قال موقع Business Insider الأمريكى في تقرير نشره، الجمعة 28 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن محققين أوكرانيين توصلوا إلى أن الطائرات المسيَّرة إيرانية الصنع التي تستخدمها القوات الروسية لشن حرب في أوكرانيا وترهيب المدنيين فيها تتكون من أجزاء مصنوعة في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا.
في السياق ذاته، أفادت صحيفة Wall Street Journal الأمريكية، الجمعة 28 أكتوبر/تشرين الأول 2022، نقلاً عن تحليل، بأن المحققين الأوكرانيين تمكنوا من فحص الطائرات المسيَّرة التي أسقطها جيش كييف، وفي الداخل عثروا على قطعٍ من الأجهزة غربية الصنع لتوجيه وتشغيل الطائرات المسيَّرة القاتلة.
مكونات غربية في المسيرات الإيرانية
لكن ليس من الواضح على الفور من أين أتت الأجزاء بالضبط، رغم أن المحققين أشاروا إلى أنه يمكن تتبع بعض الأجزاء لشركات أمريكية، قالت إحداها إنها تحقق في تقارير انتهت بمكوناتها في هذه الأسلحة.
قال خبراء الأسلحة لصحيفة Wall Street Journal إن إيران تمكنت من إجراء هندسة عكسية وسحب أجزاء من طائرات مسيَّرة أُسقِطَت، وكانت هذه الأجزاء من دول مثل الولايات المتحدة وإسرائيل. من غير الواضح ما إذا كان هذا يفسر وجود مكونات غربية في الطائرات المسيَّرة.
في السياق ذاته، تشمل الطائرات المسيَّرة الإيرانية التي تستخدمها القوات الروسية شاهد-136، وشاهد-129، وشاهد-191، وقدس مهاجر-6.
من جهة أخرى، ظهرت طائرة شاهد-136 المسيَّرة في الأسابيع الأخيرة كسلاح مفضل لقوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي استخدمت الطائرات لمهاجمة وترهيب المدن الأوكرانية البعيدة عن الخطوط الأمامية للحرب مع استمرار تعرضها لانتكاسات في ساحة المعركة.
طائرات انتحارية
رغم قدرتها على التحليق مثل مركبة جوية عادية غير مأهولة، فإن شاهد-136 هي في الواقع ذخيرة طويلة المدى؛ مما يعني أنها يمكن أن تبقى حول منطقة قبل الاشتباك مع هدف. وتمتلئ الأنظمة الصغيرة بالمتفجرات، ويمكن توجيهها إلى هدف معين، قبل الانفجار عند الاصطدام. لهذا السبب، يشير الناس غالباً إلى الأسلحة على أنها طائرات انتحارية.
من جانبها، نفت روسيا، وكذلك إيران، استخدام طائرات شاهد-136 المسيَّرة في أوكرانيا، رغم الاتهامات والأدلة من الحكومات الغربية ووكالاتها الاستخبارية. في وقت سابق من أكتوبر/تشرين الأول 2022، أكد المسؤولون الأمريكيون أن المسؤولين الروس سافروا سابقاً إلى إيران حتى يتمكنوا من تعلم كيفية استخدام الطائرات المسيَّرة الانتحارية، ومؤخراً زار أفراد عسكريون إيرانيون شبه جزيرة القرم المحتلة لمساعدة القوات الروسية في تشغيل الأسلحة.
تدمير عشرات المسيرات
في سياق موازٍ، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، أثناء وقوفه إلى جانب طائرة مسيَّرة أُسقِطَت من طراز شاهد-136، إن قواته تمكنت من تحييد 23 طائرة بين أكثر من 30 طائرة مسيَّرة أطلقتها القوات الروسية خلال اليومين الماضيين. وفي صورة منفصلة نُشرت على موقع الرئاسة الأوكرانية، بدا أن الطائرة شاهد-136 أُصيبَت بأضرار في جناحيها.
قال زيلينسكي: "معاً، سنقوم بالتأكيد بتحطيم أجنحة جميع الوحوش المعدنية، بغض النظر عن عددها ومن أين تطير في اتجاه أوكرانيا. طائرات العدو ستسقط. مروحيات العدو ستسقط. الشعب الأوكراني فقط هو الذي لن يسقط".
في حين ولمساعدة أوكرانيا في مواجهة الطائرات الانتحارية المسيَّرة، بالإضافة إلى المركبات الجوية غير المأهولة الأخرى، أعلن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، الأسبوع الماضي، أن التحالف العسكري سيرسل "مئات" من أجهزة التشويش على الإشارات إلى الدولة الواقعة في شرق أوروبا.