قال ميخائيل خودوركوفسكي، المنشق الروسي البارز والسجين السياسي السابق، إن قادة مجموعة المرتزقة الروسية "فاغنر"، صار لديهم من النفوذ السياسي في الكرملين ما يساوي النفوذ السياسي لوزراء بارزين في نظام الحكم بروسيا، مثل وزير الخارجية سيرغي لافروف، ووزير الدفاع سيرغي شويغو.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها ميخائيل للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء، 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
ميخائيل قال إن يفغيني بريغوجين (الملقب بطباخ بوتين)، رجل الأعمال الذي أقرَّ أخيراً في سبتمبر/أيلول 2022، بأنه من أسس المجموعة، صار يُستمع إلى رأيه ومشورته لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بقدر ما يُستمع للمسؤولين الحكوميين الرسميين.
كذلك زعم ميخائيل، وهو في صفوف المعارضة الآن، أن بريغوجين هو من كان وراء تعيين الجنرال سيرغي سوروفكين لقيادة العملية العسكرية خلال الأسابيع الماضية، وهما يتعاونان تعاوناً وثيقاً في أوكرانيا.
أضاف ميخائيل أن شعبية مجموعة فاغنر في روسيا زادت في الأشهر الأخيرة، بعد أن تمكنت المجموعة من الزعم بأن حضورها في أوكرانيا كفَّ عن البلاد الاضطرار إلى إعلان تعبئة واسعة النطاق.
مع ذلك، فإن ميخائيل يرى أن مجموعة فاغنر، التي تضم قرابة 7 آلاف جندي فقط، ستتمكن من تجنب اللوم إذا فشلت العملية العسكرية في أوكرانيا، لأن القوات الروسية هناك يبلغ عددها ما بين 150 إلى 200 ألف جندي.
أما من سيقع عليه اللوم، فهم رجال أعمال، مثل يوري كوفالتشوك، مموِّل بوتين والجيش الروسي، وغيره من مقرَّبي بوتين الذين ألحوا عليه لشن الغزو، وتوقعوا السيطرة على كييف في غضون 3 أيام.
أيضاً اتهم ميخائيل في تصريحاته الرئيسَ الروسي باستعمال قوات المرتزقة من قبيل "فاغنر"، التي كثيراً ما تستعين بمساجين سابقين، لأنها تتيح له الكذب بشأن أفعاله وإنكار المسؤولية عنها، وتنفيذ سياسات خارجية مخالفة للقانون.
أضاف في هذا الصدد أن مرتزقة "فاغنر ضالعون في الإرهاب والقتل"، وقد "تباطأت بريطانيا وغيرها من الدول تباطؤاً شديداً في حظر المجموعة وتصنيفها (إرهابية) على الرغم من أعمال (الإرهاب) الواضحة التي اقترفتها في إفريقيا".
يرى ميخائيل أن قرار بوتين بإعادة التعبئة الإجبارية كان سيؤول إلى عواقب سياسية وخيمة عليه، وقد اضطرته مقاومة الناس للتعبئة إلى الاكتفاء بقدرٍ منها دون إتمامها.
زعم أيضاً أن 700 ألف روسي غادروا البلاد بعد قرار التعبئة، وأضاف أن هذه "ضربة خطيرة للصناعات العسكرية التي يعوِّل عليها بوتين، وللاقتصاد الروسي عموماً. بل ربما تكون هذه الضربة أشد وطأة على الاقتصاد الروسي من أي عقوبات معتادة يفرضها الغرب عليه".
أيضاً حثّ ميخائيل في تصريحاته بريطانيا على التوسع في استقبال المنفيين والمهاجرين الروس، وقال إنهم "أكثر الروس نشاطاً وأكفأهم تعليماً ولديهم الموارد المالية، ومنهم على سبيل المثال: 30 ألف مبرمج روسي استقر معظمهم في قبرص حالياً".
أضاف ميخائيل أن الروس الفارين "ألحقت مغادرتهم ضرراً كبيراً بقدرات روسيا في الحرب السيبرانية. وغادر البلاد أيضاً كثير من المهندسين الروس ممن كان يُعتمد عليهم في إنتاج الأسلحة عالية الدقة".
يُذكر أنه منذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوماً عسكرياً في جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم، في مقدمتها واشنطن، إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.