تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، السبت 22 أكتوبر/تشرين الأول 2022، فيديو يظهر مقاومين فلسطينيين يستخدمون طائرة مسيرة لرصد اقتحامات جيش الاحتلال، والتي تزايدت في الآونة الأخيرة ضد مدن الضفة الغربية.
الفيديو المتداول نشرته مجموعات "عرين الأسود" عبر حسابها على التليغرام، وأعلنت فيه عن وحدة جديدة تابعة لها، في ظل ملاحقتها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت المجموعة عبر صفحتها الرسمية إنها شكلت وحدة "الرصد"، لرصد تحركات الاحتلال قبل تنفيذ أي جريمة بحق المجاهدين في نابلس.
وأضافت: "نحن نراكم، نسمعكم تحت كل شجرة، فوق كل تلة، نسبقكم بخطوة بإذن الله".
واقع جديد في الضفة
تشهد الضفة الغربية منذ أسابيع تصعيداً أمنياً إسرائيلياً، يُترجم على شكل اقتحامات يومية وحصار مشدد فرضه الجيش الإسرائيلي على مدن ومخيمات نابلس وجنين وشعفاط في القدس المحتلة، لليوم التاسع على التوالي.
وأقر وزير الدفاع بيني غانتس بأن نصف قوات الجيش من المشاة يتمركز حالياً في مناطق شمال الضفة الغربية، ويعكس هذا الإقرار من رأس الهرم في إسرائيل صعوبة الحالة الأمنية السائدة، التي لم تشهدها الضفة الغربية منذ سنوات انتفاضة الأقصى قبل عقدين من الآن.
كما أقر قادة الجيش بأنهم يعانون صعوبة في احتواء الوضع الراهن في مدينة نابلس على وجه الخصوص، فعلى الرغم من فرض حظر التجوال على المدينة، وتقييد حرية الحركة لما يزيد على 400 ألف فلسطيني، في واحدة من أكبر المدن الفلسطينية، لم تتوقف عمليات إطلاق النار التي تتبناها جماعة "عرين الأسود"، والتي أدت إلى مقتل 4 جنود إسرائيليين خلال الشهر الأخير.
أدى الواقع الجديد الذي تشهده الضفة الغربية إلى حالة من الارتباك داخل المؤسسة السياسية والعسكرية، التي تجد صعوبة في تقدير الموقف الراهن، وكيفية التعامل معه، خصوصاً في هذه الفترة التي تستعد فيها إسرائيل لإجراء انتخابات الكنيست مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
في مفارقة مع الفيديو الذي نشرته "عرين الأسود"، شهدت الساحة الإسرائيلية سجالاً داخلياً، بعد أن أعلن قائد الأركان أفيف كوخافي عن منح قواته الضوء الأخضر لاستخدام الطائرات المسيرة لتنفيذ عمليات اغتيال ضد الناشطين الفلسطينيين، فيما سارع وزير الدفاع بيني غانتس لنفي الموافقة على هذا الإجراء.
وقال غانتس إن رئيس الأركان ليس مخولاً بتنفيذ عمليات اغتيال، فهذا ليس من صلاحياته، أنا وزير الدفاع، وأنا المسؤول عن أي إجراء بهذا الخصوص.
يعكس هذا السجال، الذي يُسجل كسابقة في تاريخ إسرائيل الحديث، بين قائد الأركان ووزير الدفاع، حالة من الارتباك في تقدير الموقف بشأن ما يجري على الأرض، كما يعبّر عن فشل مؤسسة الاستخبارات العسكرية بشأن تنبؤاتها وتوقعاتها لمستقبل الضفة الغربية، وهل يمكن احتواؤها خلال وقت قصير.