تعهد رئيس الوزراء البريطاني الجديد ريشي سوناك، الإثنين 24 أكتوبر/تشرين الأول، بتحقيق الاستقرار والوحدة في المملكة المتحدة التي تواجه أزمة اقتصادية.
إذ قال في أول تصريح بعد اختياره لمنصبه الجديد: "نحتاج إلى الاستقرار والوحدة، وجمع الحزب والبلاد سيكون أولويتي القصوى. إن المملكة المتحدة دولة عظيمة، لكن لا شك في أننا نواجه تحدياً اقتصادياً عميقاً".
وأصبح وزير المال السابق، ريشي سوناك، رئيساً جديداً للحكومة البريطانية بعدما فاز في السباق إلى داونينغ ستريت، الإثنين، إثر عدول بوريس جونسون عن الترشّح وفشل منافِسته بيني موردونت في التأهّل.
وستكون هذه المرة هي الأولى التي يقوم فيها الملك الجديد بتكليف رئيس حكومة، بعدما كان قد اعتلى العرش في الثامن من سبتمبر/أيلول، بعد وفاة والدته إليزابيث الثانية.
وبذلك، يصبح سوناك خامس رئيس للحكومة منذ إجراء الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في العام 2016، والذي فتح الباب أمام فصل طويل من الاضطرابات الاقتصادية والسياسية غير المسبوقة في المملكة المتحدة.
وكان سوناك قد خسر السباق إلى داونينغ ستريت هذا الصيف، والذي فازت فيه ليز تراس. إلا أن هذه الأخيرة أعلنت استقالتها بعد 44 يوماً فقط على تسلّمها منصبها كرئيسة للحكومة، على أثر تأزُّم الوضع في البلاد بسبب خططها الاقتصادية.
أول رئيس وزراء بريطاني من أصول هندية
وبذلك، يدخل سوناك البالغ من العمر 42 عاماً، التاريخ كأول شخص غير أبيض يدير حكومة المملكة المتحدة. هذا الأخير حفيد مهاجرين من أصول هندية ومصرفي سابق ثري، سلك الطريق المعتاد للنخبة البريطانية.
ودرس سوناك في إحدى المدارس المرموقة، وهي وينشستر كوليدج، وبعدها التحق بجامعة "أكسفورد"، التي تخرج فيها عام 2001. وعمِل سوناك محللاً في شركة الخدمات المصرفية الاستثمارية "غولدمان ساكس"، حتى عام 2004.
كما حصل سوناك على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ستانفورد، وهناك التقى زوجته، أكشاتا مورثي، وهي ابنة نارايانا مورثي، الملياردير الهندي، وأحد مؤسسي الشركة العملاقة في مجال التكنولوجيا، "إنفوسيس".
هكذا كوَّن سوناك ثروة ضخمة، بفضل نجاحه في مجال الأعمال، إضافة إلى حصة زوجته بشركة والدها، وتقدر ثروته بنحو 730 مليون جنيه إسترليني (877 مليون دولار) هذا العام. ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً عنوانه "هل ثروة سوناك البالغة 730 مليون إسترليني تجعله أغنى من أن يصبح رئيساً للوزراء؟".
بدأت رحلة سوناك مع السياسة قبل 12 عاماً، عندما انضم إلى حزب المحافظين. وفي عام 2014، اختير مرشحاً للحزب لمجلس العموم عن دائرة ريتشموند في شمال يوركشاير، وهو المقعد الذي شغله زعيم الحزب الأسبق ويليام هيغ لفترة طويلة، وفاز بالمقعد ثم أُعيد انتخابه للبرلمان في عامي 2017 و2019، وصوّت 3 مرات لصالح خطط رئيسة الوزراء تيريزا ماي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.