كشفت شركة "تيترا" التركية للصناعات الدفاعية، الأربعاء 26 أكتوبر/تشرين الأول 2022، عن طائرة من دون طيار انتحارية تكتسب اسمها "دلي -DELİ" (مجنون) من إحدى الفرق العسكرية في الجيش العثماني، التي "كانت تسير في مقدمة الجيش، وحققت بطولات جنونية خلال الفتوحات"، حسب المدير العام للشركة، داود يلماز.
الشركة التركية (Titra Teknoloji) قالت إنها طورت مسيّرتها الانتحارية مع رئاسة الصناعات الدفاعية التابعة لرئاسة الجمهورية التركية، وعرضت النسخة الأولى من طراز "دلي" خلال مشاركتها في معرض "ساها إكسبو 2022" للدفاع والطيران، الذي تستضيفه مدينة إسطنبول، في الفترة ما بين 25 و28 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والذي يعد واحداً من أكبر المعارض على مستوى أوروبا.
بفضل إمكاناتها التشغيلية المستقلة واليدوية، تتمتّع الطائرة "دلي" بخاصية سهولة النقل، وتصبح جاهزة للاستخدام في أقل من 15 دقيقة، فيما يعمل "نظام التكتيك الكاميكازي" الخاص بالطائرة برأس حربي بنصف قطر عالي التأثير.
ويمكن أن تصل السرعة القصوى لطائرة "دلي" إلى 180 كيلومتراً في الساعة، فيما تستطيع تنفيذ مهام عملياتية على ارتفاع أقصى يبلغ 3500 متر، فضلاً عن كون الطائرة مزوّدة بأجهزة أمان وأجهزة مكافِحة للتشويش.
مرحلة الإنتاج
من جانب آخر، قال المدير العام للشركة، يلماز، إن "العمل على مشروع إنتاج الطائرة المسيّرة دلي بدأ قبل نحو عامين"، مضيفاً: "شرعنا في تطوير طائرة كاميكازية من دون طيار ثابتة الجناحين يمكن إطلاقها يدويًا أو عبر منصات مختلفة، وبأقل تكلفة ممكنة".
كما لفت إلى أنهم وصلوا إلى نهاية مرحلة الاختبارات العملية، مشيراً إلى أن المسيرة حققت "نتائج جيدة" في جميع الاختبارات، ما يعني أن الشركة "قد تبدأ في عمليات الإنتاج المتسلسل نهاية العام الجاري 2022".
وحول المرحلة التي وصل إليها المشروع والفروق الموجودة بين الطائرة المسيرة "دلي" ونظيراتها حول العالم، قال يلماز: في هذه المرحلة، تستطيع "دلي" التحليق بشكل متواصل لـ75 دقيقة، وقطع مسافة تصل إلى 85 كيلومتراً، محمّلة برأس حربي يبلغ وزنه حوالي 3.1 كيلوغرام.
3 مزايا رئيسية
في الوقت ذاته، قال يلماز إن مسيرة "دلي" تحظى بـ3 مزايا رئيسية؛ فهي "أولاً فعالة من حيث التكلفة، حيث تستخدم لمرة واحدة فقط، وقد جرى تصميمها بناءً على هذا المفهوم. ثانياً فعالية الرأس الحربي. أما الميزة الثالثة فهي قدرتها على التحكم الذاتي".
وأشار يلماز إلى أن "الرأس الحربي المستخدم في المسيرة "دلي" جرى تطويره من قبل مؤسسة البحث العلمي والتكنولوجي التركية توبيتاك"، مضيفاً: "نعتقد أن دلي ستحدث فرقاً كبيراً بفضل الخوارزميات التي جرى تطويرها من أجل هذه المسيرة، المشروع سيحوز على مكانة جيدة جداً في العالم".
كما أشار يلماز، على صعيد آخر، إلى أن سبب اختيارهم لاسم "دلي"، هو أنه يحتوي على اختصار للطائرة من دون طيار الحربية منخفضة التكلفة، وأضاف: "السبب الثاني هو أن هذا الاسم مقتبس من إحدى الفرق العسكرية في الجيش العثماني، التي طالما سارت في مقدمة الجيش وحققت بطولات جنونية خلال الفتوحات".
الصناعات الدفاعية التركية
يشار إلى أن الصناعات الدفاعية التركية شهدت تطوراً في السنوات القليلة الماضية، كما اكتسبت مسيّراتها شهرة مميزة بشكل خاص، بسبب مشاركتها في العديد من الصراعات في المنطقة، مثل ليبيا وسوريا وإقليم قره باغ، ومؤخراً في أوكرانيا.
وفي 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن الصادرات التركية من الصناعات الدفاعية تخطّت الـ3 مليارات دولار سنوياً، بعد أن كانت 250 مليون دولار (قبل وصول حزب العدالة والتنمية للسلطة عام 2002)".
وقال أردوغان، خلال مشاركته في فعالية بإسطنبول: "رفعنا عدد مشاريع الصناعات الدفاعية من 62 إلى أكثر من 750 مشروعاً، وميزانية هذه المشاريع من 5.5 مليار إلى 75 مليار دولار".
كما أوضح أن ميزانية الإنفاق على البحث والتطوير ارتفعت خلال عهد حكومات حزب العدالة والتنمية المتعاقبة إلى أكثر من 1% من الدخل القومي، وبلغت 55 مليار ليرة (2.96 مليار دولار). مشدداً على أن "نجاحات تركيا في مجال التكنولوجيا، وخاصة في الصناعات الدفاعية، تشكل مثالاً يحتذى به في العالم".
وأضاف: "تحولت طائراتنا المسيرة لأساطير يتم تأليف أغانٍ عنها، أما طائرة أقينجي ذات التكنولوجيا الأكثر تقدماً، فتمتلك القدرة على تغيير استراتيجيات الحرب بشكل جذري حول العالم".