بدأت أجهزة استقبال إنترنت تابعة لشبكة الأقمار الصناعية "ستارلينك" التي يملكها رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، بالتسلل إلى إيران خفية من أجل توفير إنترنت احتياطي في حال أقدم النظام الإيراني على قطع خدمة الإنترنت في البلاد، وفق ما ذكرته مجلة Time الأمريكية، السبت 22 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
"ستارلينك"، التي تديرها شركة سبيس إكس، لمؤسسها إيلون ماسك، هي شبكة عالمية من الأقمار الصناعية ذات المدار المنخفض التي تتجاوز الإنترنت الأرضي، وساعدت في استعادة الاتصال في أوكرانيا بعد الغزو الروسي.
قام ماسك، وهو الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" وأغنى ملياردير في العالم، بتنشيط الأقمار الصناعية فوق إيران في سبتمبر/أيلول الماضي، بعد أن مهدت الحكومة الأمريكية الطريق أمام شركات التكنولوجيا الأمريكية للعمل هناك لدعم موجة من الاحتجاجات.
أجهزة "ستارلينك" تصل طهران
كانت مجلة التايم الأمريكية أكدت، الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وصول الأطباق الأولى داخل الجمهورية الإسلامية من قِبَلِ ناشط يعمل في المشروع من الولايات المتحدة.
وأظهر مقطع فيديو شاركه ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت سابق من اليوم، جهاز استقبال ستارلينك يبحث عن إشارة على سطح أحد المنازل يقال إنه في طهران. بينما رفض الناشط، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، الإفصاح عن عدد الأجهزة الموجودة الآن في البلاد.
ومع ذلك، إذا كانت أوكرانيا تمثل أي دليل، فإن إنشاء "إنترنت بديل" سيتطلب على الأقل عدة آلاف من أجهزة الاستقبال المدمجة على الأسطح، حسب المجلة الأمريكية التي قالت إن الهدف من ذلك هو السماح للمتظاهرين بالتواصل فيما بينهم.
وأضافت: "كما يهدف الإنترنت البديل إلى ضمان استمرار العالم في فتح نافذة على المواجهة مع نظام ثيوقراطي له تاريخ في إخماد الاحتجاجات السلمية بوحشية، لا سيما عندما يكون ذلك غير مرئي".
المسألة معقدة وخطيرة!
على المستوى العملي، فإن الجهود المبذولة لإحضار "ستارلينك" إلى إيران معقدة بشكل خطير. إذ كان تنشيط الأقمار الصناعية لتوصيل الإنترنت مسألة تبديل، لكن مسألة وصوله إلى أسطح المنازل الإيرانية تقتضي أن تخترق الأطباق المجهزة لتلقي الإشارة حدوداً شديدة الحراسة، وبمجرد إنشائها لا تكتشفها السلطات.
في السياق، قال الناشط إن هذه مشكلة، مضيفاً أن "أجهزة ستارلينك ليست جاهزة للبلدان ذات الحكومات المعادية. حيث تحتاج الشركة إلى بذل مزيد من الجهد لجعلها أكثر عملية وأماناً للأشخاص الذين يعيشون في هذه البلدان"، لكنه رفض الإدلاء بتفاصيل.
يشار إلى أن السلطات الإيرانية أغلقت الإنترنت بالكامل تقريباً لمدة أسبوع في عام 2019، بينما استخدمت قوات الأمن في البلاد الذخيرة الحية لإنهاء موجة من الاحتجاجات العفوية بعد ارتفاع أسعار الوقود. وقُتل بالفعل أكثر من 200 شخص، عُشرهم من الأطفال، على يد الأمن الإيراني في الاحتجاجات الحالية، وفقاً لجماعات حقوق الإنسان.
وفي 16 سبتمبر/أيلول الماضي، اندلعت الاحتجاجات مجدداً في إيران بسبب الغضب من مقتل مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاماً، في أثناء احتجازها لدى "شرطة الآداب" التابعة للنظام.
في الشهر الجاري الذي تلا ذلك، انقطع الإنترنت معظم اليوم في طهران والمراكز السكانية الأخرى، وأُغلق إنستغرام، وصفَّى النظام المنصات المتبقية بقسوة. في حين وصف ناشط بارز داخل البلاد الوصول إلى "ستارلينك" بأنه "مهم للغاية".