بحث سكان في بلدة إيزيوم الأوكرانية عن أقاربهم القتلى في مقبرة بمنطقة قريبة تغطيها الأشجار، الأحد، 18 سبتمبر/أيلول 2022، بينما واصلت فرق الطوارئ استخراج ما قالوا إنها مئات الجثث التي عُثر عليها بعد طرد القوات الروسية من المنطقة.
في حين لم تُحدَّد بعد أسباب وفاة من في موقع المقبرة التي تم اكتشافها، لكن السكان يقولون إن بعضهم لقي حتفه في غارة جوية. وقالت السلطات الأوكرانية إن جثة واحدة على الأقل كانت مقيدة اليدين، وتوجد علامات حبال على الرقبة.
أدلة على التعذيب في أوكرانيا
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن المحققين اكتشفوا أدلة جديدة على استخدام التعذيب مع المدفونين في إيزيوم، وهي واحدة من أكثر من 20 بلدة استعادتها القوات الأوكرانية في منطقة خاركيف في شمال شرق البلاد، بعد تقدم خاطف في وقت سابق.
أضاف زيلينسكي في خطاب مصوَّر في ساعة متأخرة من مساء السبت "عُثر بالفعل على أكثر من 10 غرف تعذيب في المناطق المحررة بمنطقة خاركيف في مدن وبلدات مختلفة".
أضاف "التعذيب كان ممارسة منتشرة في الأراضي المحتلة. هذا ما فعله النازيون. هذا ما يفعله (الروس)"، وتابع "سيحاسَبون بنفس الطريقة، سواء في ساحة المعركة أو في قاعات المحاكم".
قائمة بأسماء القتلى
في حين أمسك فولوديمير كوليسنيك قائمة مكتوبة بعناية تضم أسماءً وأرقاماً وهو يقف بين قبور مرقمة، بحثاً عن أقارب قال إنهم قُتلوا في غارة جوية على مبنى سكني قبل وقت قصير من سقوط إيزيوم في أيدي القوات الروسية في أبريل/ نيسان 2022.
لكنه توقف أمام صليب يحمل الرقم 199. وبعد التحقق من القائمة التي أعطتها له شركة محلية لخدمات الدفن والجنائز قامت بحفر القبور، علق بعناية لافتة صغيرة تحمل اسم أحد أقاربه، ويدعى يوري ياكوفينكو، وقال إن الرقمين 164 و174 كانا لزوجة ووالدة قريبه.
أضاف كوليسنيك لـ"رويترز": "دفنوا الجثث في أكياس، دون توابيت، دون أي شيء. لم يُسمح لي بالقدوم إلى هنا في البداية. قال (الروس) إن المكان ملغوم، وطلبوا الانتظار. كان هناك الكثير منهم في الغابة، لذلك كان من المخيف الحضور إلى هنا".
صمت روسي
في المقابل لم يصدر عن موسكو تعليق على اكتشاف المقابر. وتنكر مراراً ارتكاب فظائع في الحرب أو استهداف مدنيين، واتهم رئيس الإدارة المتحالفة مع روسيا التي تركت المنطقة لأوكرانيين بتلفيق الفظائع في مدينة إيزيوم. وقال فيتالي جانتشيف لمحطة روسيا-24 التلفزيونية الرسمية "لم أسمع أي شيء عن عمليات دفن".
في حين لم يرد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على الاتهامات، لكنه قلل من أهمية الهجوم الأوكراني المضاد السريع وصور الغزو الروسي على أنه خطوة ضرورية لمنع ما قال إنها مؤامرة غربية لتفكيك روسيا.
حيث قال بوتين، وهو يبتسم بعد قمة لمنظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند بأوزبكستان "سلطات كييف أعلنت أنها شنّت وتنفذ عملية هجوم مضاد… حسناً، دعونا نرَ كيف سيتطور الأمر، وكيف سينتهي".
كما حذّر بوتين من أن موسكو سترد بقوة أكبر إذا تعرّضت قواتها لمزيد من الضغوط، مما أثار مخاوف من أنه قد يستخدم في مرحلة ما وسائل غير تقليدية مثل أسلحة نووية صغيرة أو أسلحة كيماوية.