سجّلت الليرة اللبنانية انخفاضاً قياسياً جديداً مقابل الدولار، لترتفع مرتبتها في قائمة أسوأ العملات انحداراً في الأسبوع الثاني من شهر سبتمبر/أيلول 2022.
الليرة اللبنانية تسجل انهياراً جديداً
نشر الاقتصادي وخبير مجالس النقد الأمريكي ستيف هانكي قوائم التغيّرات الجديدة التي طرأت على أكثر العملات اضطراباً حول العالم، وذلك ضمن قوائم هانكي الدوريّة لمراقبة العملات.
وتبيّن القوائم الصادرة لهذا الأسبوع أن العملة اللبنانية قد ضربت رقماً قياسياً في الانخفاض أمام الدولار، إذ بلغت قيمة الدولار 35250 ليرة لبنانية يوم 14 سبتمبر/أيلول 2022.
ووفقاً لهذا الرقم، تكون العملة اللبنانية قد هبطت بنسبة 75.89% أمام الدولار عن أول شهر يناير/كانون الثاني 2021.
علماً أن موقع Lira rate الذي يرصد أسعار الدولار في لبنان أولاً بأول، أظهر أن سعر الدولار وصل إلى 37550 ليرة لبنانية يوم الخميس 15 سبتمبر/أيلول 2022.
وبهذا الانخفاض، تصبح العملة اللبنانية ثالث أسوأ عملة انخفاضاً في العالم، بعد عملة البوليفار الفنزويلي (الانخفاض الأسوأ في العالم بنسبة 87.87%) والدولار الزيمبابوي (انخفاض بنسبة 86.94%).
وشارك ستيف هانكي -الذي يعمل مديراً لمشروع العملات المضطربة في معهد كاتو للأبحاث- تغريدةً يظهر بها مدى انخفاض العملة اللبنانية منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2019 حتى سبتمبر/أيلول 2022.
وقال هانكي إن منصّة "صيرفة" التي أطلقها المصرف اللبناني لم تفد العملة اللبنانية شيئاً، وقد حرق مصرف لبنان ما يقارب 3.1 مليار دولار من احتياطيات العملات الأجنبية منذ بداية هذا العام عبرها، معتبراً هذا الأمر مجرد مثالٍ آخر على فداحة عدم الكفاءة التي تتسم بها حكومة ميقاتي.
وكان تقرير الأمم المتحدة الصادر في 11 مايو/أيار 2022 قد حمّل مسؤولية الأزمة على الحكومة اللبنانية وسياساتها "الفاشلة"، فيما اعتبر المدير الإقليمي للبنك الدولي أن ما تمّر به لبنان من انهيار اقتصادي وأزمة حادة يمكن تصنيفها ضمن أسوأ ثلاث أزمات في العالم.
ومن ضمن الدول العربية الأخرى الواردة في قائمة العملات الأكثر خسارةً يأتي الجنيه السوداني في المرتبة السابعة بنسبة 56.35% عن قيمته في أول عام 2021، وفي المرتبة الثانية عشرة الليرة السورية بنسبة 35.29%، وكلاهما من البلاد التي تعاني من الصراع وعدم الاستقرار.
المركز الثالث ضمن الأضعف عالمياً
وباتت العملة اللبنانية تحتل المركز الثالث في قائمة أخفض العملات قيمةً مقابل الدولار. ووفقاً لاستطلاع منصات رصد قيمة العملات لليوم الخميس 15 سبتمبر/أيلول 2022، فقد حافظت عملة البوليفار الفنزويلي على مركزها باعتبارها العملة الأخفض قيمةً مقابل الدولار على الإطلاق، بتخطّي الدولار الثمانية ملايين بوليفار، مع الوضع بعين الاعتبار أن الحكومة الفنزويلية تواصل حذف الأصفار من العملة للسيطرة عليها والتخفيف من ضغوط التضخم، وكان الشطب الأخير لـ6 أصفار في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ورغم ذلك، فقد كان هذا العام ليس من أسوأ الأعوام على العملة الفنزويلية، إذ شهد اقتصاد فنزويلا نمواً في 2021 لأول مرة منذ 7 سنين، وكانت العملة قد بدأت تحقق استقراراً نسبياً في بداية العام الجاري وفقاً لمؤشر بلومبيرغ، فقد تباطأ التضخم نسبياً من المعدلات السابقة له التي كانت تصل إلى أكثر من 1000% في السنوات الأخيرة، وإن كانت هذه "الفترة النادرة للاستقرار" بدأت بالزوال مع عودة البوليفار للتراجع مجدداً في شهر أغسطس/آب الماضي.
ويعدّ الريال الإيراني ثاني أخفض عملة بعد العملة الفنزويلية، فقد وصل إلى أدنى مستوياته على الإطلاق هذا العام وسط أزمة الاتفاق النووي، حيث عادل الدولار 332 ألف ريال إيراني إبّان الأزمة والعقوبات الأمريكية، علماً أن السعر الذي يحدده مصرف الدولة ثابت عند رقم 42 ألفاً تقريباً.