اندلعت احتجاجات ليلية في العاصمة تونس، مساء الجمعة 14 أكتوبر/تشرين الأول 2022، حيث أطلقت الشرطة التونسية قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين، الذين احتجوا تنديداً بوفاة تلميذ قالوا إنّ الشرطة تسببت في مقتله.
منطقة حي التضامن بالعاصمة تونس شهدت صدامات بين عناصر من قوات الحرس الوطني ومتظاهرين، احتجاجاً على وفاة التلميذ مالك السليمي، الذي حمّل المحتجون الشرطة مسؤولية قتله عمداً، بينما لم يصدر أي تعليق من وزارة الداخلية التونسية.
المحتجون الغاضبون أحرقوا العجلات المطاطية، وقاموا بإغلاق الطرقات ورشق عناصر الشرطة بالحجارة، كما طالب المحتجون بفتح تحقيق، وإيقاف ومحاسبة المتورطين في مقتل الشاب، وإحالتهم إلى العدالة بتهمة القتل العمد.
وكشف مصدر أمني لموقع تونسي أنّ الاحتجاجات كانت بالتزامن مع تشييع جثمان الشاب، الذي تُوفي متأثّراً بإصاباته على مستوى الرقبة والظهر، والذي كان مقيماً بالمستشفى منذ نحو 3 أسابيع، إثر سقوطه في خندق محاذٍ للمركب الجامعي المنار، وعلى مستوى منطقة العمران الأعلى، وذلك خلال محاولته تسلّق جدار والهروب فور مشاهدته دوريّة أمنيّة بالمنطقة، على حد قوله.
ويأتي هذا الغضب الشعبي في وقت يعيش فيه التونسيون ظروفاً اقتصادية صعبة، وتعاني تونس أزمة اقتصادية ومالية تفاقمت حدتها جراء تداعيات جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا، إضافة إلى عدم استقرار سياسي تعيشه البلاد، منذ بدأ الرئيس قيس سعيّد فرض إجراءات استثنائية، في 25 يوليو/تموز 2021.