ينتاب قلق متزايد المسؤولين في الإدارة الأمريكية من استعداد أحزاب اليمين المتطرف الإسرائيلي لتولي مناصب في الحكومة المقبلة، وفق ما ذكرته تقارير إسرائيلية، الأحد 30 أكتوبر/تشرين الأول 2022، قبل يومين من الانتخابات الحاسمة في إسرائيل.
موقع Middle East Eye البريطاني قال إن استطلاعات الرأي النهائية في إسرائيل تتنبأ بأنَّ رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو موجود في مقعد واحد فقط، من أغلبية مطلقة بمساعدة تحالفه، مع أحزاب اليمين المتطرف الإسرائيلي التي دعت إلى سياسات تشمل الفصل العنصري، على غرار الفصل العنصري بين النساء اليهوديات والعربيات في أجنحة الأمومة في البلاد.
تهدئة مخاوف أمريكا
بحسب موقع Walla News الإسرائيلي، اضطر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، خلال زيارة للولايات المتحدة، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إلى تهدئة المخاوف التي طرحها عليه المسؤولون في إدارة بايدن، من احتمال تعيين أعضاء من أحزاب اليمين المتطرف الإسرائيلي في أية حكومة ائتلافية جديدة.
بحسب ما ورد، طلب هرتسوغ من كبار المسؤولين الأمريكيين "عدم التسرع في الاستنتاجات" بعد نشر استطلاعات الرأي الأخيرة.
بينما قال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون كبار لموقع Walla News إنَّ المخاوف أثيرت في اجتماع بين هرتسوغ ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، وفي اجتماع آخر بين الرئيس الإسرائيلي ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان.
كما قال التقرير إنَّ إدارة بايدن تخشى الإضرار بالعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، إذا حصل قادة أحزاب اليمين المتطرف الإسرائيلي على مناصب رفيعة.
في حين لم يُشِر بلينكن ولا سوليفان مباشرة إلى أي سياسي إسرائيلي بالاسم، قال مسؤولون إنهما يشيران من الواضح إلى بتسلئيل سموتريش، زعيم حزب الصهيونية الدينية، وإيتامار بن جفير، زعيم حزب عوتسما يهوديت (القوة اليهودية) تحديداً.
بحسب التقارير، أخبر هرتسوغ المسؤولين الأمريكيين بالسماح "للعملية الديموقراطية باتخاذ مجراها الطبيعي".
ولاية سادسة قياسية
تخوض إسرائيل انتخاباتها الخامسة في أقل من 4 سنوات، وأصبح تشكيل حكومة ائتلافية فعالة ومتماسكة أمراً صعباً للغاية. وتحالف نتنياهو مع كل من سموتريتش وبن جفير في محاولة منه لتأمين فترة ولاية سادسة قياسية.
رغم مخاوف بايدن وسوليفان، فقد أكدا لهرتسوغ أنهما سيعملان مع أية حكومة منتخبة، على الرغم من التوترات التي قد تنشأ إذا انضمت أحزاب معينة إلى الائتلاف الحاكم.
حيث يستغرق تشكيل أية حكومة إسرائيلية مستقبلية أسابيع، إن لم يكن شهوراً؛ بسبب الاستقطاب المتزايد في السياسة الإسرائيلية.
بينما ذكر موقع Walla News أنَّ المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أنه إذا حصل اليمين المتطرف الإسرائيلي على مناصب في السلطة، فقد يتزايد الضغط الداخلي في الولايات المتحدة لتغيير موقف البلاد المؤيد بشدة لإسرائيل.
الفاشية الأوروبية
إذا كان نتنياهو وحلفاؤه قادرين على تشكيل ائتلاف عامل، فمن المرجح أن تحظى الآراء المتطرفة لحلفائه باهتمام أكبر على الساحة الدولية.
في وقت سابق من هذا الشهر، وصف ياكوف كاتس، رئيس تحرير The Jerusalem Post، بن جفير بأنه "النسخة الإسرائيلية الحديثة من أمريكي أبيض متعصب وفاشي أوروبي".
إذ قال كاتس: "إنه يشكل تهديداً على مستقبل الشخصية الديمقراطية الهشة لإسرائيل، وإذا حصل على ما يريده، وحصل نتنياهو على 61 مقعداً، فسيكون لدى هذين الرجلين القدرة على هدم الدولة كما نعرفها".
بالإضافة إلى التوترات الداخلية، أشار المحللون أيضاً إلى أنَّ أي تحالف بين حزب نتنياهو "الليكود"، وحزب "الصهيونية الدينية" من المرجح أيضاً أن يتعرض لضغوط فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للبلاد في المنطقة.
كانت تقارير سابقة قد أفادت بأنَّ وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد حذر نتنياهو، في لقاء خاص، من أنَّ أي تعاون مع أحزاب اليمين المتطرف الإسرائيلي قد يضر بالعلاقات الناشئة بين البلدين.