أجرى رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، ووزير ماليته ريشي سوناك، محادثات وُصفت "بالسرية"، يوم السبت 22 أكتوبر/تشرين الأول 2022، لمناقشة مسابقة قيادة حزب المحافظين، على الرغم من أنهما لم يعلنا رسمياً أنهما سيخوضان سباق خلافة رئيسة الوزراء المستقيلة ليز تراس، بحسب وسائل إعلام بريطانية.
إذ قالت صحيفة ديلي ميل البريطانية إن هذه المحادثات التي جرت وجهاً لوجه تعد هي الأولى بين جونسون وسوناك منذ شهور، بعد الخلاف الذي أثارته استقالة سوناك من حكومة جونسون في يوليو/تموز، في محاولة لتجنب الخلافات داخل حزب المحافظين على قيادته.
ولم تتوافر سوى تفاصيل قليلة حول ما وصفته صحيفة "ذا صن" بأنه "قمة سرية".
وعقب استقالة تراس، برزت ثلاثة أسماء في هذه الحملة السريعة داخل حزب المحافظين: الوزيرة الحالية المسؤولة عن العلاقات مع البرلمان بيني موردنت التي أعلنت رسمياً ترشحها، الجمعة، لرئاسة الحكومة، وسوناك وزير المال الذي خسر مطلع سبتمبر/أيلول أمام تراس، ورئيس الوزراء السابق جونسون الذي استقال في يوليو/تموز بعد سلسلة فضائح.
معركة جونسون مع سوناك في الصحف
وطغت معركة جونسون مع سوناك على عناوين الصحف، السبت. وعنونت صحيفة "إندبندنت" "جونسون وسوناك يتنافسان بينما تتلاشى آمال الوحدة"، فيما كتبت "الغارديان" "القبائل المحافظة تذهب إلى الحرب".
وكان تلفزيون "سكاي نيوز" قد بث لقطات لطائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية آتية من الكاريبي تهبط عند الساعة 10.15 (09.15 ت غ) في مطار غاتويك وتقل جونسون.
والجمعة، قال جيمس دودريدج، حليف جونسون في البرلمان، إنه تحدث إلى "رئيسه"، مضيفاً: "لقد قال سنقوم بذلك، أنا جاهز".
وإذ لم يعلن سوناك الذي أدت استقالته من حكومة جونسون إلى استقالة رئيس الحكومة، عن ترشحه بعد وبقي متكتماً منذ خسارته أمام تراس مطلع سبتمبر/أيلول، نال دعم أكثر من 100 نائب، وهو الحد الأدنى المطلوب من الأصوات للترشح لمنصب زعيم حزب المحافظين وبالتالي الوصول إلى داونينغ ستريت.
في المقابل، نقل دودريج أن جونسون حصل على دعم أكثر من 100 نائب، لكن لم يتم تأكيد ذلك. وعدد داعميه أقل بكثير، بحسب وسائل إعلام.
فوفق موقع "غيدو فاوكس" الذي يتابع السباق عن كثب، حصل سوناك على دعم 123 نائباً حتى مساء السبت، متقدماً على جونسون (72) وموردنت (25).
وأمام المرشحين حتى ظهر الإثنين لتقديم هذه التزكية. بعد ذلك، يتعين على النواب إما الاتفاق على اسمين يجب على أعضاء الحزب البالغ عددهم 170 ألفاً اتخاذ قرار بشأنهما عن طريق التصويت عبر الإنترنت بحلول الجمعة 28 أكتوبر/تشرين الأول، وإما على اسم واحد يتولى بأثر فوري منصب رئيس الوزراء.
"بارتي غيت" والعودة إلى الوراء
يجري قسم كبير من السباق في الكواليس، إذ يحاول جونسون وسوناك اللذان كانا على خلاف منذ الصيف الماضي، الحصول على مزيد من الدعم.
واتسمت الأشهر الأخيرة لحكم جونسون بفضائح عدة، بينها "بارتي غيت" التي اعتقدت الشرطة أنه خالف القانون فيها.
ولا يزال جونسون يخضع لتحقيق تجريه لجنة المعايير البرلمانية، ما قد يؤدي نظرياً إلى تعليق عمله في البرلمان أو حتى طرده.
وحذر الزعيم السابق لحزب المحافظين وليام هيغ من أن عودة جونسون ستؤدي إلى "دوامة موت" بالنسبة إلى الحزب.
وقال: "قد تكون أسوأ فكرة سمعتها منذ 46 عاماً منذ أن أصبحت عضواً في حزب المحافظين".
وأكد ديفيد فروست، حليف جونسون المقرب خلال "بريكست"، في تغريدة أنه يجب "المضي قدماً" مضيفاً: "ليس عدلاً المجازفة بتكرار فوضى واضطراب العام الماضي".
لكن الضربة الأشد جاءت من ستيف باركلي مدير مكتبه السابق الذي أعلن دعمه لسوناك. وكتب على "تويتر": "بلدنا يواجه تحديات اقتصادية كبيرة وريشي هو الأفضل للتعامل معها".
دعم قوي
غير أن جونسون يمكنه دائماً الاعتماد على دعم قوي، خصوصاً من وزيرة الداخلية السابقة بريتي باتل.
ورأى النائب المحافظ أندرو ستيفنسون "أنه زعيم أثبت نفسه".
أضاف: "لم يمنحنا هذا الانتصار التاريخي في الانتخابات العامة لعام 2019 فحسب، بل حصل أيضاً على بريكست ووضع أوسع انتشار للقاح في أوروبا ووقف إلى جانب حلفائنا في أوكرانيا".
ورئيس الوزراء المقبل سيكون الخامس منذ عام 2016، عندما صوتت المملكة المتحدة على الخروج من الاتحاد الأوروبي.