقد أن المواقف الروسية والصينية لها تأثير عليهم".
أدلى المسؤول الأمريكي بتصريحاته بعد أن طلبت الولايات المتحدة من مجلس الأمن بالأمم المتحدة الاجتماع علناً لمناقشة قضية كوريا الشمالية، اليوم الجمعة، 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بعد سلسلة من عمليات إطلاق الصواريخ، بما في ذلك ما قالت وزارة الدفاع الأمريكية إنه صاروخ باليستي عابر للقارات.
وكثيراً ما يمنع مجلس الأمن كوريا الشمالية من إجراء تجارب نووية وإطلاق صواريخ باليستية، مشدداً العقوبات عليها على مر السنين، في محاولة لقطع التمويل عن تلك البرامج.
وحسب المسؤول الأمريكي فإن بيونغ يونغ ربما أرجأت استئناف التجارب النووية بسبب بكين، بما في ذلك مؤتمر الحزب الشيوعي الحاكم الصيني الذي اختتم قبل أسبوعين، وبسبب تفشي فيروس كورونا بكوريا الشمالية في مايو/أيار، ويونيو/حزيران الماضيين.
وعبّر عن اعتقاده أن الأزمة الأخيرة جعلت كوريا الشمالية "تركز بشكل أكبر على الطرق التي يمكن من خلالها الحصول على دعم من الصين على وجه الخصوص".
وقال أيضاً إن الصين وروسيا تسجلان منذ فترة طويلة معارضتهما للبرنامج النووي لكوريا الشمالية، مضيفاً "لذلك نعتقد أنهما ستستخدمان نفوذهما لحمل بيونغ يانغ على عدم إجراء تجربة نووية".
استئناف الحوار
وجدد المسؤول دعوات بيونغ يانغ لاستئناف الحوار مع الولايات المتحدة، وقال إن واشنطن مستعدة للتعامل مباشرة مع كوريا الشمالية ومناقشة المساعدات الإنسانية.
ورداً على سؤال حول مدى استقرار حكومة كوريا الشمالية بقيادة كيم جونج أون في رأيه، قال المسؤول "لا نرى أي دليل على وجود تحديات معينة، من شأنها تقويض مكانة كيم جونج أون".
ورفض المسؤول الدعوات المتزايدة بين بعض خبراء كوريا الشمالية لواشنطن للاعتراف ببيونغ يانغ كقوة نووية لن تنزع سلاحها أبداً.
حيث قال "هناك إجماع عالمي قوي بشكل غير عادي يتمثل في سلسلة كاملة من قرارات مجلس الأمن الدولي التي تم تمريرها بوضوح بدعم من جميع أعضاء الدول الخمس دائمة العضوية، على أن جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية يتعين ويجب ألا تكون دولة نووية".
وتابع "لا توجد دولة تدعو إلى هذا… وأعتقد أن عواقب تغيير السياسة ستكون سلبية للغاية".
وجاءت تصريحات المسؤول الأمريكي بعد يوم من إطلاق كوريا الشمالية عدة صواريخ باليستية، الخميس، 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، تشمل إطلاقاً محتملاً فاشلاً لصاروخ باليستي عابر للقارات، تسبب في إطلاق إنذار للسكان في مناطق في وسط وشمال اليابان، للاحتماء في أماكن مغلقة.
ونددت الولايات المتحدة بإطلاق كوريا الشمالية لصاروخ باليستي عابر للقارات، وقال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان: "هذا الإطلاق انتهاك واضح للعديد من قرارات مجلس الأمن بالأمم المتحدة".
وجاءت عمليات الإطلاق بعد أن طالبت بيونغ يانغ الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بوقف التدريبات العسكرية واسعة النطاق، قائلة إن "هذا الاندفاع العسكري والاستفزاز لم يعد مقبولاً"، وأجرى البلدان الحليفان أحد أكبر التدريبات الجوية على الإطلاق، إذ قامت مئات الطائرات الحربية الكورية الجنوبية والأمريكية، بما في ذلك مقاتلات إف-35، بمهام محاكاة على مدار الساعة.