قام مستوطنون إسرائيليون، مساء الأحد، 2 أكتوير/تشرين الأول 2022، بأداء طقوس تلمودية داخل حرم المسجد الإبراهيمي بالقدس المحتلة، وأقاموا حفلاً موسيقياً في أروقته.
وأظهر مقطع فيديو تم تداوله، إقامة الحفل الموسيقي الصاخب، في ظل وجود أعداد غفيرة من المستوطنين الذين حضروا للمشاركة في أداء هذه الطقوس التلمودية، تخللها رقص وغناء استمر لأكثر من 4 ساعات متواصلة، من منتصف الليلة الماضية حتى ساعات الفجر الأولى من اليوم الإثنين.
ووفقاً لناشطين، فقد حوّلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المكانَ إلى ثكنة عسكرية، وأغلقت جميع المداخل المؤدية إلى المسجد، مصحوبة بانتشار المئات من الجنود.
من جانبه، أكد مدير الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، الشيخ حفظي أبو سنينة، أن إقامة مجموعات استيطانية حفلات راقصة في المسجد، "امتداد لمحاولة الاحتلال فرض هيمنته على المقدسات"، بحسب وسائل إعلام فلسطينية.
أبو سنينة أضاف أن ما حدث في المسجد الإبراهيمي الشريف "تعدٍّ صارخ على حُرمة المسجد وتحدٍّ خطير واستفرازٍ لمشاعر المسلمين"، موضحاً أن الاحتلال يحاول فرض هيمنته على الحرم الإبراهيمي بالقوة والسلاح.
ودعا مدير الحرم الإبراهيمي الشريف، دول العالم الإسلامي والعربي إلى الوقوف بجدية أمام ما يحدث بالمقدسات الإسلامية في فلسطين من انتهاكات "إسرائيلية" مستمرة، مشدداً على أنها للمسلمين أجمعين.
ومنذ 1994 يُقسّم المسجد الإبراهيمي إلى قسمين، أحدهما خاص بالمسلمين والآخر باليهود، إثر قيام مستوطن بقتل 29 مسلماً أثناء تأديتهم صلاة الفجر في 25 فبراير/شباط من العام ذاته.
كما تسمح إسرائيل لليهود بدخول الجزء الخاص بالمسلمين كاملاً 10 أيام في السنة، وذلك خلال الأعياد اليهودية.
ويقع المسجد الإبراهيمي، الذي يُعتقد أنه بُني على ضريح النبي إبراهيم، عليه السلام، في البلدة القديمة من الخليل الخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي، ويسكنها نحو 400 مستوطن، يحرسهم قرابة 1500 جندي.
وتحتفل دولة الاحتلال الإسرائيلي بعدد من الأعياد اليهودية، من بينها عيد رأس السنة العبرية، وعيد الغفران، وعيد العرش، وعيد التوراة، وهي أعياد يفرض خلالها الجيش الإسرائيلي إغلاقاً تاماً على الضفة الغربية وقطاع غزة، بما في ذلك الحواجز والمعابر، كما يتم إغلاق الحرم الإبراهيمي 10 أيام في السنة.