انسحبت شركة طيران للرحلات المُؤجَّرة (شارتر)، تعاقدت معها الحكومة البريطانية لنقل طالبي اللجوء إلى رواندا من الصفقة، بعد ضغوط خارجية، في ضربة أخرى لخطة الهجرة البريطانية المتشددة لإرسال طالبي اللجوء إلى الدولة الإفريقية الصغيرة.
إذ جاء الاتفاق البريطاني مع رواندا في الوقت الذي تتخذ فيه الدول الغربية مواقف أكثر صرامة ضد قبول اللاجئين، وعبور آلاف الأشخاص القنال الإنجليزي في قوارب صغيرة في عام 2022، طالبين اللجوء، وذلك وفق ما قال تقرير نشرته صحيفة The New York Times الأمريكية، السبت 22 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
دفع ملايين الدولارات لرواندا
بموجب الاتفاق ستدفع بريطانيا 120 مليون جنيه إسترليني (135 مليون دولار) لرواندا، لتمويل الفرص للمهاجرين، بما في ذلك التعليم ومهارات العمل والتدريب اللغوي، ولن يتمكن أولئك الذين حصلوا على حق اللجوء من العودة إلى بريطانيا، وسيبقون في رواندا.
في سياق متصل، فقد سيّرت شركة Privilege Style، رحلة ترحيل في يونيو/حزيران 2022، التي صارت مركز عاصفة نارية قانونية وإعلامية، وأُوقِفَت بعد تدخل المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. كانت هذه هي الرحلة الأولى والوحيدة حتى الآن، لمحاولة تنفيذ اتفاقية بريطانيا مع رواندا.
في رسالة أرسلتها شركة طيران شارتر الإسبانية إلى مؤسسة خيرية بريطانية، تعارض الرحلات الجوية، قالت Privilege Style إنها "لن تسيّر رحلات إلى رواندا في المستقبل". وأضافت الرسالة، التي اطلعت عليها صحيفة The New York Times، الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أنَّ الشركة لم تحلق بطائرات إلى رواندا "منذ تعليق الرحلة الواحدة، التي تقرر إجراؤها في يونيو/حزيران 2022، وكانت سبب هذا الجدل".
انسحاب شركة طيران من خطة المهاجرين
كانت صحيفة The Guardian أول من أبلغ عن انسحاب الشركة من الخطة الجمعة، 21 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
رداً على سؤال عن كيف تعتزم الحكومة البريطانية الآن نقل طالبي اللجوء إلى رواندا، وما إذا كانت ستتعاقد مع أي شركات طيران شارتر أخرى لتسيير الرحلات، قال متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية إنه "لن يعلق على الأمور التشغيلية".
قد يشكل انسحاب الشركة عقبة لا يمكن التغلب عليها لخطة فشلت حتى الآن في إرسال طالب لجوء واحد إلى رواندا، وسط معارك قانونية مستمرة. ونأت شركات طيران شارتر– التي أجّرت رحلات ترحيل في الماضي إلى دول أخرى- بنفسها بالفعل عن الخطة.
إرسال الآلاف إلى رواندا
كان بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني السابق، قد صرح في وقت سابق بأنَّ لندن سترسل "عشرات الآلاف" من المهاجرين إلى رواندا.
في حين أشاد معارضو السياسة بقرار شركة الطيران إلغاء الرحلات الجوية للترحيل.
حيث قالت سونيا سياتس، الرئيسة التنفيذية لمنظمة Freedom From Torture، وهي مؤسسة خيرية بريطانية قادت حملة لجعل شركة الطيران تنسحب من هذا الجهد "إنَّ انسحاب Privilege Style هي رسالة تحذيرية لأي شركة طيران تفكر حتى في الاتفاق مع الحكومة البريطانية على مثل هذه الخطة. أي شركة تريد السير في هذا الطريق مرة أخرى تعلم الآن أنه سيأتي بتكلفة باهظة لعلامتها التجارية".
من جانبها، فقد حافظت ليز تروس، التي استقالت من منصب رئيس الوزراء، الخميس 20 أكتوبر/تشرين الأول 2022، على موقفها الثابت بدعم خطة الهجرة طوال الأسابيع الستة التي قضتها في السلطة. كما اتخذ المرشحون الحاليون الأوفر حظاً ليأتوا محلها- ريشي سوناك، وبوريس جونسون، وبيني موردونت- مواقف صارمة مماثلة بشأن قضايا الهجرة.
أضافت سياتس: "أي رئيس وزراء قادم يعتقد أنه سيتمكن من إنجاح هذا المخطط هو واهم. أعتقد أنَّ هذه لحظة حقيقية لقيادة حزب المحافظين، أياً كان من يتولى هذا المنصب، للتفكير فيما إذا كان الأمر يستحق فعلاً".