أعلن وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، الأربعاء 21 سبتمبر/أيلول 2022، موافقة حكومة بلاده على تأميم شركة "يونيبر"، أكبر مستورد للغاز في البلاد، إذ قال هابيك بمؤتمر صحفي في برلين، إن الاتفاق مع الشركة يشمل حزمة إنقاذ تم الاتفاق عليها، في يوليو/تموز الماضي، لرفع رأس مالها بمقدار 8 مليارات يورو.
وأوضح الوزير الألماني أن الاتفاق "ضروري" بسبب الأهمية التي تلعبها الشركة في سوق الغاز بألمانيا، وفق وكالة أسوشيتد برس، مشيراً إلى أن الاتفاق "لا يزال بحاجة إلى موافقة المفوضية الأوروبية".
وتوفر الشركة الألمانية نحو 40% من احتياجات ألمانيا من الغاز، حسب الوكالة.
أشهر صعبة أمام ألمانيا
يأتي هذا في وقت تحاول فيه ألمانيا العثور على بديل للغاز الروسي مع اقتراب فصل الشتاء، إذ قالت الحكومة الألمانية، في وقت سابق إن أمامها أشهراً صعبة لمواجهة نقص إمدادات الغاز، فيما حذرت جمعية المستأجرين الألمان من عدم قدرة ملايين المواطنين على تحمل تكاليف الطاقة المتزايدة خلال الشتاء المقبل.
رئيس الجمعية لوكس سيبينكوتين قال لصحيفة "دير تاغيس شبيغل" المحلية، إن أسعار الغاز المرتفعة ستؤثر بشكل كبير على الأسر ذات الدخل المنخفض، والتي "تكافح للتأقلم مع زيادة تكاليف المعيشة"، كما أكد أن قرار الحكومة بفرض ضريبة إضافية على مستهلكي الغاز "سيزيد من تكاليف المعيشة".
يأتي هذا وسط دعوات في ألمانيا لتوفير الطاقة، إذ قال كلاوس مولر رئيس جهاز تنظيم شبكات الطاقة في ألمانيا، إن على المستهلكين توفير ما لا يقل عن 20% من استهلاكهم لتجنب نقص الغاز، بحلول ديسمبر/كانون الأول 2022، بسبب انخفاض واردات الغاز الروسي.
كانت شركة "غازبروم" الروسية قد خفضت تدفقات الغاز إلى ألمانيا، عبر خط أنابيب نورد ستريم 1 إلى 20% من طاقته، ما يزيد الضغط على أكبر اقتصاد في أوروبا لتوفير الغاز لفصل الشتاء.
مولر أشار أيضاً إلى أن على ألمانيا خفض صادراتها من الغاز إلى الدول المجاورة 20%، واستيراد ما بين 10 و15 غيغاوات ساعة من الغاز لتجنب النقص.
أضاف المسؤول الألماني في مقابلة مع صحيفة "فيلت إم زونتاج"، نُشرت السبت 6 أغسطس/آب 2022: "إذا لم نوفر كثيراً ولم نحصل على أي غاز إضافي فسنواجه مشكلة".
يُشار إلى أن روسيا تمد أوروبا بـ41% من حاجتها من الغاز الطبيعي، قبل أن تتراجع النسبة إلى أقل من 30% في الوقت الحالي، وسط مخاوف أوروبية من قطع كامل للغاز قبل حلول الشتاء.
ليس القلق في ألمانيا وحدها، إذ عبر الاتحاد الأوروبي عن "قلق خطير" أيضاً، وسط توقعات انخفاض إمدادات الغاز من روسيا في أنحاء القارة العجوز، مع احتمال الاضطرار إلى تقنين الغاز للصناعة والاستهلاك المحلي.