أعلن جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك" اعتقال 3 فلسطينيين من الداخل المحتل عام 1948، بعد الاشتباه في تقديمهم معلومات حساسة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تتعلق بالبنية التحتية للاتصالات في إسرائيل.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الخميس 20 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن الرقابة العسكرية الإسرائيلية سمحت بنشر تفاصيل اعتقال "خلية سيبرانية" قامت بتزويد حركة "حماس" بمعلومات حساسة.
وزعم "الشاباك" أن المعتقلين الثلاثة، وهم من فلسطينيي الداخل المحتل، كانوا يخططون لتنفيذ هجمات سيبرانية تستهدف شركة "سيليكوم" للاتصالات خلال أي مواجهة عسكرية مستقبلية ضد أي جبهة.
قالت الصحيفة الإسرائيلية إن إدارة "السايبر" التابعة لمكتب المدعي العام الإسرائيلي قدّمت لائحة اتهام ضد المعتقلين الثلاثة.
وفقاً للائحة الاتهام فإنه "منذ عام 2004 عمل أحد المتهمين لدى شركة سيليكوم مهندس برمجيات، وكجزء من دوره حصل على أذونات وصول واسعة جداً إلى أنظمة الكمبيوتر والمعلومات في الشركة".
ادّعت اللائحة أن المتهم التقى خلال عام 2017، في أثناء وجوده بتركيا، مسؤولين محليين في "حماس"، وبحسب مزاعم "الشاباك" فإن المتهم استجاب لطلب مسؤولي "حماس" وقدّم معلومات حسّاسة عن البنية التحتية للاتصالات في "إسرائيل"، كان قد تعرّض لها كجزء من عمله والتي لا يمكن للجمهور الإسرائيلي الوصول إليها.
كما ادّعى "الشاباك" أن المتهم المذكور كان يهدف من خلال تقديم هذه المعلومات إلى مساعدة حركة حماس على "إلحاق ضرر بهذه البنى التحتية، خاصة في أوقات الحروب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة".
وحدة السايبر القسّامية
والخميس 13 أكتوبر/تشرين الأول 2022، كشفت "كتائب القسّام"، الجناح المسلح لحركة "حماس" الفلسطينية، عن وحدة "سلاح السايبر" التي تأسست للعمل ضد إسرائيل منذ 8 أعوام.
وقال القيادي في "حماس"، زكريا أبو معمر، في كلمة خلال حفل تأبينيّ نظمته "كتائب القسام" بمدينة غزة، لأحد قادتها، جمعة الطحلة، الذي قُتل خلال حرب إسرائيل على قطاع غزة في مايو/أيار 2021، إن "وحدة سلاح السايبر انطلقت عقب انتهاء معركة العصف المأكول (2014)، وقد استهدفت منظومات العدو (إسرائيل) الحيوية"، كما قال إن "سلاح السايبر سيطر على نظام صفارات الإنذار لدى العدو وسيطر عليه".
عن حياة الطحلة، قال أبو معمر إنه وُلد عام 1962 بمنطقة رأس العين في العاصمة الأردنية عمّان، لأسرة فلسطينية تعود أصولها لمدينة الرملة التي هجّرت عنها عام 1948 إلى قطاع غزة، قبل أن تنتقل العائلة إلى الخليل ومن ثم إلى الأردن.
وأوضح أن "الطحلة شارك في مقاومة الاحتلال في بيروت عام 1982، ثم انضمّ إلى القسّام وعمل في دائرة التصنيع العسكري بللخارج وتسلم ملفّ الصواريخ، ثم ملفّ الطائرات المسيّرة، وبعدها ملف السايبر، بعد تمكنه من دخول القطاع عام 2011".
بدورها، قالت "كتائب القسام" في بيان: "أنجز القائد (الطحلة) في تأهيل هذا السلاح (السايبر) وتطويره".
أفادت بأنه "أشرف بشكلٍ مباشر على تنفيذ عدة هجمات سيبرانية على مواقع العدوّ العسكرية المحاذية لقطاع غزة، وقاد عملية استهداف منظومات العدوّ الحيوية، إضافة إلى مؤسسات ومعاهد عسكرية"، وفق البيان.
وأوضحت "القسّام" أنه "في مايو/أيار 2019، نفذت الوحدة هجمة كبيرة على أهداف للاحتلال تم تحديدها ورصدها مسبقاً، طالت 30 ألف هدف، معظمها لمنشآت أمنية وعسكرية وقواعد عسكرية".
وقالت إن هذا "الأمر حاول الاحتلال وقفه بكلّ الوسائل وضمنها القصف الجوي، لكنه فشل في ذلك".
بحسب بيان "القسام"، أنشأ الطحلة جيشاً أطلق عليه "جيش القدس الإلكتروني".
وذكرت أن "جيش القدس تقوم فكرته على حشد أكبر قدر ممكن من الطاقات الشابّة والفاعلة على مستوى أمتنا العربية والإسلامية التي لديها خبرة في المجال السيبراني، وتوجيهها لشن هجمات سيبرانية ضد مصالح العدو ومنظوماته".