عرض وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا، الخميس 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة السبع، أجزاء من حطام مسيرة إيرانية، داعياً إيران إلى التوقف عن إمداد روسيا بالأسلحة "المستخدمة لقتل الأوكرانيين".
الوزير الأوكراني نشر تغريدة عبر تويتر، تظهر جانباً من حديثه خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة السبع، قائلاً: "خلال الخطاب الذي ألقيته اليوم في الاجتماع، عرضت لهم جزءاً من مسيّرة إيرانية الصنع ضربت كييف مؤخراً".
أضاف كوليبا: "يجب على إيران أن تكف عن إمداد روسيا بالأسلحة المستخدمة لقتل الأوكرانيين، أو مواجهة ضغوط وعواقب عالمية أشد صرامة".
وتعقد قمة وزراء خارجية مجموعة السبع في مدينة مونستر الألمانية يومي 3 و4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
اتهامات أوكرانية لإيران
وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، في بيان، إسقاط 6 مسيرات انتحارية إيرانية من طراز "شاهد 136" أطلقتها روسيا جنوبي البلاد.
وفي يوليو/تموز الماضي، اتهم مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، إيران بتزويد روسيا بـ"مئات" الطائرات المسيرة، لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا.
وفي وقت سابق من أكتوبر/تشرين الأول 2022، أكد المسؤولون الأمريكيون أن المسؤولين الروس سافروا سابقاً إلى إيران؛ حتى يتمكنوا من تعلم كيفية استخدام الطائرات المسيَّرة الانتحارية، ومؤخراً زار أفراد عسكريون إيرانيون شبه جزيرة القرم المحتلة؛ لمساعدة القوات الروسية في تشغيل الأسلحة.
في المقابل تنفي طهران مراراً صحة ادعاءات استخدام روسيا مسيرات انتحارية إيرانية الصنع في أوكرانيا، وأبدت استعدادها للحوار مع كييف لتبديد الاتهامات بهذا الخصوص.
"شاهد-136" المسيّرة الانتحارية
من جهة أخرى، ظهرت طائرة شاهد-136 المسيَّرة في الأسابيع الأخيرة كسلاح مفضل للقوات الروسية، التي استخدمت الطائرات لمهاجمة وترهيب المدن الأوكرانية البعيدة عن الخطوط الأمامية للحرب مع استمرار تعرضها لانتكاسات في ساحة المعركة، وفق تقرير لموقع Business Insider الأمريكي.
رغم قدرتها على التحليق مثل مركبة جوية عادية غير مأهولة، فإن شاهد-136 في الواقع ذخيرة طويلة المدى؛ مما يعني أنها يمكن أن تبقى حول منطقة قبل الاشتباك مع هدف. وتمتلئ الأنظمة الصغيرة بالمتفجرات، ويمكن توجيهها إلى هدف معين، قبل الانفجار عند الاصطدام. لهذا السبب، يشير الناس غالباً إلى الأسلحة على أنها طائرات انتحارية.
في سياق موازٍ، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أثناء وقوفه إلى جانب طائرة مسيَّرة أُسقِطَت، من طراز شاهد-136، إن قواته تمكنت من تحييد 23 طائرة من بين أكثر من 30 طائرة مسيَّرة أطلقتها القوات الروسية خلال اليومين الماضيين. وفي صورة منفصلة نُشرت على موقع الرئاسة الأوكرانية، بدا أن الطائرة شاهد-136 أُصيبَت بأضرار في جناحيها.
قال زيلينسكي: "معاً، سنقوم بالتأكيد بتحطيم أجنحة جميع الوحوش المعدنية، بغض النظر عن عددها ومن أين تطير في اتجاه أوكرانيا. طائرات العدو ستسقط. مروحيات العدو ستسقط. الشعب الأوكراني فقط هو الذي لن يسقط".
في حين ولمساعدة أوكرانيا على مواجهة الطائرات الانتحارية المسيَّرة، إضافة إلى المركبات الجوية غير المأهولة الأخرى، أعلن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن التحالف العسكري سيرسل "مئات" من أجهزة التشويش على الإشارات إلى الدولة الواقعة في شرق أوروبا.
توتر بين كييف وطهران
وصارت الطائرات المسيرة الإيرانية سلاحاً رئيسياً في ترسانة روسيا بحربها ضد أوكرانيا، واستُخدمت في أغلب الأحيان خلال الشهر الماضي، في استهداف بنية تحتية حيوية للطاقة.
وتصاعدت التوترات الدبلوماسية بين أوكرانيا وإيران، بسبب إمداد روسيا بطائرات بدون طيار، مع سحب اعتماد السفير في كييف وتقليص البعثة الدبلوماسية.
وزعم الجيش الأوكراني أنه أسقط العديد من طائرات "شاهد 136" التي أطلقتها روسيا. وبحسب التقارير، أُسقِط 60% من أسطول الطائرات بدون طيار البالغ عدده 86 مركبة، في وابل من النيران يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.