ارتفع عدد الشركات التركية العاملة في الجزائر إلى 1300 شركة منذ توقيع اتفاقية الصداقة والتعاون بين البلدين في 23 مايو/آيار 2006، والتي ساهمت في تسريع تطور العلاقات بين البلدين، لتصبح تركيا هي المستثمر الأجنبي الأول في الجزائر حالياً.
وكان الرئيس رجب طيب أردوغان وقع مع الرئيس الجزائري الأسبق عبد العزيز بوتفليقة اتفاقية الصداقة والتعاون، والتي نصت على التزام الطرفين بتعزيز التعاون بين الجانبين، خاصة في مجال الاقتصاد والتعاون الدبلوماسي والسياسي والثقافي، إضافة أيضاً إلى عقد اجتماع رفيع المستوى بين البلدين كل عام.
يأتي هذا في وقت وقعت فيه أنقرة اتفاقية مع ليبيا للتنقيب عن النفط في المياه الاقتصادية، وهو ما يسلط الضوء على حجم التغلغل الاقتصادي التركي في دول شمال إفريقيا.
من 7 إلى 1300 شركة
وبحسب بيانات السفارة التركية في الجزائر، نجح البلدان في تحقيق خطوات كبيرة في المجال الاقتصادي خلال السنوات الـ 16 الماضية؛ وتكلل هذا النجاح بأن أصبحت تركيا الدولة التي لديها أكبر استثمار أجنبي في الجزائر.
البيانات التركية أشارت إلى أن عدد الشركات التركية العاملة في الجزائر؛ الذي لم يتجاوز 7 شركات في بداية العقد الأول من القرن الحالي، تجاوز 1300؛ والتي توفر فرص عمل لأكثر من 30 ألف شخص.
يأتي أبرز الاستثمارات التركية في الجزائر عبر شركات الحديد والصلب التي أنشأت أول شركة لها بالشراكة مع القطاع الخاص في ولاية فهران الواقعة على الساحل الغربي للجزائر.
كما وقعت شركة الطاقة الوطنية الجزائرية سوناطراك اتفاقيات لتصدير 5 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال سنوياً إلى تركيا في 2018، وذلك بالإضافة إلى بناء مصنع للبتروكيماويات في ولاية أضنة التركية بالشراكة مع شركة "رونسانس هولدينغ" Rönesans Holding.
إنجاز مشروعات بقيمة 20 مليار دولار
أنجزت صناعة المقاولات التركية العديد من المشروعات في عموم الجزائر بقيمة 20 مليار دولار. وقالت السفارة التركية في الجزائر في بياناتها إن هناك هدفاً مشتركاً بين البلدين لرفع مستوى التجارة الثنائية إلى 10 مليارات دولار خلال الفترة القادمة.
ويولي عالم الأعمال التركي أهمية للتعاون مع الجزائر في جميع فروع الصناعة، خاصة في مجال الطاقة والتعدين؛ حيث تعد الجزائر هي ثاني أكبر شريك لتركيا في إفريقيا ورابع أكبر مورد للغاز الطبيعي في تركيا.
مليارا دولار في 8 أشهر
وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الشهور الثمانية الماضية 2 مليار دولار، وذلك في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى أغسطس/آب من عام 2022. كما ارتفع فائض التجارة الخارجية إلى 882 مليون دولار في ثمانية أشهر، وقبل فترة الوباء، دخل عام 2018 التاريخ باعتباره أكبر حجم معاملات تم تسجيله بقيمة 4.4 مليار دولار بين البلدين.
وتشمل منتجات التصدير التركية الرئيسية إلى الجزائر: مركبات النقل البري وقطع الغيار ومنتجات الحديد والصلب وقطع غيار الآلات وأجزاءها والمنسوجات والمنتجات الجاهزة. فيما تشمل المنتجات المستوردة من الجزائر: الوقود المعدني والزيوت والسكر ومنتجاته والمواد الكيميائية غير العضوية.
اتفاقيات تركية مع شمال إفريقيا
وأثبتت المنتجات التركية نجاحها في دول المغرب العربي، بعد مرور أكثر من عقد ونصف على تحسّن العلاقات الاقتصادية. وفي العام 2005، وقّعت تركيا اتفاقية شراكة مع تونس، ثم أبرمت في العام التالي اتفاقية تجارية مع المغرب واتفاقية صداقة وتعاون مع الجزائر.
وارتفع حجم الاستثمارات التركية بشكل مطرد في إفريقيا؛ حيث أظهرت التقديرات أن قيمة التبادلات التجارية التركية مع القارة الإفريقية ناهزت 25.3 مليار دولار في العام 2020.