كلف الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتريلا، الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الأول 2022، رئيسة حزب "إخوة إيطاليا" جورجيا ميلوني برئاسة الحكومة، في خطوة تسمح لتحالف اليمين المتطرف بتشكيل الحكومة في إيطاليا لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.
وقبلت ميلوني (45 عاماً)، بتولي هذه المسؤولية لتصبح أول امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ البلاد. وستقدم بعد ظهر الجمعة تشكيلة حكومتها التي ستؤدي اليمين صباح السبت، حسبما قالت وكالة رويترز.
فوز اليمين المتطرف
وتقدم اليمين المتطرف بزعامة جورجيا ميلوني، بشكل كبير، في الاستحقاق الانتخابي الذي جرى الأحد 25 سبتمبر/أيلول 2022، على حساب الأحزاب التقليدية، محققاً انتصاراً تاريخياً.
ارتبط اسم ميلوني منذ شبابها باليمين المتطرف في إيطاليا، وتنحدر من أحد الأحياء الشعبية في روما؛ حيث ولدت في يناير/كانون الثاني.
في 2006 أصبحت جورجيا ميلوني نائبة بالبرلمان قبل أن تعيّن نائبة لرئيس مجلسه، لتصبح أصغر منتخبة في هذا المنصب. وبعد عامين، شغلت منصب وزيرة للشباب في حكومة سيلفيو برلسكوني، وهي تجربتها الحكومية الوحيدة.
تهافتت عليها وسائل الإعلام لسنوات، بحكم خطابها القوي في مجتمع سياسي ذكوري، لم يتعوّد رؤية "امرأة شقراء ذات توجهات يمينية متطرفة" بهذا القدر من الأفكار، والتي تدافع عنها بقوة أمام الجمهور في كل مرة أتيحت لها فرصة ذلك.
في نهاية 2012، أسست ميلوني حزب "فراتيلي ديتاليا" مع منشقين آخرين عن حزب برلسكوني، واختارت التموقع بمعسكر المعارضة. وعندما شكل ماريو دراغي، في فبراير/شباط 2021، حكومة وحدة وطنية لإخراج إيطاليا من الأزمة الصحية والاقتصادية، كانت ميلوني وحزبها الطرف الوحيد الذي اختار عدم المشاركة في الحكومة، مؤكدةً أن "إيطاليا بحاجة إلى معارضة حرة". وهذا الاختيار ساعدها كثيراً في توسيع قاعدتها الحزبية والانتخابية.
جورجيا ميلوني
تعتبر ميلوني نفسها من ورثة "الحركة الاجتماعية الإيطالية"، التي تم تأسيسها بعد الحرب العالمية الثانية وتصنف ضمن الأحزاب الفاشية الجديدة. وهذا الإعجاب لم تكن تخفيه في السابق، خاصة في سنوات الشباب؛ حيث اعتبرت عندما كانت في الـ19 من العمر، أن الديكتاتور بينيتو موسوليني كان "سياسياً جيداً".
قالت ميلوني في ساعة مبكرة من صباح الإثنين، بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الجزئية: "يجب أن نتذكر أننا لم نصل إلى نقطة النهاية، فنحن في نقطة البداية. اعتباراً من الغد يجب أن نثبت جدارتنا".
ويتلخص برنامج حزب ميلوني في تخفيف البيروقراطية وإغلاق الحدود و"حماية إيطاليا من الأسلمة"، ورفع نسب الولادات والتخفيف من تدفّق المهاجرين واللاجئين، وتعزيز القيم "اليهودية والمسيحية" وتخفيض الضرائب.
كما تعتزم ميلوني إعادة التفاوض بشأن المعاهدات الأوروبية، ومكافحة "الخريف الديموغرافي" للبلاد، إضافة إلى جملة من التطلعات من المرجح أن يظهر الواقع السياسي والاجتماعي مستقبلاً أنها كانت مجرد شعارات ليس إلا، حسب مراقبين، بسبب محدودية تجربة اليمين المتطرف وزعيمته في تدبير شؤون البلاد.