أثار الملياردير الأمريكي إيلون ماسك الجدل، الأربعاء، 26 أكتوبر/تشرين الأول 2022، عندما أجرى زيارة إلى مقر شركة تويتر، قبل يومين من الموعد النهائي (الجمعة)، الممنوح لإتمام صفقة استحواذه على منصة التواصل الاجتماعي مقابل 44 مليار دولار، والتي أعلن عنها قبل أشهر.
المثير للجدل في هذه الزيارة هو قيام ماسك بأمرين: أولهما الدخول إلى مقر شركة تويتر، وهو يحمل "حوض مغسلة"، ويقول: Sink in، والثاني هو قيامه بتغيير تعريفه الشخصي على حسابه بالمنصة إلى: Chief Twit.
اللافت فيما سبق أن كلا الأمرين يحمل عدة تفسيرات ومعاني، ما أثار التكهنات حول ما يقصده ماسك.
ماذا تعني "Sink in"؟
ونشر ماسك الفيديو على صفحته الشخصية في تويتر، وكتب عليها: "أثناء دخولي المقر الرئيسي لتويتر -let that Sink in".
تستخدم جملة "let that Sink in" التي قالها ماسك، كتعبير مجازي يأتي بمعنى "افهم كلامي جيداً"، لكن في الموقف الذي تحدّث به ماسك، فإنه يحمل معنى آخر.
لكن عند تضمين ماسك فيديو حوض المغسلة في التغريدة، أضاف لها معنى آخر: وهو لندخل بهذا الحوض (في إشارة واضحة إلى مصطلح Kitchen Sinking الذي يعني حرفياً نقع المواعين في الحوض، وهو مصطلح مستخدم في عالم الأعمال والتجارة، ويُقصد به "اتخاذ إجراءات جذرية، أو إحداث تغييرات جوهرية داخل شركة ما مرةً واحدة".
وعند إسقاط هذا المعنى على ثقافتنا العربية، فإن أقرب مَثل له، هو: "انسف حمامك القديم"، وهو يعني تخلص مما كان قديماً، واستبدله بشيء جديد.
كما تحمل هذه العبارة التي كتبها ماسك معنى يفيد بأن الوقت قد حان، لكن يبقى المعنى الدقيق الذي قصده ماسك للجملة غير واضح، هل كان يقصد إغلاق هذه الصفقة، أم نيته إحداث تغييرات جوهرية في بنية تويتر عقب استحواذه على الشركة.
هذا المعنى، يُذكرنا بتصريحات سابقة لماسك كان قد نفاها لاحقاً، تعهّد فيها بالتخلي عن 75% من موظفي الشركة، وهو ما أثار زوبعة في أجواء الشركة الداخلية.
ماذا تعني Chief Twit؟
أما الوصف الذي وضعه ماسك لنفسه على صفحته الرسمية في تويتر، فإنه حمل عدة معاني، وعدة تفسيرات، في دلالة على براعته في التلاعب بالألفاظ.
فكلمة Chief تعني "رئيس"، أما الغموض فكان في كلمة Twit، فهي تحمل عدة معانٍ، بعضها مسيء في حال استُخدمت معه كلمة رئيس.
فمن معانيها مثلاً: الحمقى، السخرية، وتويتر، وعند إرفاق كلمة رئيس معها، فيصبح المعنى، رئيس الحمقى، أو رئيس السخرية، أو رئيس تويتر.
وكانت المعركة الحالية بين ماسك وتويتر قد بدأت، عندما حاول رجل الأعمال التراجع عن صفقة لشراء الشركة في مايو/أيار، بعد أن زعم أنَّ تويتر قلّلت من العدد الحقيقي للحسابات الوهمية (البوتات) والبريد العشوائي على منصتها. بينما اتهمه موقع تويتر بـ"استحضار" ذريعة للتراجع.
كان من المقرر أن تصل المواجهة المريرة إلى المحكمة قبل أن يتخذ ماسك منعطفاً مثيراً في أوائل أكتوبر/تشرين الأول، قائلاً إنه سيمضي قدماً في تنفيذ الصفقة بشروطها الأصلية. ويعمل الملياردير الآن على تأمين التمويل لإكمال عملية الشراء قبل الموعد النهائي، يوم الجمعة المقبل، 28 أكتوبر/تشرين الأول، وهو الوقت الذي حدده أحد القضاة لإتمام الصفقة.