قال موقع Intelligence Online الاستخباراتي الفرنسي، الأربعاء 19 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن رئيس جهاز المخابرات في السلطة الفلسطينية ماجد فرج يفقد سيطرته في الضفة الغربية مع ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة ضد الاحتلال، والدعم الشعبي المتزايد للمجموعات التي تشكلت في الآونة الأخيرة.
بحسب الموقع الاستخباراتي فإن التوترات الراهنة في الضفة الغربية دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، إلى عقد اجتماع عاجل حول ضرورة دعم الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية، مع مجلس الوزراء الأمني المصغر في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
وأعلنت مجموعة عرين الأسود، التي ظهرت في أغسطس/آب 2022، من رحم كتيبة نابلس، مسؤوليتها عن عديد من الهجمات ضد القوات الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة، ورفضت الامتثال لمناشدة السلطة الفلسطينية وقف نشاطها.
في 13 أكتوبر/تشرين الأول، اعترف محافظ نابلس، إبراهيم رمضان، صهر فرج والمسؤول البارز سابقاً في الأمن الوقائي، بأن السلطة الفلسطينية ليست لديها سيطرة على الفصائل الجديدة، التي لا يتبع أعضاؤها المسلحون الشباب أي تراتبية تنظيمية.
فيما يتعرض فرج لانتقادات من السكان الفلسطينيين؛ لاستمراره في التعاون مع تل أبيب، وقد فقد كذلك حظوته لدى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، التي ينتابها القلق من أنه يفشل في تأدية دوره.
فيما طلب وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، من السلطة الفلسطينية أن تكثف عملياتها في المناطق التي تقع تحت سيطرتها، وفي غضون ذلك يواصل فرج محادثاته باستمرار مع الشاباك، الذي يرأسه رونين بار، وهو الجهاز المسؤول عن تنفيذ عدد من المداهمات والاعتقالات في الضفة الغربية.
كما سافر فرج إلى واشنطن في 3 أكتوبر/تشرين الأول؛ لمناقشة الموقف في الضفة الغربية مع مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وصاحبه في هذه الزيارة حسين الشيخ، الذي تتعاظم التوقعات حوله بأنه سيخلف محمود عباس على رأس السلطة الفلسطينية.
قلق إسرائيلي من اندلاع انتفاضة
تأتي هذه المعلومات في وقت تتوقع فيه إسرائيل اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة في الضفة الغربية.
المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، رون بن يشاي، قال إن "موضوعاً واحداً الآن يشغل الجيش الإسرائيلي، وجهاز الشاباك (الأمن العام) أكثر من الاتفاق النووي الإيراني، وحتى أكثر من تحذيرات الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، وهو حالة الغليان التي تتزايد في الضفة الغربية خاصة في شمالها، والتي قد تتطور وتتحول لانتفاضة شعبية عنيفة".
ولكن تتواصل عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، رغم الإجراءات الأمنية الإسرائيلية وحملات الاعتقال الواسعة.
وأفادت تقارير بأن الولايات المتحدة أعربت لإسرائيل عن قلقها من تصاعد التوترات في الضفة الغربية، حيث يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية مستمرة منذ أشهر، تهدف إلى منع المقاومين الفلسطينيين من تنفيذ هجمات.
فيما حذّر ضابط إسرائيلي سابق كبير، من أن سيناريو انهيار السلطة الفلسطينية يشكل تهديداً استراتيجياً متعدد الأبعاد لدولة الاحتلال الإسرائيلي.