أقر القائد الجديد للقوات الروسية في أوكرانيا، الأربعاء 19 أكتوبر/تشرين الأول 2022، بوجود ضغوط تتعرض لها قواته جراء الهجمات الأوكرانية التي تهدف لاستعادة المناطق الجنوبية والشرقية التي أعلنت موسكو ضمها قبل أسابيع فقط، وذلك في اعتراف نادر من مسؤول روسي حول وضع الحرب مع أوكرانيا.
وفي مؤشر آخر على القلق الروسي، أعلن رئيس منطقة خيرسون الجنوبية الاستراتيجية المعين من الكرملين في وقت سابق عن "نزوح منظم وتدريجي" للمدنيين من أربع بلدات على نهر دنيبرو.
سيرجي سوروفكين، وهو جنرال في سلاح الجو يقود الآن قوات الحرب الروسية، قال في تصريحات لقناة روسيا 24 التلفزيونية الإخبارية: "يمكن وصف الموقف في منطقة 'العملية العسكرية الخاصة' بأنه متوتر". وبشأن خيرسون، قال سوروفكين: "الوضع في هذه المنطقة صعب؛ العدو يتعمد قصف البنية التحتية والمباني السكنية في خيرسون".
آخر التطورات الميدانية
ويأتي هذا في وقت تراجعت فيه القوات الروسية في تلك المنطقة مسافة تتراوح بين 20 و30 كيلومتراً في الأسابيع القليلة الماضية، وهي معرضة لخطر الوقوع في حصار عند الضفة الغربية لنهر دنيبرو الذي يبلغ طوله 2200 كيلومتر والذي يشطر أوكرانيا.
فلاديمير روجوف، عضو المجلس الذي عينته موسكو ليحكم زابوريجيا، قال من جانبه إن قوات كييف كثفت قصفها الليلي على إنيرهودار التي تسيطر عليها روسيا، وهي مدينة يعيش فيها العديد من موظفي محطة زابوريجيا النووية.
وأضاف عبر تطبيق تيليغرام للمراسلة إن نيران المدفعية أصابت ضواحي البلدة ووقعت عشر ضربات حول محطة للطاقة الحرارية، فيما قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي إنه يتوقع العودة "قريباً" إلى أوكرانيا، وسط مفاوضات لإقامة منطقة حماية أمنية حول محطة زابوريجيا التي تحتلها روسيا، وهي المحطة النووية الأكبر في أوروبا.
وتقع المحطة في واحدة من أربع مناطق أوكرانية أعلنت موسكو ضمها إليها، لكنها تسيطر عليها جزئياً فقط، والمناطق الثلاث الأخرى هي: خيرسون، ودونيتسك ولوغانسك الواقعتان على الحدود الشرقية وتعرفان معاً باسم دونباس.
أوكرانيا تحشد القوات
سوروفكين قال إن مواقع القوات الروسية في كوبيانسك وليمان في شرق أوكرانيا وفي المنطقة بين ميكولايف وكريفي ريه في خيرسون تتعرض لهجوم مستمر، وبدا أنه يقر بوجود خطر من تقدم القوات الأوكرانية نحو مدينة خيرسون، التي تقع بالقرب من مصب نهر دنيبرو على الضفة الغربية.
واستولت روسيا على المدينة في الأيام الأولى من الغزو، ولا تزال هي المدينة الأوكرانية الرئيسية الوحيدة التي استولت عليها قوات موسكو دون إلحاق الضرر بها، فيما حذر مسؤولون مدعومون من روسيا من أن الهجوم الأوكراني قد يكون وشيكاً.
إذ قال فلاديمير سالدو، رئيس منطقة خيرسون الذي عينته روسيا، إن خطر هجوم القوات الأوكرانية أدى إلى اتخاذ قرار بإجلاء بعض المدنيين من أربع بلدات. وأضاف في بيان مصور: "الجانب الأوكراني يحشد قواته لشن هجوم واسع النطاق"، وأردف قائلاً إن الجيش الروسي يستعد لصد الهجوم، و"حيثما يعمل الجيش لا مكان للمدنيين".
وابل من الصواريخ والطائرات المسيرة
ويأتي هذا بعد أن شنت روسيا الأسبوع الماضي أكبر موجة من الضربات الصاروخية على أوكرانيا منذ بداية الغزو، ووصف بوتين الضربات الجوية التي استخدمت الصواريخ والطائرات المسيرة بأنها رد انتقامي على تفجير جسر روسي يؤدي إلى شبه جزيرة القرم.
ولم تعلن أوكرانيا مسؤوليتها عن تفجير الجسر، لكنها احتفلت به.
ودعت أوكرانيا خبراء الأمم المتحدة لفحص ما تقول إنها طائرات مسيرة إيرانية الأصل تستخدمها روسيا في انتهاك لقرار صادر عن مجلس الأمن الدولي، وذلك وفقاً لرسالة اطلعت عليها رويترز.
فيما قال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تعتزم طرح الاتهام المتعلق بنقل أسلحة إيرانية إلى روسيا في اجتماع مغلق لمجلس الأمن اليوم الأربعاء.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من جهته، إن اعتماد موسكو على طائرات مسيرة إيرانية الصنع يكشف أنها "أفلست من الناحيتين العسكرية والسياسية".
وتتهم أوكرانيا روسيا باستخدام طائرات شاهد-136 كطائرات "كاميكازي"، وهو لفظ يشير إلى الطيارين الانتحاريين اليابانيين في الحرب العالمية الثانية. وتنفي إيران إمداد موسكو بها، كما ينفي الكرملين استخدامها.
ومع ذلك، قال مسؤولان إيرانيان كبيران ودبلوماسيان إيرانيان لرويترز إن طهران وعدت بتزويد موسكو بمزيد من الطائرات المسيرة وصواريخ أرض-أرض.
وقال زيلينسكي إن روسيا دمرت ما يقرب من ثلث محطات الطاقة الأوكرانية في الأسبوع المنصرم، وأضاف أن روسيا استهدفت أكثر من عشر مناطق في الساعات الأربع والعشرين الماضية، وحث الأوكرانيين على تقليص استهلاك الكهرباء في المساء.