نشرت وسائل إعلام فلسطينية، الثلاثاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وثائق تعرض لأول مرة تتعلق بوفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات، وتكشف على وجه الخصوص علاقة "متوترة" بين عرفات والرئيس الحالي للسلطة محمود عباس.
وتوفي الرئيس ياسر عرفات "أبو عمار"، في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004، بعد حصار طويل في مقر الرئاسة برام الله "المقاطعة"، فيما وردت شبهات حول تعرض القائد أبو عمار للاغتيال عبر "مادة سامة"، فيما ترجّح نظريات تورط فلسطينيين في وصوله إليه.
وسائل إعلام فلسطينية نقلت وثائق عن مجموعة على تطبيق تليغرام تحمل اسم "أيقونة الثورة" تعرض لأول مرة، وتشمل إفادات مسؤولين حاليين وسابقين في السلطة الفلسطينية بخصوص اغتيال الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات.
يتضح من الوثائق التي نشرتها المجموعة أن القاسم المشترك بين جميع الإفادات هو الإشارة إلى وجود خلافات بين الرئيس الراحل عرفات والرئيس الحالي محمود عباس.
وفق الوثائق التي نشرتها المجموعة، فقد تم استدعاء 302 أشخاص لسماع إفادتهم في قضية اغتيال الرئيس عرفات، ونشرت المجموعة كذلك تسجيلات صوتية من داخل لجنة التحقيق.
بحسب الوثائق، قال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في إفادته: "هناك فجوة كبيرة بين أبو عمار وبين أبو مازن، هناك كثير من الأمور لا أستطيع البوح بها، في خط أحمر عند القيادة الفلسطينية".
تشير الوثائق التي نشرتها المجموعة إلى أن حنان عشراوي أكدت وجود "أشخاص فلسطينيين معهم يريدون تغيير النظام أو يشعرون أن أبو عمار لم يكن الشخص المناسب"، وأنها كانت مقتنعة أنهم سيقتلونه في النهاية لأنهم أخذوا القرار وبقي التنفيذ.
عضو اللجنة المركزية السابق جمال محيسن، هو الآخر نشرت له إفادة، قال فيها في رده على سؤال ما إذا كان يعتقد بأن العلاقة كانت صحية بين الأخ أبو عمار وأبو مازن، بأنه كان هناك خلاف عميق جداً بين أبو عمار وبين أبو مازن، وأن "الحقيقة الكاملة بخصوص الخلاف مع أبو عمار محرجة ومخزية، وأنا أرجوكم أن نتجاوز هذه المرحلة".
أما رئيس الوزراء السابق والمفاوض الفلسطيني أحمد قريع فقد أكد أن "محمود عباس كان يردد في الاجتماعات أن ياسر عرفات قد فقد الأهلية أو الذاكرة".
كما قال قريع إن "هناك العديد من الأشخاص المقربين من أبو عمار كانوا يرغبون بالتخلص منه لمآرب شخصية، لكن في تلك الفترة أذكر جيداً أن أبو مازن كان في أغلب لقاءاته الدبلوماسية والسياسية يلمح إلى دور أبو عمار في إفشال جهود السلام، طبعاً هذا الكلام افتراء، هو كان يهدف من ذلك إلى رفع الغطاء عن أبو عمار وتشويه صورته أمام المجتمع الدولي، وأنا شاهد على عدد من اللقاءات التي عقدها أبو مازن مع الرباعية والأمريكان، وهم كانوا يستمعون له، أبو مازن هو من أوصل أبو عمار لهذه المرحلة".
الطيراوي يؤكد الوثائق
وفي بيان، أكد رئيس "لجنة التحقيق الوطنية" الخاصة باغتيال ياسر عرفات، اللواء توفيق الطيراوي، الثلاثاء، أن هذه الوثائق المتعلقة بوفاة عرفات "تمت قرصنتها وتسريبها".
وأشار الطيراوي إلى أن الوثائق التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر "سرية لضمان سلامة سير التحقيق، إلى حين الوصول إلى الحقيقة الكاملة" المتعلقة بأسباب وفاة عرفات.
كما اعتبر أن مقرصني الوثائق يحاولون "ضرب عمل اللجنة من خلال إفشاء سرية عملها بالشكل المتبع"، مشدداً على أن "المتورطين لن يفلتوا من العقاب"، مشيراً إلى أن هناك "هجمة مشبوهة يقف وراءها أعوان الاحتلال بالتأكيد، لضرب مصداقية اللجنة ورئيسها"، على حد وصفه.
وتوفي رئيس السلطة الفلسطينية السابق، ياسر عرفات "أبو عمار"، في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004، في ظروف غامضة، عن عمر ناهز الـ75عاماً، في مستشفى "كلامار" العسكري بالعاصمة الفرنسية باريس.
جاءت وفاة عرفات إثر تدهور سريع في حالته الصحية، بعد أن حاصره جيش الاحتلال الإسرائيلي لعدة أشهر في مقر الرئاسة (المقاطعة) بمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة.
ويتهم الفلسطينيون "إسرائيل" بتسميم عرفات، ويقولون إنه لم يمت بسبب تقدم العمر، أو المرض، ولم تكن وفاته طبيعية.