قُطِعَت الماسة المعروفة باسم نجمة إفريقيا الكبرى، من جوهرة أكبر استُخرِجَت في جنوب إفريقيا عام 1905، وسلّمتها السلطات الاستعمارية في جنوب إفريقيا إلى العائلة المالكة البريطانية. وهي مُثبّتة حالياً على صولجان ملكي خاص بالملكة إليزابيث الثانية.
منذ وفاة الملكة، وتزامناً مع مراسم تشييعها، اشتدت المطالب بعودة نجمة إفريقيا الكبرى وغيرها من الماسات، فيما يعتبر العديد من مواطني جنوب إفريقيا أنَّ اقتناء بريطانيا لهذه المجوهرات غير شرعي، ويطالبون بتعويضات، بحسب ما نشرت شبكة CNN الأمريكية، الجمعة، 16 سبتمبر/أيلول 2022.
وأثارت وفاة الملكة نقاشاً عبر وسائل الإعلام في جنوب إفريقيا حول ملكية الأحجار الكريمة، حيث قال الناشط ثاندوكسولو سابيلو: "يجب إعادة ماسة كولينان إلى جنوب إفريقيا على الفور، معادن بلادنا ودول أخرى تستمر في إفادة بريطانيا على حساب شعبنا".
كما حث عضو برلمان جنوب إفريقيا، فويولويتو زونغولا، بلاده على "المطالبة بتعويضات عن كل الأضرار التي سببتها بريطانيا، وكذلك المطالبة بإعادة كل الذهب والماس الذي سرقته بريطانيا".
عندما نشر رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، تغريدة ينعى فيها الملكة، فإن بعض مواطني جنوب إفريقيا تدافعوا للتعليق على المنشور للشكوى بشأن ماسة النجمة الكبرى.
كتب أحدهم: "هل سألتها متى ستعيد الماسة الجنوب إفريقية؟"، بينما علّق آخر على تنصيب الملك تشارلز الثالث على العرش، قائلاً: "يجب أن تكون أولى مهامه إعادة ماسة جنوب إفريقيا".
هدية ملكية، أم ماسة مسروقة؟
وفقاً لمتحف Royal Collection Trust، الذي يشرف على مجموعة مقتنيات العائلة المالكة البريطانية، قُدِمَت ألماسة كولينان إلى الملك إدوارد السابع (العاهل البريطاني في ذلك الوقت) عام 1907، بعد عامين من اكتشافها في منجم خاص في مقاطعة ترانسفال القديمة بجنوب إفريقيا.
تقول شركة The Royal Asscher الهولندية إنَّ الماسة الأصلية التي تزن نحو 3106 قراريط في شكلها الطبيعي كانت "بحجم قلب الإنسان".
في دعم لمزاعم الملكية البريطانية عن ملكيتها للحجر الثمين، أوضحت شركة The Royal Asscher أنَّ الجوهرة قد اشترتها حكومة مقاطعة ترانسفال في جنوب إفريقيا (التي أدارها الحكم البريطاني) وقُدِمَت إلى الملك إدوارد السابع هديةً في عيد ميلاده.
من جانبه، يرفض إيفريستو بينيرا، أستاذ السياسة الإفريقية بجامعة جنوب إفريقيا، هذه الرواية. وقال لشبكة CNN إنَّ "المعاملات الاستعمارية غير مشروعة وغير أخلاقية".
قال بينيرا: "روايتنا هي أنَّ حكومتي ترانسفال واتحاد جنوب إفريقيا ونقابات التعدين التابعة لها جميعها كانت غير قانونية"، وجادل بأنَّ "استلام الماس المسروق لا يعفي المتلقي. النجمة الكبرى هي ماسة دموية… كانت شركة (التعدين) الخاصة وحكومة ترانسفال والإمبراطورية البريطانية جزءاً من شبكة أكبر من الاستعمار".
بدورها، اتهمت لي آن ماتيس، المتحدثة الوطنية باسم حزب "مقاتلي الحرية الاقتصادية" السياسي المعارض في جنوب إفريقيا، القوى الاستعمارية البريطانية بسرقة الأراضي ومصادرة المناجم التي تخص السكان الأصليين.
وقالت المتحدثة لشبكة CNN: "ندعو لإعادة جميع السرقات الاستعمارية؛ ومنها نجمة إفريقيا".
تناضل البلدان الإفريقية باستمرار لاستعادة القطع الأثرية الثقافية التي نهبتها القوات الاستعمارية. وفي الشهر الماضي، وافق متحف في لندن على إعادة 72 قطعة مسروقة من مملكة بنين، في جنوب نيجيريا، خلال عملية عسكرية بريطانية عام 1897.