تواصل مناطق خاضعة لسيطرة موسكو في شرق وجنوب أوكرانيا، السبت 24 سبتمبر/أيلول 2022، التصويت على ضمّها إلى روسيا، في استفتاء وصفه الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه "صوري"، وأكد أن بلاده لن تعترف به.
كان قد بدأ الاستفتاء الجمعة 23 سبتمبر/أيلول 2022 بشأن إن كان يتعيّن على روسيا ضم أربع مناطق أوكرانية، لتزيد بذلك المخاطر بعد سبعة أشهر من الهجوم الذي أطلقته موسكو على أوكرانيا.
يجري الاستفتاء في مناطق خاضعة لسيطرة روسيا في دونيتسك، ولوغانسك شرقاً، وخيرسون، وزابوريغيا جنوباً، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
ينتقل منظمو الاستفتاء في هذه المناطق من منزل لآخر لجمع أصوات السكان، وستفتح مراكز الاقتراع يوم الثلاثاء 27 سبتمبر/أيلول 2022، ليتمكن السكان الذين لم يسلموا بطاقات اقتراعهم خلال الأيام الثلاثة من الإدلاء بأصواتهم في اليوم الأخير.
يمكن التصويت أيضاً في مبنى في موسكو يمثّل منطقة دونيتسك الانفصالية.
أُعلن عن الاستفتاء الأسبوع الماضي، بعد هجوم أوكراني مضاد استعادت كييف بموجبه الجزء الأكبر من منطقة خاركيف (شمال شرق أوكرانيا) من القوات الروسية.
سيمثّل ضم المناطق الأربع إلى روسيا تصعيداً كبيراً في النزاع؛ إذ ستعتبر موسكو أي تحرّك عسكري هناك هجوماً على أراضيها.
تذكّر الاستفتاءات بذاك الذي جرى بعدما ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014.
رفض الاستفتاءات
أثارت الاستفتاءات غضباً في أوكرانيا وحلفائها الغربيين، وندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة 23 سبتمبر/أيلول 2022 بعملية التصويت، قائلاً: "سيكون رد فعل العالم عادلاً تماماً حيال الاستفتاءات الصورية" التي وصفها بأنها "جرائم ضد القانون الدولي والقانون الأوكراني".
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن "الاستفتاءات الروسية صورية وذريعة كاذبة لمحاولة ضمّ أجزاء من أوكرانيا بالقوة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي"، وأضاف: "سنعمل مع حلفائنا وشركائنا لتحميل روسيا ثمناً اقتصادياً إضافياً سريعاً وباهظاً".
كذلك شدد بايدن على أن واشنطن لن تعترف أبداً بضم أي أراض أوكرانية لروسيا.
في وقت سابق الجمعة 23 سبتمبر/أيلول 2022، شددت أيضاً دول مجموعة السبع على أنه لن يتم "إطلاقاً" الاعتراف بالاستفتاءات التي لا تحمل "أي تأثير قانوني أو شرعية".
كما قوبلت الخطوة برد فعل من بكين، أقرب حليفة لموسكو منذ بدأت الحرب في أوكرانيا، وقال وزير الخارجية الصيني، "وانغ يي" في تصريحات وجّهها إلى نظيره الأوكراني دميترو كوليبا أثناء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة: "ينبغي احترام سيادة وسلامة أراضي جميع الدول".
"أدلة على جرائم حرب"
تزامناً مع بدء التصويت، كشف مسؤولون من الأمم المتحدة وأوكرانيا عما وصوفها بأدلة إضافية على "جرائم حرب" ارتكبتها القوات الروسية تمثّلت بعمليات إعدام وتعذيب.
محققون أمميون اتهموا روسيا بارتكاب جرائم حرب على "نطاق هائل" في أوكرانيا، مشيرين إلى عمليات قصف وإعدامات وتعذيب، فضلاً عن عنف جنسي مروع.
من جانبه، قال رئيس لجنة التحقيق الدولية التي شكّلها مجلس الأمن الدولي في مارس/آذار 2022، إريك موزه، إن فريقه عثر على أدلة تفيد بوقوع "عدد كبير من الإعدامات" وعمليات اغتصاب وتعذيب لأطفال.
في السياق ذاته، قال مسؤولون أوكرانيون في منطقة خاركيف الجمعة 23 سبتمبر/أيلول 2022 إنهم انتهوا من استخراج رفات 447 شخصاً من موقع قرب مدينة إيزيوم التي تمّت استعادتها من القوات الروسية.
كذلك أشار حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف إلى أن "غالبية الجثث تحمل آثار موت عنيف و30 منها تحمل آثار تعذيب"، أضاف: "هناك جثث مع حبل حول العنق وأياد مكبلة وأعضاء تعرضت لكسور أو جروح بالرصاص".
من جهته، اتّهم الكرملين كييف بـ"فبركة الأدلة" على جرائم الحرب المفترضة.
تلويح بالتصعيد
تأتي هذه التطورات بعدما حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن موسكو ستلجأ إلى "كافة الوسائل" لحماية أراضيها، في حين قال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف على مواقع التواصل الاجتماعي إن هذه الوسائل قد تشمل استخدام "أسلحة نووية استراتيجية".
كانت موسكو قد بدأت تعبئة جزئية يوم الخميس 22 سبتمبر/أيلول 2022، إذ أمر بوتين باستدعاء حوالي 300 ألف جندي احتياط لدعم الجهد الحربي.
لكن الخطوة دفعت الرجال إلى الفرار من روسيا قبل إجبارهم على الانضمام إلى صفوف الجيش، فحُجزت رحلات طيران بالكامل إلى الدول المجاورة على مدى الأيام المقبلة، لكن البعض لم يتمكن من تجنّب التجنيد الإلزامي.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا هجوماً عسكرياً على أوكرانيا، تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلّي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.