وصلت رئيسة الوزراء البريطانية، ليز تراس، إلى منصبها منذ أقل من ستة أسابيع، لكن بعض النقاد يقولون إن أيامها في المنصب صارت معدودة بالفعل؛ نظراً إلى أنها تغامر بتعليق مسيرتها السياسية على وضع اقتصادي مترنح تتحمل هي جزءاً كبيراً من اللوم للتسبب فيه، وفق ما نقلته صحيفة The Washington Post الأمريكية، السبت 15 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
حتى إنها صارت كذلك محل سخرية النكات البريطانية، وأبرزها كانت مقارنةً بنبتة الخس، وهي نكتة أطلقتها صحيفة The Economist البارزة وصحيفة The Daily Star الشعبية الترفيهية التي تصف نفسها بأنها "موطن الأمور الفكاهية".
بدأت المزحة بمقال نشرته صحيفة "الإيكونوميست"، شبّه ليز بـ"المرأة الجليدية"، وتنبأ صراحة بأن طول مسيرتها المهنية يعادل "مدة صلاحية نبتة الخس على رف المطبخ".
بث مباشر للمنافسة بين ليز وخسّة!
وبقدوم يوم الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول، قدمت صحيفة The Daily Star لقرائها بثاً مباشراً لنبتة خس مشتراة من البقالة (ثمنها أقل من دولار وصلاحيتها نحو 10 أيام)، وبجانبها صورة لرئيسة الوزراء، مصحوبة بسؤال: "اليوم الأول: أي نبتة خس رطبة منهما سوف تصمد؟".
وجذب البث المباشر لعملية التحلل أكثر من 380 ألف مشاهدة، إذ يتطلع المتابعون إلى معرفة ما إذا كانت المسيرة السياسية لليز تراس سوف تنتهي أسرع أم أن نبتة الخس سوف تنتهي صلاحيتها أسرع.
بينما وصفت الصحيفة رئيسة الوزراء بأنها "بطة عرجاء" في أعقاب "يوم فوضوي مشين"، وهو الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول حينما أقالت وزير المالية في حكومتها كواسي كوارتنج، بعد 38 يوماً فقط في المنصب، وتراجعت عن السياسات الضريبية؛ في محاولة لضمان استقرار الاقتصاد المترنح.
كان كوارتنج، الذي دخل التاريخ باحتلاله المركز الثاني في قائمة مستشاري الخزانة الأقصر مدة في تاريخ بريطانيا، موضوع نكات هو الآخر أطلقتها الصحافة البريطانية، التي أشارت إلى أن مستشار الخزانة الأقصر مدةً في تاريخ بريطانيا ترك منصبه بعد 30 يوماً فقط ولكن بسبب وفاته وليس إقالته، وذلك في إشارة إلى إين ماكلويد، الذي توفي عام 1970.
صلاحية الجُبن في الثلاجة أطول!
وانتشر وسم #lettuceliz (وهي كلمة تجمع لفظة "الخس" الإنجليزية بالاسم الأول لرئيسة الوزراء) السبت 15 أكتوبر/تشرين الأول، على منصات التواصل الاجتماعي، مع تباين مشاعر المستخدمين بين السخرية والضحك والتعبير عن حزنهم بسبب ما آلت إليه الشؤون الوطنية.
حيث كتب أحد مستخدمي تويتر: "ذلك مجرد غيض من فيض". فيما كتب آخر: "عبقرية".
واشتكى بعض المستخدمين على الإنترنت من أن الجُبن لديهم في الثلاجة كانت صلاحيته أطول من المدة التي ظل فيها كوارتنج، في منصبه، بينما سخرت مستخدمة أمريكية وقالت: "في الولايات المتحدة نقيس هذه الأشياء بمقياس سكاراموتشي"، في إشارة إلى أنثوني سكاراموتشي، مدير إدارة الاتصالات بالبيت الأبيض السابق الأقصر مدة في المنصب، الذي استمر لنحو 11 يوماً خلال ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
"انتهى الوقت"!
كما وُجهت انتقادات أخرى لرئيسة الوزراء، بسبب عقد مؤتمر صحفي موجز على نحو غير اعتيادي، في أعقاب إعلان مغادرة كوارتنج الوزارة الجمعة، استمر لثماني دقائق و 21 ثانية فقط.
إذ وصفت صحيفة ديلي ميل المؤتمر الصحفي بــ"حادث السيارة"، ونددت الصفحة الأولى من صحيفة الغارديان بـ"يوم الفوضى"، فيما قالت صحيفة ميرور البريطانية الشعبية ببساطة: "انتهى الوقت".
وفي غضون ذلك، تطالب الأحزاب السياسية المتنافسة في بريطانيا بإجراء انتخابات عامة.
بدوره، قال كير ستارمر، زعيم حزب العمال، الذي يتقدم حزبه حالياً في استطلاعات الرأي، إن "تغيير مستشار الخزانة لن يبطل الضرر الذي أحدثه مسؤولو داوننغ ستريت (مقر رئاسة الوزراء). نهج ليز تراس المتهور حطم الاقتصاد، وتسبب في ارتفاعات شديدة في قروض الرهن العقاري، وقوّض مكانة بريطانيا على المسرح العالمي. نحتاج إلى تغيير الحكومة".
وعبر حزب الديمقراطيين الليبراليين، الأقل قوةً، عن آراء مماثلة، إذ قال: "طفح الكيل. بدأ إخفاق بلادنا على يد بوريس جونسون، والآن ليز تراس حطمت اقتصادنا. حان الوقت لأن تكون الكلمة للشعب".