أطلقت أكبر شبكة لبنوك الطعام في بريطانيا، الخميس 20 أكتوبر/تشرين الأول 2022، نداء طوارئ للحصول على دعم لأنشطتها، محذرة من أقسى شتاء على الإطلاق يواجه فيه عدد متزايد من الناس خطر الجوع في أزمة متفاقمة لغلاء المعيشة.
حيث قالت منظمة "تراسيل تراست"، التي تدعم شبكة تضم 1300 بنك طعام في أنحاء بريطانيا، إنها شهدت زيادة كبيرة في مستويات اللجوء إليها، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
كما قالت المنظمة إن الحصص الغذائية التي وزعتها في شهرَي أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول شهدت زيادة 46 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021. وتوقعت المنظمة توزيع 1.3 مليون حصة غذائية في الأشهر الستة المقبلة، نصف مليون منها موجّه للأطفال.
لكن المنظمة قالت إن الطلب يفوق التبرعات للمرة الأولى، مما يعني أن بنوك الطعام اضطرت إلى شراء المزيد من الطعام بنفسها. وقالت إن هذا لا يساعد على استدامة توفير المساعدات.
كما أوضحت إيما ريفي، الرئيسة التنفيذية للمنظمة: "في مواجهة العاصفة الكاملة من ارتفاع أسعار الطاقة والتضخم والركود المحتمل التي تدفع الناس إلى هوة أعمق من الفقر، يتسبب ارتفاع كلفة المعيشة في موجة عاتية من الحاجة لبنوك الطعام".
أضافت: "لم نرغب قط في إطلاق نداء مثل هذا.. تمنينا لو لم تكن هناك حاجة بالمرة لبنوك الطعام؛ لكنها تقف حالياً في مواجهة طوارئ كلفة المعيشة هذه، وليس لدينا خيار آخر". وطالبت ريفي الحكومة بتقديم حزمة مساعدات تستهدف مباشرة منخفضي الدخل.
تزايد مستويات الجوع في بريطانيا
يأتي ذلك بعد يومين من تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية قالت فيه إن ملايين الأشخاص أُجبروا على تفويت وجبات خلال اليوم أو قضاء يوم كامل بدون تناول أي طعام، وذلك خلال الشهور الأخيرة، وفقاً لما أوردته بيانات جديدة.
فمع تعمق أزمة تكاليف المعيشة في بريطانيا، عانت عائلة واحدة من بين كل خمس عائلات تقريباً من ذوي الدخل المنخفض، من انعدام الأمن الغذائي في سبتمبر/أيلول 2022، مما يعني أن مزيداً من الأشخاص جاعوا أكثر مما حدث خلال الأسابيع الفوضوية الأولى لإغلاقات جائحة كوفيد-19، وذلك حسبما قالت جمعية Food Foundation الخيرية.
تقول أحدث بيانات الجمعية إن مستويات الجوع في بريطانيا بلغت أكثر من الضعف خلال يناير/كانون الثاني 2022، مما يعني أن 10 ملايين بالغ و4 ملايين طفل كانوا غير قادرين على تناول وجباتهم بانتظام في شهر سبتمبر/أيلول 2022، مما أثار دعوات لاتخاذ تدابير أقوى لحماية الأسر الضعيفة.
كذلك فقد تضمنت هذه الدعوات طلب إتاحة وجبات مدرسية مجانية لـ800 ألف طفل آخر، في خضم تقارير تقول إن أطفال المدارس الجائعين يسرقون الطعام من زملائهم في الدراسة، ويفوّتون وجبات الغداء لعدم قدرتهم على تحمل الوجبات المدرسية، أو يجلبون معهم وجبات غداء تحتوي على شريحة خبز واحدة فحسب.
من جهة أخرى، فقد أدان النشطاء أيضاً إصرار الحكومة على خفض قيمة الإعانات، التي يقدر أنها ستكلف العائلات التي تكافح بالفعل، مئات الجنيهات سنوياً. وقد وجدت بيانات الجمعية أن أكثر من نصف مستحقي المساعدات يكافحون من أجل العثور على الطعام الذي يحتاجونه.
حيث وصف السير مايكل مارموت، خبير الصحة العامة البارز في بريطانيا، ارتفاع مستويات الجوع بـ"المقلقة"، وأبلغ صحيفة The Guardian بأنها ستحمل آثاراً صحية مدمرة على الفئات الأضعف بالمجتمع، بما في ذلك تكرر الإصابة بالضغط العصبي والأمراض العقلية وأمراض السمنة ومرض السكري وأمراض القلب.
انعدام الأمن الغذائي
من جانبها، فقد تعقبت منظمة The Food Foundation انعدام الأمن الغذائي منذ ما قبل الجائحة بقليل، واستخدمت استقصاءات ممثلة على الصعيد الوطني لأكثر من 4200 بالغ.
خلال أول أسبوعين من الإغلاق المشهود في مارس/آذار وأبريل/نيسان 2020، فوتت 14% من العائلات وجبات بسبب فراغ أرفف البقالات والأسواق المركزية، وتعطل سلاسل إمدادات الغذاء بدرجة كبيرة في بريطانيا.
في حين أظهرت الاستقصاءات التالية انخفاض مستوى انعدام الأمن الغذائي، واستقراره عند مستوى 7-8%، بعد أن طبقت الحكومة برنامجاً لدعم الأسر التي تكافح خلال الجائحة، بما في ذلك زيادة قيمة الإعانات بـ20 جنيهاً إسترلينياً أسبوعياً، وتمويل بنوك الطعام بالإمدادات الغذائية الطارئة.
لكن منذ شهر يناير/كانون الثاني 2022، أدى ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، مصحوباً برفع إعانة جائحة كوفيد، إلى التعجيل بارتفاع مستوى الجوع. ورغم اتخاذ الحكومة تدابير لدعم تكاليف المعيشة، قالت أكثر من ثلثي الأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي إنها طبخت طعاماً أقل أو أطفأت الثلاجات كي تخفض تكاليف الطاقة.