نشرت وسائل إعلام أولى الصور النادرة للتخريب الذي تعرّض له خط أنابيب "نورد ستريم"، الناقل للغاز الروسي لأوروبا، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من تفجيره بـ"قوة هائلة"، فيما يُشتبه أن يكون عملاً تخريبياً.
توضح اللقطات التي نشرتها السويد، الثلاثاء 18 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أن جزءاً يتجاوز 50 متراً من خط الأنابيب، إما أنه دُمِّر أو دُفن أسفل قاع البحر، في أعقاب انفجار وقع في 26 سبتمبر/أيلول، بحسب صحيفة The Daily Mail البريطانية.
وظهرت الصور في حين تقول الشرطة الدنماركية إن "انفجارات قوية" كانت وراء الأضرار التي لحقت بخطَّي أنابيب نورد ستريم 1 و2 في الجانب الدنماركي من بحر البلطيق، وذلك وفقاً لما ورد في التحقيقات الأولية.
تُحقق السلطات الدنماركية والسويدية في الثقوب الأربعة في خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2. صحيحٌ أن تسريبات الغاز كانت في المياه الدولية، لكن اثنين منها كانت في المنطقة الاقتصادية الخالصة للدنمارك، فيما كان اثنان آخران في المنطقة الخاصة بالسويد.
لم يتضح أي جزء في خط أنابيب نورد ستريم 1 ظهر في الفيديو، لكن الأرجح أن ما ظهر هو الجزء الذي كانت السويد تُجري تحقيقاتها حوله، الذي يقع شمال شرق جزيرة بورنهولم الدنماركية.
رغم أن خطَّي الأنابيب كانا خارج الخدمة فإنهما كانا يحتويان على الغاز قبل التعرض للتخريب الواضح.
تفاصيل جديدة عن التخريب
في الفيديو الذي نشرته صحيفة Expressen السويدية، يظهر شق هائل والتواء في المعدن الخاص بخط الأنابيب، الذي يقع على عمق 80 متراً أسفل سطح البحر.
ويمكن مشاهدة شق عميق في قاع البحر عند المكان الذي كان خط الأنابيب مستقراً فيه قبل الانفجارات.
أوضحت الصحيفة أن الفيديو التُقط الإثنين، 17 أكتوبر/تشرين الأول، ويظهر من خلاله أن أكثر من 50 متراً من خط الأنابيب، إما أنها مفقودة أو مدفونة تحت قاع البحر، ويمكن رؤية شقوق طويلة في قاع البحر عند الطريق المؤدي إلى الأنبوب المنفجر.
قال تروند لارسن، قائد الغواصة المسيرة، الذي يعمل مع الشركة النرويجية Blueye Robotics: "القوة الهائلة فقط هي التي تستطيع أن تلوي معدناً بهذا السمك، وبالطريقة التي نشاهدها"، وذلك في حديثه مع صحيفة Expressen.
وأضاف لارسن، الذي قاد الغواصة التي التقطت الفيديو، أنه من الممكن مشاهدة "تأثير كبير للغاية في قاع البحر حول الأنبوب".
وقالت صحيفة Expressen إن الانفجارات بلغت قوتها 2.3 درجة على مقياس ريختر.
وقالت شرطة كوبنهاغن في بيان، إنها أجرت عدداً من التحقيقات الأولية حول ما وصفته بـ"مسرح الجريمة".
وأبلغ وزير الدفاع الدنماركي مورتن بودسكوف قناة TV2 الدنماركية: "إنه خطير للغاية، ولا يمكن أن يكون حادثاً بأي شكل، إنه ليس مخططاً فحسب، بل إنه مخطط بعناية".
فيما قال الكرملين، الثلاثاء، إن التحقيقات حول التفجيرات التي لحقت بخط أنابيب نورد ستريم في بحر البلطيق، يبدو أنها أُجريت بنيِّة إلقاء اللوم كذباً على روسيا.
وقد ظهرت هذه اللقطات بعد أن قالت الشرطة النرويجية، الإثنين، إنها ألقت القبض على 4 روس يُشتبه في انتهاكهم حظر التصوير، نظراً إلى أن البلاد تخشى من وقوع تخريب محتمل في مواقع البنية التحتية المهمة.
وجاء إعلان شرطة النرويج في أعقاب إلقائها القبض على روسيين في حادثين منفصلين في الأسبوع الماضي. واتُّهم الروسيان بقيادة طائرة مُسيرة بصورة غير قانونية، والتقاط صور أو فيديوهات.
اعتقلت الشرطة الروس الأربعة شمالي النرويج، داخل سيارة تحمل لوحة أرقام روسية الخميس الماضي، 13 أكتوبر/تشرين الأول، وظلوا محتجزين لأسبوع، وذلك وفقاً لبيان الشرطة المحلية.
ولم تكشف الشرطة عن مواضع اهتمام الروس الأربعة- وهم ثلاثة رجال وامرأة- لكنها قالت إنهم التقطوا صوراً لأشياء تقع ضمن نطاق حظر التصوير.