أعلنت تل أبيب، الإثنين 24 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أنها لن تقدم أنظمة أسلحة لأوكرانيا بسبب "القيود العملياتية" التي تواجهها، وفق بيان صدر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية، عقب اتصال بين الوزير بيني غانتس ونظيره الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف.
بيان الدفاع الإسرائيلية قال إن الوزير الأوكراني أطلع غانتس على تطورات الحرب في أوكرانيا، مشيرة إلى أن الأخير "شدد على القيود العملياتية التي تواجهها دولة إسرائيل.. وإنها نتيجة لذلك لن تقدم أنظمة أسلحة لأوكرانيا".
وفي محاولة منها لتفادي أزمة مع روسيا، رفضت إسرائيل طلبات متكررة من أوكرانيا بتزويدها بالأسلحة الثقيلة بما فيها أنظمة الدفاع الجوي والمعدات العسكرية، في وقت امتنعت فيه عن الموافقة على فرض عقوبات اقتصادية على روسيا.
نظام إنذار مبكر مدني
لكن من جانب آخر، قال البيان الإسرائيلي إن غانتس "سلَّط الضوء على موقف إسرائيل في الوقوف إلى جانب الشعب الأوكراني والغرب، وأعرب عن التزامه بدعم أوكرانيا من خلال إيصال المساعدات الإنسانية ومعدات الدفاع المنقذة للحياة".
كما لفت البيان إلى أن الوزيرين "اتفقا على إجراء حوار مهني لمساعدة أوكرانيا في تطوير نظام إنذار مبكر مدني"، وكانت إسرائيل عرضت الأسبوع الماضي على كييف المساعدة في تطوير وسائل إنذار للمدنيين من الهجمات الجوية.
وكثّفت كييف في الآونة الأخيرة مناشدتها لإسرائيل التماساً للدعم بعد أن أعلنت عن ضربات روسية متعددة باستخدام طائرات مسيّرة "شاهد 136" المصنوعة في إيران. وطوَّرت إسرائيل، وهي خصم لإيران، وسائل لرصد هذه الطائرات وإسقاطها.
زيلينسكي "مصدوم" من رفض إسرائيل
وفي 24 سبتمبر/أيلول المنصرم، عبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن "صدمته" لعدم تزويد إسرائيل كييف بأنظمة مضادة للصواريخ، للمساعدة في مواجهة الهجمات الروسية، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
حيث طلب زيلينسكي هذه الأسلحة منذ فترة وجيزة، بعد بدء الحرب في فبراير/شباط الماضي. وأشار إلى نظام القبة الحديدية الإسرائيلي، الذي يُستخدم غالباً لاعتراض الصواريخ التي تُطلقها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
حسب وكالة رويترز، جاءت تصريحات زيلينسكي أقوى من تلك التي أدلى بها في مارس/آذار الماضي، عندما انتقد إسرائيل بسبب إحجامها عن إرسال أسلحة. وقالت إسرائيل في ذلك الوقت إنها ستساعد أوكرانيا قدر استطاعتها دون الالتزام بتقديم أي شيء.
بينما تشعر إسرائيل، التي أدانت الغزو الروسي، بقلق من توتر العلاقات مع موسكو، صاحبة النفوذ في سوريا المجاورة؛ حيث تهاجم القوات الإسرائيلية بشكل متكرر الجماعات المسلحة الموالية لإيران.
حيث قال زيلينسكي: "أفهم أن لديهم وضعاً صعباً فيما يتعلق بالوضع مع سوريا وروسيا"، مضيفاً أنه لم يوجه اتهامات. وأضاف: "أنا أذكر الحقائق. محادثاتي مع القيادة الإسرائيلية لم تفعل شيئاً لمساعدة أوكرانيا".
إسرائيل ترفض إرسال أسلحة لأوكرانيا
كانت وزارة الدفاع الإسرائيلية منحت قبل الغزو الروسي تراخيص للشركات الإسرائيلية، التي تريد بيع أنظمة مضادة للمسيَّرات إلى أوكرانيا، لكنها جمَّدت هذه التراخيص بعد اندلاع الحرب.
وعلى الرغم من أن إسرائيل استنكرت الغزو الروسي، فقد قصرت مساعداتها لأوكرانيا على الإغاثة الإنسانية، متعللة برغبتها في مواصلة التعاون العسكري مع موسكو بشأن سوريا جارتها، فضلاً عن الحفاظ على مصالح الجالية اليهودية الكبيرة في روسيا.
كانت الحكومة الإسرائيلية قد سعت للمحافظة على العلاقات مع موسكو، بينما تتوجس من التواجد العسكري الروسي عند حدودها الشمالية مع سوريا؛ حيث يشنّ الجيش الإسرائيلي ضربات متكررة تستهدف عناصر موالية لإيران.
يُذكر أنه منذ 24 فبراير/شباط 2022 تشن روسيا هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا؛ ما دفع عواصم في مقدمتها واشنطن إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.