قال مصدران مطلعان على مجموعة فاغنر شبه العسكرية، لموقع Middle East Eye البريطاني، في تقرير نشره الخميس 6 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن المجموعة، وهي منظمة عسكرية خاصة مدعومة من روسيا، زادت من جهود التجنيد خارج روسيا بعد تكبُّدها خسائر فادحة في جنوب أوكرانيا.
قالت المصادر إن فاغنر تخسر مقاتليها ومعداتها بسبب الفوضى داخل الجيش الروسي نفسه، فغالباً ما يتشاجر الجنود مع وحدات المرتزقة، وقد أجبر الجيش الأوكراني مقاتلي فاغنر على الخروج من مواقع مهمة استراتيجياً مثل مدينة ليمان، على حد قولهم.
فاغنر تجند مزيداً من القوات
في سياق متصل سيطرت القوات الأوكرانية على مساحات شاسعة من الأراضي في هجوم مضاد بدأ في سبتمبر/أيلول 2022، ودفعت القوات الروسية خارج منطقة خاركيف وتحركت شرقاً عبر نهر أوسكيل.
بحسب المصادر، سعت فاغنر إلى تجديد قواتها بتجنيد مرتزقة من تركيا وصربيا وتشيكيا وبولندا والمجر وألمانيا وكندا ومولدوفا ودول أمريكا اللاتينية. وتجذب المجموعة المقاتلين بدخلٍ أعلى من المعتاد.
قبل الحرب، كانت فاغنر تدفع لمقاتليها ما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف دولار شهرياً، لكن المصادر قالت إن هذه المعدلات ارتفعت الآن إلى عشرة آلاف دولار.
يُعتقد أيضاً أن فاغنر قد اتصلت بجماعات الجريمة المنظمة المحلية في أمريكا اللاتينية والدول الأوروبية مثل التشيك ومولدوفا والمجر.
قال أحد المصادر المطلعة على القضية لموقع Middle East Eye: "إنهم عادةً ما يجندون أشخاصاً يتمتعون بخبرة عسكرية قوية، لكن الغزو قد غيَّر فاغنر. تحاول المجموعة الوصول إلى الأفراد الذين لن يترددوا في قتل الناس ويحتاجون إلى المال".
في حين قالت المصادر إن حملة التجنيد الجديدة وُجِّهَت من قِبَلِ الأوليغارشيين الروس الذين يعيشون في أوروبا ووسطائهم، الذين هم على اتصال بجماعات الجريمة المنظمة المحلية.
وُصف هؤلاء الوسطاء بأنهم "أشخاص على دراية بالتشكيلات المحلية الموالية لروسيا، والجنود السابقين، والمنظمات الإجرامية".
تأسيس فاغنر من قدامى المحاربين الروس
تأسست مجموعة فاغنر، التي يتألف معظمها من قدامى المحاربين بالقوات المسلحة الروسية، في عام 2014، من قبل رجل الأعمال يفغيني بريغوزين، المقرب من فلاديمير بوتين، واعترف أخيراً الأسبوع الماضي، بأنه يمتلك المجموعة بعد سنوات عديدة من الإنكار.
في حين تُتَّهم المجموعة بارتكاب انتهاكات في سوريا وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى.
من ناحية أخرى، بدأت فاغنر علانية تجنيد السجناء من السجون الروسية في وقت سابق من عام 2022، وإرسالهم إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا. وبحسب المصادر، تتواصل جهود التجنيد في السجون، حيث يُمنح النزلاء عفواً ورواتب لحمل السلاح.
في سياق موازٍ أفاد موقع Middle East Eye بأن الجيش الروسي استخدم العديد من السجناء السابقين كوقود للمدافع لصرف انتباه القوات الأوكرانية، وغالباً ما تُركوا وراءهم في أثناء الانسحابات.
كذلك فقد أقر أعضاء سابقون رفيعو المستوى في المجموعة بأن فاغنر شاركت في عمليات روسية مختلفة في الخارج، مدفوعة بأموال حكومية مأخوذة من ميزانية خاصة.
انتهاكات للفاغنر في إفريقيا الوسطى
من جانبها ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية أن الولايات المتحدة اتهمت المرتزقة الروس باستغلال الموارد الطبيعية في جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي والسودان وأماكن أخرى للمساعدة في تمويل حرب موسكو بأوكرانيا، وهي تهمة رفضتها روسيا ووصفتها بأنها "غضب مناهض لروسيا".
حيث قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إن مجموعة فاغنر تستغل الموارد الطبيعية، و"هذه المكاسب غير المشروعة تُستخدم لتمويل آلة الحرب الروسية في إفريقيا والشرق الأوسط وأوكرانيا".
فيما قاتلت مجموعة فاغنر في ليبيا وسوريا وجمهورية إفريقيا الوسطى ومالي ودول أخرى. تأسست في عام 2014 بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وبدأت في دعم الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونباس الشرقية بأوكرانيا.
فضح خطط روسيا في إفريقيا
لكن في المقابل أعرب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، عن أسفه لأن غرينفيلد أثارت مسألة "الدعم الروسي للشركاء الأفارقة".
قال نيبينزيا: "هذا يفضح خططهم الحقيقية وأهدافهم التي يحتاجونها حقاً من البلدان الإفريقية"، دون الخوض في التفاصيل.
جاء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022، في وقتٍ احتدم فيه التنافس بين الغرب والصين وروسيا على الموارد الطبيعية في إفريقيا، والعلاقات التجارية والأمنية. وتشعر بعض الدول بالقلق من التعرض للضغط وسط تنافس جيوسياسي حاد.