ألقت وسائل إعلام ماليزية الضوء على المنتجع الذي شهد اختطاف الناشط الفلسطيني عمر البلبيسي، والتحقيق معه من شبكة تجسس تابعة للموساد الإسرائيلي في كوالالمبور، قبل أن تتمكن المخابرات الماليزية من الوصول إلى الخاطفين خلال 24 ساعة، واعتقالهم وتحرير الرهينة.
كانت أجهزة الأمن في ماليزيا قد أعلنت تفكيك شبكة تجسس تابعة لجهاز الموساد الإسرائيلي، تضم 11 ماليزياً، وقد اختطفت خبيراً فلسطينياً في تكنولوجيا المعلومات في 28 سبتمبر/أيلول 2022.
بحسب صحيفة New Straits Times الماليزية، الخميس، 20 أكتوبر/تشرين الأول 2022، فإن المرء لأول وهلة يظن الشاليه الذي اختطف فيه الناشط الفلسطيني، عقاراً مهجوراً، لولا مظهره النظيف الذي يجري الاعتناء به جيداً، والأفراد الذين يؤدون أعمال الصيانة من وقتٍ لآخر.
كما تشير الصحيفة إلى أنه يجب على المرء أن يقطع مسافة كيلومترين داخل طريقٍ خاص، يُخيم عليه الهدوء بقدر الشاليه نفسه، من أجل الوصول إليه. كما تُحيط الغابات الثانوية بجانبي الطريق. وتنتشر بعض المنتجعات الأخرى بطول الطريق، لكن الهدوء يخيم عليها أيضاً.
لا شك أن المجموعة التي وصلت إلى المنتجع الذي يقع فيه كانت تعتمد على هدوئه وعزلته من أجل تأدية "عملها"، فأقرب منطقة عمرانية منه تقع على بُعد كيلومتر تقريباً.
إدارة المنتجع لم تدرِ بشيء
حجزوا غرفةً تُطل على الغابة في الجزء الخلفي من المنتجع، حتى يتمكنوا من تأدية أعمالهم بعيداً عن الأنظار.
تتبعت الصحيفة الماليزية مسارهم المتوقع لتكتشف أن عملاء الموساد المحليين تنقلوا بسيارتين، واضطروا لجرّ ضحيتهم خارج إحدى المركبتين، واقتياده عبر الدرج وصولاً إلى غرفة مساحتها 37 متراً مربعاً.
فيما جرى تقييده وتعذيبه داخل تلك الغرفة بواسطة المجموعة، بالإضافة إلى استجوابه عبر مكالمة فيديو بواسطة رجلين إسرائيليين، يُعتقد أنهما من عملاء الموساد.
استمرت محنة الفلسطيني لمدة 24 ساعة، تعرّض خلالها لمعاناةٍ كبيرة وإصابات في الرأس، والجسم، والساقين، مع ذلك كان الفلسطيني محظوظاً، لأن الشرطة تلقت بلاغاً بما حدث، وفتحت تحقيقاتها التي قادتها إلى المنتجع.
وداهم فريقٌ من الشرطة المجمع لتحرير الفلسطيني المُختطَف في عمليةٍ حملت اسم "عملية العقرب".
بينما قال متحدثٌ باسم المنتجع للصحيفة الماليزية إن "بعض الأشخاص المجهولين يتفقدون" المكان منذ ارتبط اسمه بالقضية، فيما أوضح أن المنتجع تعرّض لسيلٍ من التعليقات التي ربطت بين طريقة إدارته والواقعة على الشبكات الاجتماعية.
وأردف أن دور الموظفين يقتصر على تسهيل الحجوزات للنزلاء، ولا يمتلكون معلومات أخرى عن النزلاء بخلاف ذلك.
قال: "ليست لدينا أدنى فكرة عما يفعله النزلاء، ولا يمكننا التحكم في الأمر"، مضيفاً أن المنتجع بدأ يفقد زبائنه بعد أن ألغى العديد من النزلاء حجوزاتهم عقب ربط اسم المنتجع بالقضية.