أعلنت إثيوبيا، السبت 24 سبتمبر/أيلول 2022، التزامها بمواصلة التفاوض "بحُسن نية" مع مصر والسودان، للتوصل إلى "نتيجة مقبولة" بشأن "سد النهضة".
جاء ذلك في كلمة لنائب رئيس الوزراء الإثيوبي ديميكي ميكونين، خلال المناقشات رفيعة المستوى للدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، المنعقدة حاليًا في نيويورك.
ميكونين قال: "أريد أن أنتهز هذه الفرصة لكي أكرر التزام إثيوبيا بالتعاون والإنصاف في استخدام الأنهار العابرة للحدود، وتحقيق والازدهار المشترك مع جميع البلدان المشاطئة".
كما أضاف: "سنستمر بحسن نية في المفاوضات الثلاثية (إثيوبيا ومصر والسودان) تحت رعاية الاتحاد الإفريقي، للتوصل إلى نتيجة مقبولة للأطراف المعنية".
وأردف ميكونين: "كان العام الماضي علامة فارقة لبلدي وأيضاً لحوض نهر النيل بكامله، حيث بدأ سد النهضة الإثيوبي الكبير إضاءة منازلنا وتحقيق تطلعات أجيالنا".
وعبّر عن "الشكر والامتنان لشعب إثيوبيا الذي قام بتمويل هذا المشروع الذي يذهب عائده على نطاق واسع إلى المنطقة بكاملها".
وتتمسّك دولتا مصبّ نهر النيل، مصر والسودان، بالتوصل إلى اتفاق مع إثيوبيا لضمان استمرار تدفق حصّتيهما السنوية من مياه نهر النيل.
غير أن إثيوبيا ترفض ذلك وتؤكد أن السدّ الذي بدأت تشييده قبل نحو عقد، لا يستهدف الإضرار بأحد.
وفي أغسطس/آب الماضي، أكملت إثيوبيا، وهي دولة منبع نهر النيل، الملء الثالث للسد، بعد عمليتي ملء مماثلتين العامين الماضيين دون تنسيق في المراحل الثلاث مع مصر والسودان.
البرهان في القاهرة
وبحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مع رئيس المجلس الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، السبت 24 سبتمبر/أيلول 2022، تطورات ملف "سد النهضة" الإثيوبي، إضافة إلى العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين.
جاء ذلك خلال لقاء جمع السيسي مع البرهان في قصر الاتحادية بالقاهرة، وفق بيان للمتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي.
إذ ذكر البيان أن اللقاء "شهد استعراض آخر مستجدات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بما فيها تطورات ملف سد النهضة؛ حيث تم التوافق حول استمرار التشاور المكثف والتنسيق المتبادل في هذا السياق خلال الفترة المقبلة لما فيه المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين".
لا نريد الضرر
وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن بلاده تنفذ "عملية الملء الثالثة" لسد النهضة، مؤكداً أن إثيوبيا لا تهدف لـ"الإضرار" بمصر والسودان، اللذين يرفضان ملء السد من دون اتفاق ملزم بين الأطراف الثلاثة.
وأعطى أحمد الضوء الأخضر لتشغيل توربين ثانٍ من بين 13 مقررة على سد النهضة الكبير، الذي بنته إثيوبيا على النيل الأزرق بهدف توليد الطاقة الكهربائية.
وفي كلمة له خلال عملية تدشين التوربين الثاني، قال إن "عملية الملء الثالثة الحاصلة حالياً تؤكد أن الأشغال التي أجريت لجمع 22 مليار متر مكعب من المياه وتوليد الكهرباء عبر توربينين لا تؤدي إلى نقص المياه في دول المصب".