لقي طيّاران روسيان مصرعهما، الأحد 23 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إثر تحطم مقاتلة من طراز "سوخوي 30"، فوق منزل من طابقين في إيركوتسك، في جنوب سيبيريا، خلال طلعة تدريبية، حسبما أعلن إيغور كوبزيف، حاكم منطقة إيركوتسك عبر تطبيق تليغرام.
حيث أظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي الطائرة وهي تهوي عمودياً تقريباً، قبل أن تتحطم لتتحول إلى كرة من اللهب ويتصاعد دخان أسود كثيف منها، وذلك وفق تقرير نشرته الوكالة الفرنسية، الأحد 23 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
حيث قالت لجنة التحقيق الحكومية الروسية إنها فتحت تحقيقاً جنائياً بشأن انتهاك قواعد السلامة الجوية.
الحادث هو الثاني من نوعه في روسيا خلال أسبوع، بعدما تحطّمت الإثنين مقاتلة من طراز سوخوي 34 فوق مبنى سكني في مدينة ييسك القريبة من أوكرانيا.
بحسب الإذاعة المحلية لوزارة الحالات الطارئة، تحطّمت الطائرة فوق منزل خشبي خاص مؤلف من طبقتين، ما أدى إلى اندلاع حريق في مساحة تبلغ 200 متر مربع.
حيث قال الحاكم خلال تفقّده الموقع إن المقاتلة تحطمت "أثناء طلعة تدريبية"، ما تسبب في نشوب حريق، مضيفاً أن "الطيارَين قُتلا"، مشيراً إلى عدم إصابة أي من السكان.
حيث أظهر تسجيل فيديو نشره كوبزيف في حسابه على تليغرام نحو 10 عناصر إطفاء على الأقل، يرشون المياه على المنزل الذي أتى عليه الحريق جزئياً، في محاولة لاحتواء الحريق.
بحسب كوزبيف كانت تقطن المنزل عائلتان، يبلغ مجموع أفرادهما 5 أشخاص، وأضاف "الحمد لله لم يكونوا في المنزل لدى وقوع الكارثة". وبعد التحطّم انقطع التيار الكهربائي عن 150 منزلاً وفق كوزبيف، الذي تعهّد بإعادة التغذية بالكهرباء.
أما بخصوص الحادث السابق، الذي لم يمر عليه سوى أيام، فقد أعلن الجيش الروسي، الإثنين 17 أكتوبر/تشرين الأول 2022، سقوط مقاتلة عسكرية من طراز "سوخوي 34" فوق مبنى سكني بمدينة ييسك المطلة على بحر آزوف، إثر عطل طرأ على أحد المحركات، وفق بيان لوزارة الدفاع.
الحادثة أسفرت عن مقتل 4 أشخاص على الأقل وفقدان 6 آخرين، وفق ما أعلنه مسؤولون روس، في حين تحدثت وسائل إعلام روسية عن إصابة العشرات ونقل بعضهم إلى المستشفى نتيجة استنشاق الدخان.
لقطات مصورة أظهرت كرة كبيرة من النار تندلع من داخل ما يبدو أنه مبنى متعدد الطوابق في المدينة الواقعة جنوب روسيا. بينما قال فينيامين كوندراتييف، حاكم المنطقة، إن الطائرة من طراز سوخوي سو-34، وهي قاذفة مقاتلة أسرع من الصوت متوسطة المدى.
وأضاف كوندراتييف على تليغرام، أن الحريق اندلع في مبنى من تسعة طوابق، لافتاً إلى أن النار "ابتلعت عدة طوابق مرة واحدة، ولحقت أضرار بسبع عشرة شقة".
أظهر مقطع مصور من الموقع أجزاء كبيرة من المبنى مشتعلة بعد الاصطدام. وقالت السلطات المحلية في وقت لاحق إن الحريق أُخمد.
وكالات أنباء روسية قالت إن قائدَي الطائرة قفزا منها بالمظلة، في حين فتحت لجنة التحقيقات الروسية، المعنية بالجرائم الخطيرة، تحقيقاً جنائياً في الحادث. بينما نقلت وكالة إنترفاكس عن الكرملين قوله إن الرئيس فلاديمير بوتين أمر بتقديم كل المساعدات اللازمة للضحايا.
بدورها، قالت وكالة الإعلام الروسية المملوكة للدولة، إن الحادث وقع خلال طلعة تدريبية من قاعدة جوية عسكرية. ونقلت عن وزارة الدفاع قولها إن الطيارين أبلغا عن اشتعال محرك عند الإقلاع، وإن وقود الطائرة اشتعل عند اصطدامها بالمبنى.
يشار إلى أن مدينة ييسك، جنوبي البلاد، يفصلها عن الأراضي التي تحتلها روسيا في جنوب أوكرانيا شريط ضيق من بحر آزوف.