بعدما فازت مرشحة اليمين المتطرف في إيطاليا، جورجيا ميلوني، بالانتخابات الإيطالية التي جرت يوم الأحد 25 سبتمبر/أيلول 2022، تساءل عرب على شبكات التواصل الاجتماعي عن سبب كتابة ميلوني لحرف "ن" باللغة العربية بجانب اسمها، على حسابها الرسمي في تويتر.
هذا الحرف المثير للانتباه في حساب ميلوني، وضعته السيدة التي ستصبح أول رئيسة وزراء لإيطاليا في العام 2014، ويعود السبب في وضعه إلى الفترة التي سيطر فيها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على مساحات واسعة في سوريا والعراق.
كان التنظيم يضع حرف "ن" على الممتلكات المملوكة للمسيحيين، وحرف "ن" الذي كان التنظيم يكتبه على الجدران، هو اختصار لكلمة "نصارى".
ميلوني كتبت يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول 2014، على حسابها في تويتر: "تضامناً مع المسيحيين الذين ذبحهم داعش، حرف (ن) هو الحرف الذي يوصم به الإرهابيون المسيحيين".
تتخذ ميلوني البالغة من العمر 45 عاماً موقفاً مناهضاً للمهاجرين، وفي مناسبات عدة ذكرت ميلوني الإسلام وكانت تربط بينه وبين العنف.
في خطاب لها ألقته بالإسبانية في يونيو/حزيران 2022 لمناصري حزب فوكس اليميني الإسباني، قالت ميلوني: "نعم للأسر الطبيعية، لا لجماعات الضغط المثلية، نعم للهوية الجنسية، لا للأيديولوجية القائمة على النوع، نعم لثقافة الحياة، لا للسقوط في هاوية الموت. لا لعنف الإسلام، نعم للحدود الآمنة، لا للهجرة الجماعية، نعم للعمل من أجل شعبنا، لا للتمويل الدولي الكبير".
كذلك ترفع ميلوني شعار "الله الوطن العائلة" وتشمل أولوياتها إغلاق الحدود الإيطالية لحماية البلاد من "الأسلمة"، وإعادة التفاوض بشأن المعاهدات الأوروبية لكي تستعيد روما السيطرة على مصيرها، ومحاربة "مجموعة الضغط لمجتمع الميم (المثليين)".
تُعتبر ميلوني وحزبها ورثة الحركة الاجتماعية الإيطالية، وهو حزب فاشي جديد أسس بعد الحرب العالمية الثانية، وفي سن التاسعة عشرة أكدت في تصريح لمحطة "فرانس 3" التلفزيونية الفرنسية أن الديكتاتور بينيتو موسوليني كان "سياسياً جيداً"، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
كانت ميلوني قد قالت لأنصارها في 2019 في روما، خلال كلمة حماسية باتت شهيرة: "أنا جورجيا، أنا امرأة، أنا أم، وأنا إيطالية وأنا مسيحية".
لدى ميلوني تصريحات كان لها صدى في العالم العربي، ففي تصريح سابق لها، قالت: "لولا بشار الأسد وبوتين وإيران وحزب الله اللبناني لما تمكن المسيحيون من الاحتفال بعيد الميلاد كل عام"، بحسب تعبيرها.
لم تخفِ ميلوني معاداتها أيضاً للمهاجرين القادمين من شمال إفريقيا، إذ أكدت أنها ستواجه قوارب الهجرة غير الشرعية بحصار عسكري على البحر المتوسط، كما تعتزم ميلوني إنشاء ما سمّته "مهمة عسكرية أوروبية" لمواجهة موجات الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا، وذلك بالتنسيق مع السلطات الليبية.
من الأفكار الأخرى التي تحملها ميلوني، معارضتها لنظام المحاصصة لضمان التنوع وتعزيز وجود النساء في البرلمان أو المناصب العامة، وتقول إن "المرأة عليها أن تصل للقمة عبر الاستحقاق.
تضيف ميلوني: "إن كونها امرأة له مزاياه أيضاً في إيطاليا، عندما تكونين امرأة غالباً ما يتم الاستخفاف بك.. لكن هذا يمكنه حقاً أن يساعدك".
يُذكر أن حزب ميلوني "فراتيلي ديتاليا" (إخوة إيطاليا) فاز بأكثر من 26 بالمئة من الأصوات في الانتخابات وفق نتائج جزئية، وستحظى ميلوني مع حليفيها في الائتلاف، حزب "الرابطة" المعادي للهجرة و"فورزا إيطاليا" اليميني، بغالبية مطلقة في مجلسي النواب والشيوخ.