روسيا تفشل في اختراق أوكرانيا إلكترونياً.. تفاصيل الفريق السيبراني الأمريكي الذي شارك في الدفاع عن كييف

عربي بوست
تم النشر: 2022/10/31 الساعة 17:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/10/31 الساعة 17:53 بتوقيت غرينتش
الهجمات السيبرانية الروسية/ Istock

فشلت روسيا في تدمير أنظمة الحواسيب الأوكرانية بهجوم إلكتروني ضخم حين غزتها هذا العام، عكس توقعات عديد من المحللين، ولعل أحد أسباب ذلك نشاط وحدة مجهولة بالجيش الأمريكي تتولى مطاردة الأعداء في الفضاء الإلكتروني. 

هيئة الإذاعة البريطانية BBC قالت الأحد 30 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن فريقاً عسكرياً أمريكياً صغيراً بقيادة رائدة شابة وصل إلى أوكرانيا في رحلة استطلاعية قبل الاستعداد للمهمة في أوائل ديسمبر/كانون الأول 2021، لكن الرائدة للوحدة قالت إنه من الضروري أن تبقى.

إذ قال اللواء وليام جي هارتمان، الذي يرأس قوة المهمة السيبرانية الوطنية الأمريكية US Cyber National Mission Force، لهيئة الإذاعة البريطانية: "درستُ الوضع وأخبرتني بأن الفريق لن يرحل، فأرسلنا تعزيزات في الحال".

كان التسلل إلى شبكات الكمبيوتر لسنوات عديدة مرتبطاً بالتجسس- سرقة الأسرار- ولكن في الآونة الأخيرة أصبح مرتبطاً بأنشطة أكثر تدميراً مثل التخريب أو الاستعداد للحرب.

وهذا يعني دوراً جديداً للجيش الأمريكي، الذي تشارك فرقه في مهام "Hunt Forward"، التي تجوب شبكات الكمبيوتر في البلدان الشريكة بحثاً عن أي علامة اختراق.

إلى ذلك، قال الضابط الذي يتولى قيادة المهمة الدفاعية ضد روسيا: "هم صيادون ويعرفون سلوك "فريستهم".

الفرق الإلكترونية للجيش الأمريكي 

ومنذ عام 2018، تنتشر الفرق الإلكترونية التابعة للجيش الأمريكي في 20 دولة، عادةً ما تكون من حلفائها المقربين، في أوروبا والشرق الأوسط ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ.

والجزء الأكبر من عملهم يتركز على التصدي لقراصنة الحكومة في الصين وكوريا الشمالية لكن الروس هم أشرس خصومهم. وقد شهدت بعض البلدان عمليات متعددة، منها أوكرانيا، التي كانت أول من تشهد الجمع بين هجمات إلكترونية وحرب شاملة.

ودعوة هذه الفرق الأمريكية إلى أي بلد قد تثير الجدل محلياً، لذلك تطلب عديد من هذه البلدان أن يظل الوجود الأمريكي سرياً، ونادراً ما يرتدون الزي العسكري. لكن الحكومات أصبحت تفضل الإعلان عن هذه المهمات.

ففي مايو/أيار، أكدت ليتوانيا أن بعثة عسكرية أمريكية انتهت لتوها من مهمة استمرت ثلاثة أشهر أمّنت خلالها شبكات الدفاع والشؤون الخارجية لتحميها من التهديدات الروسية في أعقاب غزو أوكرانيا.

واستضافت كرواتيا أحدث عملية من عمليات هذه الفرق. يقول دانييل ماركيتش، رئيس وكالة الأمن والاستخبارات في البلاد: "كانت مهمة شاملة وناجحة، واكتشفنا ومنعنا هجمات خبيثة على البنية التحتية في كرواتيا".

مهام الفرق الإلكترونية الأمريكية

لكن هذه التصريحات العلنية الودودة تخفي حقيقة أن هذه المهمات تبدأ في كثير من الأحيان بشكل غير مريح.

فحتى الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة قد يقلقها السماح للولايات المتحدة بالتسلل داخل شبكات حكومية حساسة. إذ كشف المستشار السابق إدوارد سنودن قبل 10 سنوات، أن الولايات المتحدة تتجسس على الأصدقاء والأعداء على السواء.

وهذا الشك يعني أن على الأمريكيين إقناع الدول المضيفة لهم بأنهم إنما جاؤوا لمساعدتهم وليس للتجسس عليهم.

وتقدم هذه الوحدة الإلكترونية الأمريكية معلومات عما يحاول الروس، أو آخرون، فعله، لا سيما أنها تعمل عن كثب مع وكالة الأمن القومي، وهي أكبر وكالة استخبارات أمريكية تراقب الاتصالات والفضاء الإلكتروني.

وتقول الفرق الأمريكية إنها تُطلع الدولة المتعاونة معها على ما توصلت إليه؛ حتى تتمكن من طرد الروس (أو قراصنة الدولة الآخرين) بنفسها. وهي أيضاً تستخدم أدوات تجارية حتى تتمكن الدول المضيفة من الاستمرار في صد القراصنة بعد انتهاء المهمة.

وكل مهمة تختلف عن الأخرى وبعضها يُعثر خلالها على الخصم من اليوم الأول، وفقاً لشانون الذي قاد مهمتين في أوروبا. ولكن غالباً ما يستغرق اكتشاف المتسللين المتقدمين أسبوعاً أو أسبوعين.

وغالباً ما تمارس هذه الفرق لعبة القط والفأر مع القراصنة الروس الذين يبرعون أكثر من غيرهم في تغيير التكتيكات.

تنفيذ مهام هجومية على روسيا 

وتُصنف مهام Hunt Forward على أنها "دفاعية" لكن الجنرال بول ناكاسوني، الذي يدير كلاً من القيادة الإلكترونية للجيش ووكالة الأمن القومي، أكد أنه تم أيضاً تنفيذ مهام هجومية على روسيا في أعقاب غزو أوكرانيا. لكنه رفض هو وآخرون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، شهد الفريق الأمريكي هجوماً مما يسمى برنامج المساحات Wiper Software، الذي يعطل عمل الحواسيب، وأصاب عديداً من المواقع الحكومية.

من جانبه، قال هارتمان لهيئة الإذاعة البريطانية: "تمكنوا من المساعدة في تحليل بعض الهجمات، وتسهيل تبادل هذه المعلومات مع الشركاء في الولايات المتحدة".

وكان الهدف هو زعزعة استقرار البلاد قبل غزو فبراير/شباط.

قبل ساعات من بدء الغزو في 24 فبراير/شباط، أدى هجوم إلكتروني إلى شل الشركة المقدمة لخدمة الأقمار الصناعية الأمريكية التي كانت تدعم الجيش الأوكراني. توقع كثيرون أن هذا سيكون بداية لموجة من الهجمات لتعطيل خدمات رئيسية مثل السكك الحديدية، ولكن هذا لم يحدث.

يقول هارتمان: "أحد أسباب فشل الروس هو أن الأوكرانيين كانوا أفضل استعداداً".

الهجمات الإلكترونية على أوكرانيا

وقد تعرضت أوكرانيا لهجمات إلكترونية متواصلة كان من الممكن، لو نجحت، أن تؤثر على البنية التحتية. لكن البلاد استمرت في حماية نفسها بشكل أفضل مما توقع كثيرون.

إذ قال مسؤولون أوكرانيون إن هذا يرجع جزئياً إلى مساعدة الحلفاء، ومن ضمنهم القيادة الإلكترونية الأمريكية والقطاع الخاص، إضافة إلى خبرتهم. والآن، تلجأ الولايات المتحدة وحلفاء آخرون إلى الأوكرانيين للتعلم منهم.

بينما قال الجنرال هارتمان موضحاً: "مستمرون في تبادل المعلومات مع الأوكرانيين، وهم مستمرون في تبادل المعلومات معنا. وهذا تمثيل حقيقي لفكرة الشراكة الدائمة".

وفي ظل المخاوف التي يعرب عنها مسؤولو المخابرات الأوكرانية والغربية من رد موسكو على النكسات العسكرية الأخيرة بتصعيد هجماتها الإلكترونية، فهذه الشراكة قد تواجه اختبارات أخرى.

تحميل المزيد