قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لرويترز، الثلاثاء 20 سبتمبر/أيلول 2022، إنه تلقى ردود فعل "إيجابية" من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الذين التقى بهم في نيويورك، بشأن دعمهم المحتمل لبيع طائرات مقاتلة من طراز إف-16 لتركيا.
إذ تسعى تركيا إلى شراء 40 طائرة مقاتلة من طراز إف-16 وقطع غيار لتحديثها، من صنع شركة لوكهيد مارتن، من الولايات المتحدة. وقال الرئيس جو بايدن إنه يدعم البيع، لكن انتقادات داخل الكونغرس لبعض سياسات أنقرة ربما تعرقل العملية.
أردوغان يدعو لإصلاح الأمم المتحدة
في سياق موازٍ دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إلى إصلاح الأمم المتحدة من أجل نظام عالمي أكثر عدلاً. جاء ذلك في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
قال أردوغان: "علينا إعادة هيكلة الأمم المتحدة، لتكون منظمة قادرة على إيجاد الحلول من أجل نظام عالمي أكثر عدلاً، وتتجلى فيها الإرادة المشتركة للإنسانية جمعاء".
فيما أكد الرئيس أردوغان أن "جعل هيكلة مجلس الأمن تتمتع بأداء أكثر فاعلية وديمقراطية وشفافية وخضوعاً للمُساءلة، سيشكل نقطة تحول مهمة في البحث عن السلام والعدالة والرفاه للبشرية جمعاء".
كما أضاف: "وحتى لا ننسى واجبنا المشترك في هذا السياق سنواصل التأكيد على حقيقة أن العالم أكبر من خمسة، وأنه من الممكن الوصول إلى عالم أكثر عدلاً بأقوى السبل وعلى كل منصة".
رؤية تركيا حول السياسة الخارجية
أردوغان كذلك أردف: "أود أن أشدد مجدداً على تطلعنا لدعم كافة الدول الأعضاء لهذا النضال الذي نخوضه بإيمان وتصميم. لطالما كانت رؤية تركيا حول السياسة الخارجية قائمة على السلام، نحن نفعل كل ما في وسعنا من أجل أن يسود السلام في العالم برمته بدءاً من منطقتنا".
كما أشار الرئيس أردوغان إلى أن الاقتصاد العالمي، الذي تضرر بشدة من الاضطرابات في سلاسل التوريد الناجمة عن جائحة كورونا، تعرض لصدمة أخرى نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.
في حين أكد أن ضغط التضخم الناجم عن ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية والمواد الخام يؤثر سلباً على جميع الاقتصادات وعلى الرفاه الاجتماعي حول العالم.
لفت إلى أن التطورات الأخيرة أظهرت أهمية إمدادات الطاقة مجدداً، وأردف قائلاً: "نحن في تركيا لطالما اعتبرنا الطاقة أحد مجالات التعاون وليس المنافسة. وقمنا بتنفيذ العديد من المشاريع التي تدعم أمن الطاقة الإقليمي والعالمي، إلى جانب احتياجاتنا الخاصة. لقد برزت دقة وأهمية هذه الخطوات مجدداً مع التطورات الأخيرة، حيث عرّضت المرحلة سلامة الغذاء للخطر".
أردوغان قال كذلك إنه "لا يمكن تفسير حقيقة أن خمس سكان العالم لا يزالون يعانون من الجوع والفقر، في القرن الحادي والعشرين، الذي وصلت فيه الفرص المادية والتكنولوجية إلى أعلى مستوى".
القضاء على الجوع
أشار إلى أنه بالتزامن مع المستجدات الأخيرة، بدأ العالم في الابتعاد عن أهداف التنمية المستدامة التي تهدف إلى الوصول إلى مستوى "القضاء التام على الجوع" بحلول عام 2030.
في حين أكد أن "السبيل الوحيد لإشعال بصيص أمل في المشهد الذي تواجهه البشرية هو تعزيز التعاون والتضامن الدوليين بنهج عادل ومنصف".
كما شدد الرئيس أردوغان على دخول العالم فترة يحتاج فيها إلى العمل بأجندة مشتركة لمواجهة التحديات التي تؤثر على المصير المشترك. وأضاف: "نحن في تركيا نظهر هذه الإرادة في مكافحة التوترات التي سببتها الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك فيما يتعلق بالوباء وتغير المناخ".