تعهدت جمهورية الصين الشعبية بدعم روسيا "للتغلب على الصعوبات وتعزيز مكانتها كقوة عظمى"، وذلك في محادثة هاتفية بين وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونظيره الروسي سيرغي لافروف، الخميس 27 أكتوبر/تشرين الأول 2022، تعهد خلالها المسؤولان بدعم بعضهما البعض في مساعيهما الجيوسياسية، وفق ما ذكرت شبكة "RT" الروسية.
وزير خارجية الصين قال إن بكين "ستدعم روسيا بقوة في تحقيق أهداف استراتيجيتها التنموية"، مضيفاً أن "الشعب الروسي تحت قيادة الرئيس فلاديمير بوتين، سيتغلب على الصعوبات ويزيل كل العقبات ويحقق أهداف استراتيجية التنمية، ويحقق المزيد من التقدم في تعزيز مكانة روسيا كقوة على الساحة الدولية".
تعميق العلاقات مع روسيا
في الوقت ذاته، أكد الوزير الصيني أن "للصين وروسيا حقوقاً مشروعة في تحقيق التنمية بما يتماشى مع اتجاه العصر"، مشدداً على أن "أي محاولة لمنع الصين وروسيا من المضي قدماً محكوم عليها بالفشل". وأضاف أن "الحكومة الصينية تعتزم تعميق العلاقات مع روسيا على جميع المستويات".
وتابع: "بكين تعتزم تعميق الاتصالات مع روسيا على جميع المستويات، وتعزيز التقدم المستمر للعلاقات والتعاون الروسي-الصيني في جميع المجالات، من أجل تحقيق منافع أكبر للبلدين والشعبين، وضمان الاستقرار في عالم غير مستقر".
إلى جانب تعهد البلدين بدعم بعضهما في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا من جهة، والتوتر بين بكين وتايوان من جهة أخرى، هنّأ لافروف نظيره الصيني بإعادة انتخاب الرئيس شي جين بينغ مؤخراً لمنصب الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني.
روسيا تشكر الصين
في السياق، قال وزير خارجية الصين خلال الاتصال الهاتفي، إن بوتين، بعد نهاية المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني، أرسل برقية تهنئة إلى الأمين العام للحزب، شي جين بينغ، "مُظهراً مستوى عالياً من الثقة والدعم المتبادلين والثابتين بين روسيا والصين".
وفقاً لوزارة الخارجية الروسية، فقد شكر لافروف بكين على دعمها لجهود روسيا لتحقيق "تسوية عادلة للوضع حول أوكرانيا.. وعرقلة خطط كييف المزعومة"، وفق تعبيرها.
وحافظت بكين على علاقات جيدة مع موسكو منذ بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، رغم جهود الدول الغربية لعزل نظام الرئيس فلاديمير بوتين سياسياً واقتصادياً؛ على خلفية الهجوم الذي يشنه في الدولة الجارة، حسب فرانس 24.
يشار إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ التقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين شخصياً في قمة سمرقند بأوزبكستان، على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، لأول مرة منذ غزو موسكو لأوكرانيا.
ويقاوم كلا الزعيمين ضغوطاً جيوسياسية "متزايدة" في الآونة الأخيرة من الولايات المتحدة بسبب أزمتي أوكرانيا وتايوان.
الحرب في أوكرانيا
وفي فبراير/شباط مطلع 2022، قبل أسابيع من غزو القوات الروسية لأوكرانيا، زار بوتين الصين لحضور افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين. ووقّع هو وشي على بيان مشترك يعلن أن شراكتهما "بلا حدود" ورسم رؤية لنظام دولي جديد لا يهيمن عليه الغرب.
وسعت الصين في السابق إلى تقديم نفسها على أنها طرف محايد في الحرب الروسية في أوكرانيا، في حين أن بكين لم تنتقد صراحة حرب موسكو المستمرة منذ 7 أشهر، إلا أن قادتها تجنبوا أيضاً تخفيف العقوبات أو الإمدادات العسكرية لروسيا.
في المقابل، انخفضت صادرات الصين إلى أوكرانيا بنسبة 75% خلال الاثني عشر شهراً الماضية اعتباراً من يوليو/تموز، وفقاً لبلومبيرغ. بينما كانت الصين أكبر شريك تجاري لأوكرانيا في عامي 2019 و2020، وفقاً لشركة Crane IP الأوكرانية.
وبعد أن فرض الغرب على موسكو أشد العقوبات في التاريخ الحديث بسبب الحرب في أوكرانيا، قال بوتين إن "روسيا تتجه نحو آسيا بعد قرون من النظر إلى الغرب على أنه بوتقة النمو الاقتصادي والتكنولوجيا والحرب".
يرى محللون أن الصين وروسيا سعيا من خلال هذه القمة شد روابط العلاقات بين دول المنظمة التي تسمى "التحالف الشرقي" في مواجهة الضغوط الأمريكية والغربية، خصوصاً بعد أزمة أوكرانيا وكذلك تايوان.