كشفت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، الثلاثاء 25 أكتوبر/تشرين الأول 2022، عن رغبتها في وقف "التدفق غير الشرعي" للمهاجرين القادمين من إفريقيا.
جاء ذلك في خطابها الأول أمام البرلمان، لإبراز أهم نقاط سياستها العامة، ألقته بعد نحو شهر من الفوز غير المسبوق لحزبها اليميني المتطرف في الانتخابات.
تتخذ ميلوني البالغة من العمر 45 عاماً موقفاً مناهضاً للمهاجرين حتى قبل أن تصبح رئيسة للوزراء، وفي مناسبات عدة ذكرت ميلوني الإسلام وكانت تربط بينه وبين العنف.
في خطاب لها ألقته بالإسبانية في يونيو/حزيران 2022 لمناصري حزب فوكس اليميني الإسباني، قالت ميلوني: "نعم للأسر الطبيعية، لا لجماعات الضغط المثلية، نعم للهوية الجنسية، لا للأيديولوجية القائمة على النوع، نعم لثقافة الحياة، لا للسقوط في هاوية الموت.. لا لعنف الإسلام، نعم للحدود الآمنة، لا للهجرة الجماعية، نعم للعمل من أجل شعبنا، لا للتمويل الدولي الكبير".
على صعيد آخر، شددت ميلوني على أنها "لا تتعاطف أو تتفق مع أي أفكار فاشية"، وقالت: "ليس لديَّ أبداً أي تعاطف أو تقارب مع أنظمة مناهضة للديموقراطية، بما يشمل الفاشية".
تُعتبر ميلوني وحزبها ورثة الحركة الاجتماعية الإيطالية، وهو حزب فاشي جديد أسس بعد الحرب العالمية الثانية، وفي سن التاسعة عشرة أكدت في تصريح لمحطة "فرانس 3" التلفزيونية الفرنسية أن الديكتاتور بينيتو موسوليني كان "سياسياً جيداً"، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
في كلمتها أمام البرلمان أيضاً، لفتت ميلوني إلى أن إيطاليا تحت قيادتها ستظل "شريكاً موثوقاً لحلف شمال الأطلسي لدعم أوكرانيا"، وقالت إن مقاربة إيطاليا ليست "كبح التكامل الأوروبي ونسفه"، لكن جعل آلة المجموعة تعمل بشكل أفضل.
قبل بدء خطابها، رسم حليف ميلوني ونائب رئيس الوزراء ماتيو سالفيني زعيم حزب الرابطة المناهض للمهاجرين، في سلسلة تغريدات، برنامجاً يتضمن إصلاح نظام التقاعد ومساعدات كبرى للأسر والشركات، وضريبة بمعدل 15% وبناء جسر مثير للجدل بكلفة عالية جداً بين صقلية والبر الإيطالي.
صحيح أن هذه الوعود كانت جزءاً من البرنامج الانتخابي للائتلاف اليميني الذي يضم أيضاً "فورتسا إيطاليا" بزعامة سيلفيو برلوسكوني، لكن ميلوني كثفت في الأسابيع الماضية التصريحات التي تدعو الى توخي الحذر في الإنفاق.
يأتي هذا فيما من المقرر أن يصوّت مجلس النواب مساء الثلاثاء 25 أكتوبر/تشرين الأول 2022 على الثقة بحكومتها، ومجلس الشيوخ يوم الأربعاء 26 أكتوبر/تشرين الأول 2022، ومن المؤكد أنها ستحصل عليها؛ لأن ائتلافها يشغل الغالبية المطلقة في البرلمان.
كانت ميلوني قد تسلّمت الأحد 23 أكتوبر/تشرين الأول 2022، مهامها كرئيسة للحكومة، لتكون أول امرأة، وأول شخصية يمينية متطرفة تتولى هذا المنصب منذ الحرب العالمية الثانية.
فازت ميلوني في الانتخابات التشريعية الإيطالية في 25 أيلول/سبتمبر 2022، وتمكنت من تلميع صورة حزبها واعتلاء السلطة بعد قرن بالضبط على تولي الديكتاتور الفاشي بينيتو موسوليني الحكم في بلادها.